مواضيع اليوم

العلمانية نزعت الاخلاق عن الانسان

اوس العربي

2011-08-26 22:44:29

0

د.المسيري: العلمانية نزعت الأخلاق عن الإنسان
القاهرة: أكد الدكتور عبد الوهاب المسيري في المحاضرة التي ألقاها مؤخرا بحزب الوسط الجديد والتي حملت عنوان "العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة" وهو عنوان كتاب أخير صدر للمسيري عن دار الشروق - أن ثمة تناقضا كبيرا في تعريف مفهوم العلمانية، ليس بين المدافعين عن العلمانية فقط، وانما أيضا بين الموسوعات والمراجع التي تتناول المفهوم، مشيرا إلي ان كثيرين من العلمانيين يتحدثون عن مفهوم العلمانية بوصفه مصطلحا مستقرا وهو ليس بذلك.
وقال المسيري - وفق جريدة "الوفد" المصرية - أن بعض المعاجم تفسر العلمانية بأنها فصل الدين عن الدولة، فيما تراها معاجم أخري بأنها التأكيد الزمني وإهمال الديني والمقدس، فيما يراها فريق ثالث بأنها الالحاد، أما المفكرون العرب فقد انقسموا في تعريف المصطلح، فالدكتور مراد وهبة يعرفها بأنها الحديث عما هو نسبي فهو يؤمن بالنسبية المطلقة.
أما الدكتور عزيز العظمة فهو يتأرجح في تعريفها فتارة يتحدث عن النسبية وتارة اخري يتحدث عن الضمير، والمفكر عابد الجابري يسقط المصطلح ويحل محله العقلانية، والدكتور فؤاد زكريا يري انها هيمنة القيم المادية.
وأوضح المسيري انه تم نحت هذا التعريف عن العلمانية بأنها فصل الدين عن الدولة في منتصف القرن التاسع عشر، وفي هذا الوقت لم تكن الدولة قد طورت أجهزتها ولا مؤسساتها فالتعليم في انجلترا كانت تشرف عليه الكنيسة، كما ان هذا التعريف يلزم الصمت بخصوص الحياة الخاصة ويتحدث عن الدولة ولا يتحدث عن الزواج والميلاد والموت، ويلزم الصمت أيضا بخصوص القيم التي سندير بها حياتنا، وبالتالي فمن الواضح أنه تعريف محدد يشير إلي أشياء محددة وهي الإجراءات الفنية السياسية والاقتصادية والإدارية الخاصة بالدولة.
وأشار المسيري إلي ان هذا التعريف كان لا بأس به في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، ولكن حدثت تحولات ضخمة أولها ان الدولة تغولت وطورت أجهزتها وأصبحت تتحكم في حياة الإنسان، ثم جاء عنصر حاسم وهو الإعلام وخاصة الإعلام المرئي، الذي نجح في اختراق حياتنا وغير حياتنا واخترق أحلامنا وليس من السهل مثلا وجود عشرين محطة للفيديو كليب، إلي جانب ما يسمي بقطاع اللذة مثل السياحة والملاهي الليلية، فظهور هذه القطاعات جعل التعريف القديم غير ذي موضوع.
وأكد المسيري علي أن هذه التطورات هي التي جعلته يبحث عن نموذج آخر وتساءل: هل مايكل جاكسون أو مادونا لها علاقة بالدولة، بالطبع لا ولا علاقة لهم بالدين.
ويري الدكتور عبد الوهاب المسيري ، أنه كمسلم لا يري غضاضة في تقبل تعريف العلمانية، فهو لا يجب أن يري في وزارة الخارجية شيوخا أو قساوسة يناقشون أمورا فنية، لكن حينما نتحدث عن المرجعية الدينية النهائية، هل نعادي (إسرائيل) أم نطبع معها، هنا السؤال لا يترك للأمور الفنية، وإنما نحتاج لمرجعية معنية وبدون المرجعية النهائية تسقط النسبية المطلقة.
وأشار إلي أن العلمانية الشاملة لا تهتم إلا بالمظهر فقط، فالوظائف مثلا في المجتمع العربي كانت تخضع لمقاييس معينة في فترة من الفترات حيث نجد مثلا أن وظيفة الممثلة والمضيفة يتم استنكارها. أما الآن فبنات الطبقة المتوسطة أصبحن يتفاخرن بأنهن ممثلات ومضيفات.
وقال المسيري - وفقا لنفس المصدر -: إن المسلمين تنبهوا للاختراق الأخلاقي ولم يتنبهوا للاختراق المعرفي، ودليلي علي هذا الأفراح وما تعانيه من بذخ وترف لا يتناسب والإطار المعرفي لنا، وينتهي المسيري إلي انه ليس ضد التقدم وليس ضد التحديث، ولكنه ضد أن يكون العالم كله مادة استعمالية، ويؤكد أنه لابد أن يعاد تعريف بعض المفاهيم مثل التقدم والتحديث بالطريقة التي تناسب امكانياتنا وطاقاتنا والبيئة التي نعيش فيها، فنحن لا نقبل المصطلحات الأجنبية كما هي بل نفككها ونمحصها ونعيد بناءها حسبما نرى وهذا يتطلب مراجعة كاملة لما حولنا من المفاهيم.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !