العلماء هم ورثة الأنبياء لما يحملونه من خير للناس فهم الذين يبينون للأمة أمور دينها ويميزون لهم بين الحق والباطل وفى الحديث إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن أخذه اخذ بحظ وافر ، والعلماء هم المنارات التي يستضاء بها وتهدى الحيارى إلى طريق الحق والغاية السامية.. فمتى يكون العلماء كذلك؟
يكون العلماء كذلك إذا صدقت نياتهم وأخلصوا عملهم لله ولم يبتغوا به جاها ولا مالا ولا رضا من حاكم أو سلطان.
يكون العلماء كذلك إذا حملوا هموم أمتهم وعاشوا قضاياها وسعوا في حل مشكلاتها.
يكون العلماء كذلك إذا لم يسكنوا في أبراج عالية بعيدا عن الناس واستنكفوا أن يخالطوهم ويسمعوا منهم ويفرجوا عنهم همومهم.
يكون العلماء كذلك إذا كانوا في طليعة المصلحين يقودون الأمة إلى الإصلاح ولا ينوبون عنها فيه.
يكون العلماء كذلك إذا لم يهابوا سلطانا ولم يحرصوا على جاه أو مال.
يكون العلماء كذلك إذا صدعوا بكلمة الحق ولم يخافوا في الله لومة لائم.
هؤلاء هم العلماء الذين تسمع كلمتهم وتنقاد الأمة لهم وينالوا القدر الكافي من الاحترام والتبجيل.
أما من باعوا أنفسهم للشيطان وساروا في ركاب الظالمين رغبا ورهبا.
أما من شرعنوا ظلم الحاكم وروضوا الناس لطاعته.
أما من أطلقوا على الظالم الطاغي الذي لا يرعى في الأمة إلا ولا ذمة أميرا للمؤمنين.
أما من يقودون الأمة إلى طريق الاستسلام والذل والهوان.
أما من يشغلون الأمة عن المعروف الأكبر الذي يجب الأمر به والمنكر الأكبر الذي يجب النهى عنه.
أما من يعيشون ويعيشون الناس قضايا فرعية لا تمت لحياة الناس ولا لقضاياهم بصلة.
هؤلاء لا قيمة لهم ولا احترام ولا تبجيل دعهم في النعيم يرفلون وفى البراح يعيشون وللمراكب الفارهة يركبون وللقصور الفخمة يسكنون وبأعتى الجنود يحرسون فلن يغنى عنهم ذلك من الله شيئا فلن يرحمهم التاريخ ولا رب التاريخ.
أقول هذا بمناسبة الخبر التالي:
أعلن الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في الجلسة الختامية لاجتماع علماء الاتحاد أن الاتحاد قد اتفق على شراء سفينة بحرية, وقد تبرع أحد الخيرين بثلث ثمنها, كما تبرع الشيخ عبد اللطيف آل محمود أثناء الجلسة بالثلث الثاني ومقداره (200) ألف يورو .
جاء ذلك في ختام أعمال الجمعية العامة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بمدينة اسطنبول التركية بعد إعلان نتائج انتخابات مجلس الأمناء الجديد وسط حضور نحو (600) شخصية من علماء ومفكرين وخطباء من أنحاء العالم.
وقال القرضاوي: "إن هذه السفينة حمولتها تصل إلى ألفي طن وخمسين راكباً بالإضافة إلى طاقمها، وأن السفينة سوف يكتب عليها الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين تروح وتأتي في بحار الدنيا كلها تحمل الخير للناس وتفرج عنهم بإذن ربهم".
وكان الدكتور يوسف القرضاوي أعلن عن بدء الإعداد لأسطول "الحرية" الجديد إلى قطاع غزة لفك الحصار الإسرائيلي ونجدة إخواننا في غزة بمشاركة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
ودعا فضيلته إلى تأسيس وقف للاتحاد، وتبرع بمبلغ مليون ريال قطري لتأسيس الوقف، فيما دعا المسلمين للاكتتاب العام فيه، مشيراً لمرحلة جديدة من عمر الاتحاد بعد مرور ست سنوات على تأسيسه تتسم بسمات جديدة.
فتحية إكبار لاتحاد علماء المسلمين ومواقفه المشرفة تجاه قضايا الأمة وخاصة قضية فلسطين وتحية إكبار للذين قدموا نموذجا لريادة العلماء للأمة..
التعليقات (0)