مواضيع اليوم

العلامة الكبيسي ومحنة الأمة الإسلامية

رانيا جمال

2012-04-10 05:22:42

0

سلام الياسري لقد تجاوز عمر الدكتور احمد الكبيسي الثمانين عاما, اطال الله في عمره, لكنه مازال متمردا . قبل ربع قرن قال لنا الكبيسي في قاعة الدرس في كلية القانون - جامعة بغداد , ان مشكلة الامة تكمن في معاوية . اليوم يردد الكبيسي المقولة نفسها على الهواء مباشرة لتصل الى اسماع الكون كل الكون , ان المشكلة تكمن في معاوية , لم ير الكبيسي معاوية ولم يجلس في ديوانه , انما مقولته هذه جاءت نتيجة الدرس والتحليل والبحث الموضوعي . مقولة قائمة على الموضوعية وليس على العاطفة . نعم معاوية رجل دولة من الطراز الاول , سياسي ناجح بنى لآل امية مجدا وسلطانا ودينا . معاوية رجل الارض وليست له علاقة بالسماء واخلاقها وتعاليمها , وهذا ماذهب اليه الكبيسي, ان معاوية لم يعمل للاسلام بل عمل للمجد الشخصي والعائلي في مدة زمنية كان الاسلام بأمس الحاجة الى قيادة من نوع قيادة الراشدين (رض) , لذلك يقول الكبيسي“اللهم احشرني مع الامام علي“ . احشرني مع علي تعني احشرني مع الاسلام المحمدي, لكن العجيب ان السلفيين الذين يدعون انهم يعملون في ظل الله الوافر وتعاليمه , بل انهم ممثلو السماء فوق الارض , اندفعوا في هجمة شرسة ضد شيخنا الكبيسي دفاعا عن معاوية الارض . لم يكن الدكتور الكبيسي قاضيا ليضع فلانا في النار وفلانا في الجنة ومن يعرف الكبيسي عن قرب سيجد العلامة الكبيسي رجل الاعتدال والانسانية والانصاف. ولم يقصد الكبيسي البديهية التي يعرفها الجميع في تفضيل الامام علي على معاوية , بل اراد ايصال صوته الى الامة وتحديد مكمن المشكلة وتحريك الافكار الراكدة فيها . العلامة الكبيسي لا يعرف التطرف ولا يعترف بالطائفية, انه يرى في المذاهب الاسلامية عبارة عن مدارس وجامعات, وفي ائمة المذاهب اساتذة فقه . ويرى في اختلاف الامة في الجانب الفقهي رحمة , هكذا علمنا استاذنا الكبيسي ان الانسان له طاقة على التحمل لا يمكن له ان يتجاوز هذه الطاقة , اذا كان رأي الشافعي يخفف عنك العبء فلماذا لا تأخذ به ! اليس الاسلام دين يسر وليس دين عسر .؟؟ لقد عرض تيار الاسلام المتطرف واقصد هنا شيوخ الدين في السعودية على العلامة الكبيسي ان يعمل هناك لكنه رفض جميع العروض, ايضا دولة قطر كانت تحلم ان يكون على اراضيها من اجل منافسة السعودية . الرئيس العراقي السابق عرض عليه وزارة الاوقاف لكنه رفض ان يكون من وعاظ السلاطين , رفض ان يكون تحت رحمة معاوية الحديث لذلك استوطن في دبي المعتدلة , دبي التي لا تشبه البلدان حكومة وشعبا , دبي المنفتحة على جميع الحضارات والاديان, دبي التي فيها شيخ محمد هذا الحاكم الحكيم والمعتدل والداعي لحوار الحضارات والى السلام بين الامم . عجبا وليت شعري ماذا دهاك يا شيخ محمد !!!!! هل حقيقة ما سمعناه انك اصدرت الاوامر لمنع العلامة الكبيسي من الظهور في فضائيات واذاعات دبي ؟؟؟ هل يعقل هذا منك يا راعي حرية الفكر ؟؟ اين سيكون الفكر المعتدل اذا اسكتم الكبيسي ؟؟ في الربع الاول من تسعينيات القرن المنصرم , الفت طبيبة بنغلادشية قصصا للاطفال, لست ناقدا ادبيا لكني استطيع القول انها قصص عادية جدا حتى لا يوجد فيها اي ابداع, احدى القصص تعرضت بقصد او دونه الى الاسلام سلبا , حسب تفسيرات السلفيين, عليه حرض السلفيون ضد الطبيبة مما دفع بسطاء الناس الى التظاهر وهو يحملون المشانق لتنفيذ حكم الاعدام بها , هربت الطبيبة البنغلادشية خارج البلاد واستقبلها الرئيس الامريكي الاسبق بيل كلينتون ومنحها وساما وايضا التقى بها رئيس وزراء كندا والكثير من زعماء الدول الغربية وصارت الطبيبة علامة وشاهد على همجية و وحشية الاسلام والمسلمين ضمن الدعاية المغرضة ضد الاسلام الحنيف , اسلام المحبة والسلام والعدل والاخاء . هنا تكمن محنة الامة في خنق العلماء المعتدلين وفتح المجال امام التطرف و وعاظ السلاطين , تصورا لو ان علماء الاعتدال الاسلامي حاوروا هذه الطبيبة وصولا الى فهم مقاصدها , هل تعتقدون ان هذه الطبيبة ستهرب الى خارج البلاد ومن ثم تصبح اداة في طعن الدين الاسلامي ؟؟؟ هذه الامة ترفض حرية الفكر , بدون حرية الفكر يتخشب العقل والمنطق , هذه الامة تفتح الابواب والنوافذ لاعدائها لكنها تغلق اية فسحة امل حتى ولو كانت صغيرة تبشر بالحوار الفكري بين مذاهبها وصولا الى التقارب وابتعادا عن تهميش الاخر. في بغداد ايام الحرب الطائفية البغيضة سقط قناع الامة الاسلامية وانكشفت عورتها الى ابنائها قبل اعدائها , مئات الالاف من الضحايا الابرياء بين قتيل وجريح ومهجر , ارامل وايتام اعدادهم لحد الان غير متفق عليها, لماذا لانها امة طائفية جامدة تعيسة منغلقة على ماضي السلف الطالح وليس الصالح . من جامع الامام ابي حنيفة (رض) قاد الكبيسي الشعب العراقي الى وحدة الصف وكانت هتافات الناس واضحة لا للطائفية ونعم للعراق , لكنهم واقصد اقرب الناس اليه ذهبوا الى الامريكان وحذروهم من العلامة الكبيسي مما دفع دولة الامارات ان تطلب منه مغادرة العراق خوفا على سلامته . حتى في الامارات لم يخلو من الحسد, تأمروا عليه يحرضون هذا وذاك عليه, لماذا ؟؟ لان العلامة الدكتور احمد الكبيسي عرف ويعرف اين مكمن محنة الامة الاسلامية ليس هذا وحسب بل انه يعرف الحل ايضا .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !