العلامة الحسيني : صراع الحق والباطل الباطل المتمثل بالشيطان والحق المتمثل في عباد الرحمن
القى سماحة العلامة السيد محمد علي الحسيني الامين العام للمجلس الاسلامي العربي محاضرة تناول فيها صراع الحق والباطل ، واستهلها بقوله تعالى : " قل الحق من ربك فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ".
اضاف : إن الحديث عن الحق سواء من الناحية القرآنية أو الناحية الإسلامية هو ذو دلالات مهمة ومفيدة ، لان الحق ذكر في كتاب الله القران الكريم أكثر من مئة مرة ، وذلك يدل على أهمية هذه المسألة. فالحق يعني الاستقامة والثبات والأمر الذي يجعل الدنيا في ديمومة مستقيمة، وقد جاء في الحق آيات كثيرة بدأنا هذه الخطبة باحداها . "وقل الحق" ، أي يا محمد قل الاستقامة والثبات وما جاء في دين الله هو هذا الحق من ربك هذا الحق وليس من أي جهة أو إنسان أو من طرف ما ، إنما هو من الله عز وجل ، لان الله هو الحق فمن شاء فليؤمن وليعمل بهذا الحق الثبات المستقيم ومن لم يشأ فهناك تهديد ووعيد.
أيها الإخوة أيتها الأخوات
إن معنى الحق معنى كبير ، منه ثبات الشيء واستقامته ، ومنه كما يعلمه عامة الناس أي هو كل شيء خير فيه عدل وفيه استقامة هو يقال له الحق ، مثل الأمانة والصدق والوفاء والإخلاص والطاعة والإيمان والسلوك على الطريق المستقيم . ويقابل الحق الضلال والباطل ، كما جاء في كتاب الله ،" فماذا بعد الحق إلا الضلال" فما يقال عن الحق ، الشيء الثابت والمستمر والذي فيه ديمومة لهذه الحياة ، يقابله الباطل والانحراف . الضلال هو الشيء الذي يتغير وينحرف مثل الكذب والخيانة والقتل والفساد، كل هذا هو من مفهوم الباطل ، وكل ما دونه ويقابله كما قلت وبينت هو الحق.
هناك صراع حقيقي منذ آدم اي منذ وجد أول البشر على هذه الأرض وعلى هذه المعمورة ، هو صراع بين الحق والباطل ، الباطل المتمثل بالشيطان والحق المتمثل في عباد الرحمن . وهذا الصراع نتيجته محتومة كما بينت الآيات الكريمة : "وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا" ، أي الباطل لا يستمر لا يبقى إلى زوال ، والحق هو الذي يعلو ولا يعلى عليه.
نحن كمسلمين مع الحق ونطالب به لانه محور الدين الإسلامي والرسالات السماوية التي أتت بالحق لأجل صالح وصلاح الإنسان ، وللتنبيه والتحذير من الباطل . من هنا ايها الإخوة والأخوات فإن المسؤولية الشرعية الملقاة على عاتق كل مسلم باظهار الحق وازهاق الباطل . وهذا ما يجب ان نطبقه في بلادنا العربية والاسلامية في هذه المرحلة الخطيرة التي تمر بها .
التعليقات (0)