مواضيع اليوم

العلامة ناصر بن الحسين المحبشي .. والي قضاء صنعاء للمهدي عباس

زيد المحبشي

2013-06-21 21:23:30

0



بقلم // زيد يحيى المحبشي
إسم العلم:
هو العلامة التقي الزاهد // ناصر بن الحسين بن علي بن الهادي بن محمد بن ناصر بن فتح الله بن زيد بن نهشل المحبشي الشهاري الصنعاني.
مولده ووفاته:
مولده بشهارة عام 1110 هـ ووفاته بصنعاء يوم الجمعة 21 شوال 1191 هـ وقبره في الجهة الجنوبية الغربية من الجامع الكبير بصنعاء على مقربة من الصخرة الململمة المعروف اليوم بقبور الأئمة .
دراسته :
أخذ عن الكثير من العلماء في شهارة وصنعاء أبرزهم العلامة محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني رغم تقارب السن وذلك عندما قصد بن الأمير شهارة خلال الفترة " 1140 – 1146 هـ " بما فيها مؤلفاته والتي أجازه في جميعها مع تقوى وورع وحسن حال كما جاء في الإجازة العامة . إجازة بن الأمير الصنعاني للشيخ العلامة ناصر بن الحسين المحبشي ، وأخيه العلامة إبراهيم بن الحسين المحبشي:
يقول الأمير الصنعاني ، في ختم إجازته للشيخ العلامة ناصر بن الحسين المحبشي ، وأخيه العلامة إبراهيم بن الحسين:
أجزتكما يا أهل ودي روايتي لما أنا على علم الأحاديث أرويه
على ذلك الشرط الذي بين أهله وفي شرحنا التوضيح تنقيح ما فيه
فاسند إلينا بالإجازة راويا لغير الذي مني سمعت سترويه
وإن ترو عني ما سمعت فاروه بحدثنا الشيخ المشافه من فيه
كذاك أجزنا ما لنا من مؤلف إذا كنت تقريه وعني ترويه
ألا وأعلما والعلم أشرف مكسب وقد صرتما شمسين في أفق أهليه
بأن أساس العلم تصحيح نية وإخلاص ما تخفيه منه وتبديه
وبذلكما منه لما قد عرفتما وحققتما من لفظه ومعانيه
مع الصبر في تفهيم من ليس فاهما فكم طالب عد الجلي كخافيه
وأوصيكما بالصبر والبر والتقى فهذا الذي بين الأنام تواصيه
به أمرتنا سورة العصر فاشكروا لمولاكما ما جاكما من أياديه
وأن تلزما في الاعتقاد طريقة لأسلافنا من غير جبر وتشبيه

فعضوا عليها بالنواجذ واصبروا فقد فرق الناس الكلام بما فيه
ففيه الدواهي القاتلات لأهلها وكم فيه من داء يعز مداويه
فكم مقصد تحوي المقاصد مظلم وكم موقف تحوي المواقف تخزيه
كذلك في الغايات غايات بحثها شكوك بلا شك ومن غير تمويه
فيا حبذا القرآن كم من أدلة حواها لتوحيد وعدل وتنزيه
فما كان في عهد الرسول وصحبه سواه دليلا قاهرا لأعاديه
فلا تأخذا إلا مقالته التي تنادي إلى دار النعيم دواعيه
عسانا نلبي من دعانا إلى الهدى ننال غدا من ربنا ما نرجيه
وما خلتماه مشكلا متشابها فقولا : وكلناه إلى علم باريه
قفا عند لفظ ( الله ) والراسخون إذ هو المبتدا ما بعده خبر فيه
وعندي في ذا فوق عشرين حجة ولا يستطيع النظم حصر معانيه

ودونكما نصحا أتى في إجازة ودأبي نشر العلم مع نصح أهليه
ولا تنسياني من دعائكما عسى عسى دعوة تشفي الفؤاد وتحييه
وتهدي إلى حسن الختام فإنه مناي الذي أدعو به وأرجيه
وأحمد ربي كل حمد مصليا على أحمد والآل أقمار ناديه
وأثني على أصحاب محمد متبعا لتابعه أهل الحديث وراويه
إنظر// ديوان الأمير الصنعاني :ص 434 ـ 436
تلاميذ الناصر:
من أبرز تلاميذ الناصر كما يذكر الشوكاني في كتابه " البدر الطالع " صفحة// 437.. السيد العلامة أبو القاسم أحمد بن الإمام المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم بن محمد المولود بشهارة عام 1151هـ الموافق 1737م.
ولايته قضاء صنعاء :
إستدعاه الإمام المهدي عباس " 1161 – 1189 هـ " إلى صنعاء في رجب من العام 1169 هـ فولاه قضائها وعندما وصل الخبر إلى إبن الأمير أرسل إلى الناصر قصيدته المشهورة والتي مطلعها " ذبحت نفسك لكن لا بسكين "
ونظراً لما حوته من جواهر النصائح لكل من يتولى القضاء تناقلها الناس في دواوينهم وترنم بها الركبان في ترحالهم ورددتها العامة في مقائلهم حيث أبدى فيها عتاباً وتقريعاً وملامةً على صديقه المحبشي لقبوله القضاء وهو في الستين من عمره وقد كان قبلها من المعرضين عن الولايات والإتصال بالملوك مستغرباً منه ذلك ومحذراً إياه من آفات القضاء وضرر الحُجًاب والكُتاب والمظالم .. فلما وصلت القصيدة إلى الناصر المحبشي بكى متمتماً :
" أمر كُتب على ناصر .. وقد عاهدت الله أن لا أحيف ولا أميل "
فكانت نصب عينيه حتى وافته المنية
نصائح محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني لناصر بن الحسين المحبشي :
والتي إستهلها بقوله:
" قرأ علينا في شهارة سبع سنين في عدة فنون , وأدرك تقوى وورع وحسن حال ثم دخل إلى صنعاء لعله في رجب (1169هـ) , وتولى بها القضاء فكرهت له ذلك لما علمناه من أحوال قضاة عصرنا , وكان حاله قبل ذلك حال المعرضين عن الولايات والاتصال بالملوك فكتبت إليه وقد بلغ سن الستين" :
ذبحت نفسك لكن لا بسكين كما رويناه عن طه ويس
ذبحت نفسك والستون قد وردت عليك ماذا ترجى بعد ستين
ذبحت نفسك يا لهفي عليك وقد كنا نُعدُك للتقوى وللدين
أي الثلاثة تغدو في غداة غد إذ يجمع الله أهل الدين والدون
فواحد في جنان الخلد مسكنه وإثنان في النار دار الخزي والهُون
يأتي القيامَة قد غُلت يداه فكن يوم التغابُن فيها غير مغبون
فإن يكن عادلاً فُكت وإن يكن للأخرى ففي النار من أقران قارون
فإن تقل أكرهونا كان ذا كذباً فنحن نعرف أحوال السلاطين
وإن تقل حاجة مست فربتما فأين صبرك من حين إلى حين ؟
والله وصى به في الذكر في سور كم في الحواميم والطواسين
قد شد خيرُ الورى في بطنه حجراً ولو أراد أتاهُ كُلُ مخزون
ما مات والله جوعاً عالمٌ أبداً سل التواريخ عنه في الدواوين
ليس القضاءُ مكسباً للرزق نعرفه كما عرفناه في أهل الدكاكين
إلا لمن للرشا كفاهُ قد بُسطت بسط اللصوص شِباكاً للثعابين
سل الهدى والغنى ممن خزائنهُ سبحانهُ بين حرفِ الكافِ والنون
وحيث قد صرت مذبوحاً فخذ نبذاً للنصح ما بين تخشينٍ وتليين
إياك إياك كُتاباً تخالُهُم إنساً وهم مثل إخوان الشياطين
واحذر حِجاباً و حِجاباً إلى خدَمٍ ففهمهم أكلُ أموالُ المساكين
وجانبِ الرشوةَ الملعون قابضها نصاً فسحقاً لأصحاب ِالملاعينِ
وفي الرشا خفياتٌ ويعلمُها من كان ذا همةٌ في الحفظ للدين
واحذر قريناً تقُل بئس القرين غداً كم حاكمٌ بقرين السوء مقرون
ولا تقل ذا أمينُ الشرعِ أرسلهُ فكم وجدنا أميناً غيرَ مأمون
واحذر وكيلاً يُريك الحق باطلهُ يزُفُه بين تنميقٍ وتحسين
ولا تُنفذ أحكاماً ومُستندُ الأحـ ـكام ِرجمٌ بتبخيتٍ وتخمين
ولا تجعلن بيوت الله محكمةً ولا تحلق من خلف الأساطين
لتنظرن بين أقوامٍ صُراخُهُم صُراخُ ثكلى ولكن غير مخزون
لا يستطيع المُصلي من صراخِهم يأتي بفرضٍ ولا يأتي بمسنون
وثمةُ أشياءٍ ما بينتها لك في نظمي وتعرفُها من غير تبيين
إن عشت سوف ترى منها عجائبها إن كان قلبُك حياً غير مفتون
ومن يمُت قلبُهُ لا يهتدي أبداً لو جئتهُ بصحيحات ِ البراهين
هذي النصائح إن كان القبول ُ لها مهراً ظَفرتُ غداً بالخرد العين
ما لم ظفرتُ أنا بالفوز منفرداً بأجر نُصحي يقيناً غير مظنون
ثم الصلاة على المختارِ من مضر وآله السـادةِ الغُرِ الميامينِ

انظر ديوان الصنعاني ص263.
انظر ديوان الصنعاني ص407.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !