العلامة الحسيني:الملك عبد الله رجل الحکمة و التسامح والإعتدالو الاخلاص للأمة
لم يترجل المغفور له باذن الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عن صهوة جواده ککل الفرسان الآخرين، بل کان لترجله صدى و آثار واسعة في انحاء المعمورة، فقد فجعت الانسانية کلها بملك الانسانية و ليس الاسلام و العروبة فقط برحيله، ذلك انه تميز بدوره و حضوره على مختلف الاصعدة، ومن هنا فقد کان رحيل هذا الفارس المقدام المخلص لدينه و لأمته و للإنسانية جمعاء، امرا استثنائيا هز العالم کله.
الراحل الکبير الذي شهد مرحلة تأريخية بالغة الحساسية و الخطورة إهتز و ترنح و سقط الکثيرون من جراء تأثيراتها و تداعياتها، لکنه و ککل الشجعان و العظماء المؤمنين بنفسهم و بعدالة قضيتهم و ثقته بشعبه و أمته، فقد بقي شامخا ثابتا کالطود وقاوم الاعصار و وقف بوجه الفتنة و تداخل الاحداث و الامور و تصرف کالحکماء المميزين ليعلمنا و يعلم الامة و الانسانية جمعاء کيف السبيل الى التصرف بحنکة و حذاقة و رجاحة عقل في أدق الفترات و أکثرها إحراجا.
الخدمات الجليلة و البارزة التي قام بها عن طيب خاطر و عن صفاء نفس و کرم طبيعة راحل الامة و الانسانية الکبير، أوضحت بجلاء طيبة معدنه و خلوص و صفاء نيته و جعلت القلوب و النفوس تهفو إليه لأنه کان و ببساطة يعيش من أجل أمته و الانسانية و يواظب على متابعة أمورها في أدق التفاصيل، وهو الامر الذي ميزه و منحه خصوصية يفتقد إليها الکثيرون في هذا الزمان.
ماشهده العالم و يشهده حاليا من تطرف و عنف و إرهاب يعصف به، ينبغي أن يأخذ من المملکة العربية السعودية في ظل الحکم العادل و الامين لفقيد الامة و الانسانية الکبير، الکثير من الدروس والمواعظ و الحکم، فقد أمسك بالدفة بکل ثقة و قاد السفينة کربان حاذق في يم متلاطم أغرق و غرق فيه الکثيرون و أبقى المملکة سالمة معافية تنعم بالسلام و الامن و الاستقرار، ولکونه"وکما تعلم من الدين الاسلامي الحنيف" کان يفکر أبعد من شعبه و أمته ولذلك فقد أغدق بالنصح و التوجيهات السديدة للأشقاء العرب و المسلمين و للمجتمع الدولي کي يوحدوا الصفوف و يقفوا بوجه الفتنة الظلامية التي تسعى لخلط الحق بالباطل و تمويه الامور و الحقائق على الجميع، والذي لاريب فيه ان النصائح و التوجيهات السديدة و القيمة له د أدت دورها و فعلها ولازالت لتؤکد و تثبت للعالم کله مدى سعة أفقه و حکمته و سداد رأيه.
مايعزينا برحيل هذا الزعيم و القائد و الاب و المعلم و الحکيم، هو انه قد ترك لنا جميعا تراثا کبيرا يزخر بالکثير الکثير من العبر و الدروس و الحکم و التجارب التي ستکون لنا کأمة اسلامية و عربية و کإنسانية عونا في مواجهة الصعاب و تذليلها و المضي قدما للأمام، وان عزائنا و سلواننا الاکبر بولي عهده الامين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي لنا الثقة الکاملة بکونه حكيما معتدلا وسطيا معطاءا و کريما و سمحا و نبراسا کأخيه الراحل الکبير واننا لواثقون من أن المسيرة المعطاء لمملکة النور العربية السعودية سوف تستمر و سوف يکمل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز المسيرة بکل جدارة و حرص.
*العلامة السيد محمد علي الحسيني
التعليقات (0)