أول ما يتبادر للذهن ، أي ذهن مناهض لمصطلح ومفهوم العلمانية هو أن العلمانية تعني تحديداً : فصل الدين عن الحياة ، أو إستبعاده كليةً .. ويحرص على تكريس هذا الفهم على حد سواء كل من السياسي الممارس للقمع ، والديني الموالي له ، فكلاهما يستفيد من غرس هذا المفهوم في البنية العقلية والوجدانية للإنسان الفرد والإنسان المجتمع .
إلا أن العلمانية من تصوّر ديموقراطي يهتم بالشأن السياسي وتداول السلطة تعني بماهية العلاقة السياسية بين الحاكم والمحكوم ، المواطن والسلطة .. لتصل أو لتحاول الإجابة على السؤال الأهم :
على أي أساس نمارس اللعبة السياسية ؟ هل هو على أساس : مملكتي هي كل العالم وهي العبارة النقيضة لقول عيسى : مملكتي ليست في هذا العالم ، أم على أساس تنظيم العلاقة السياسية بين المجتمع والسلطة من خلال معايير سياسية معروفة ومتفق عليها ؟
العلمانية كما أشرت في أساسها تهتم بتنظيم العلاقة السياسية ، ولا يعنيها من الدين إلا رفضها لتدخله في الشأن السياسي وهذا يعني ويؤكد قبول العلمانية الدين ككيان إجتماعي وكل ذلك لأن التداخل بين الدين والسياسة يحتم نشوء فساد وصراعات مستديمة .
التعليقات (0)