العلمانية والاسلام هل يمكن ان يندمجا
يعرف غلاة العلمانية نظريتهم هذه "بالا اتجاه" قافزين بذلك على طبيعة النفس البشرية الميالة الى اتخاذ احد الاتجاهين الابيض او الاسود في الحياة على اقل تقدير هذا ان لم يتخذوا اكثر من اتجاه ربما تكون بعدد الالوان وتفرعاتها وهذا شيء لايمكن القفز عليه من قبل أي نظرية تريد الوصول الى قدر معقول من القبول بين البشر "فاللااتجاه " هو شعور او موقف لايمكن ان يتخذه انسان يملك فطرة وطبيعة البشر وهذا شيء يمكن ان نقتنع انه موجود نظريا فقط أي في مكاتب الدراسات السياسية او في عقول غلاة اللبراليين من الحالمين بتطبيق نظرياتهم بعيدا عن واقع قبولها بين المتلقين.
دائما ما يهاجم العلمانيون الاديان باعتبارها خالية من القوانين الانسانية وتدعو للتطرف ونرد عليهم ونقول , لماذا نصور الاسلام او الاديان بصورتها المتطرفة كلما اردنا ان نقارنها بالعلمانية هل الاديان هي فقط التعاليم المتشددة اليس في الاديان قوانين انسانية اليس فيها ما يفيد الانسان في حياته اليومية وتعاملاته فالاديان لم تاتي فقط لتعاقب الناس بل اتت اولا لهدايتهم وتنظيم حياتهم على الشكل الذي يجعل منهم مخلوقات لها هدف سامي في حياتها وفي مماتها ان من الخطاء المقارنة بين الاديان و الاسلام بصورة خاصة والعلمانية بهذا الشكل المجحف , اليس في الاسلام مبداء الشورى وهو المبداء الذي يقابل الديمقراطية في العلمانية الم يقل الله في كتابه الكريم بسم الله الرحمن الرحيم ( قل يا ايها الكافرون لا اعبد ما تعبدون ولاانتم عابدون ما اعبد ولاانا عابد ماعبدتم ولا انتم عابدون ما اعبد لكم دينكم ولي ديني ) الم يكن هذا حرية للمعتقد الذي تدعو اليه العلمانية ان من يهاجمون الاسلام عندما يحاولون اختزاله بحكم او حكمين لكي يقولوا انه لايصلح لحياة البشر في يومنا هذا يخالفون علمانيتهم التي يقولون انهم مؤمنون بها فتصوير الاسلام بهذا الشكل هو تعدي على معتقدات الغير وهذا شيء من المفروض ان العلمانية التي يؤمنون بها ترفضه ولا تؤمن به ,
ان تطبيق العلمانية النظرية بصورتها النظرية الدقيقة قد يجعل من المجتمعات عبارة عن تجمعات منحلة مشرذمة لاهدف لها لان تطبيق العلمانية النظرية يعني اعطاء الحرية كاملة بدون قيد او شرط للانسان ولان الانسان بطبعه محبا لذاته ومحبا لملذاته غير عابيء بالغير فسنجد ان المجتمعات تتفسخ لانها بدون قوانين تقنن الحرية الشخصية فكل شخص سيبحث عن ملذاته دون الالتفات لمصالح الغير مما يوقعنا في المحضور , ان تقنين الحرية بصورة تجعلها حرية للمجتمع وليس للفرد هو ما يوصلنا الى بناء مجتمع حر متماسك متقدم مزدهر فالحرية يجب ان تكون حرية للمجتمع وليس للفرد .
ان مايهمنا هو العلمانية الواقعية التي يمكن ان تطبق بشكل ما في دولة معينة وعلى شعب معين وهذه هي مانريد ان ندمجها بالاسلام لنخلص بنظام يضم المباديء العظيمة للاسلام مضاف اليها مباديء العلمانية التي لاتتعارض مع مرتكزات الاسلام مما قد يوصلنا لخلق نظام يمكن ان يرتقي بحياة البشر الى درجات عليا من الحضارة دون ان يبعده عن الدين الهدف النبيل الذي خلق الانسان لاجله ..
التعليقات (0)