الإمام علي بن ابي طالب مفخرة الإنسانية
افتتح سماحة العلامة السيد محمد علي الحسيني حديثه عبر منبر نداء الجمعة عن علي بن ابي طالب (عليه السلام) لم يسجد لصنم قط آمن بالرسالة ولم يبلغ الحلم وعاش وتربى في حجر النبوة وفدى بنفسه رسول الله ونام في فراشه وبارز صناديد الكفر وهزمهم وفتح الله على يديه واعطي راية النصر وصاهر الرسول وتزوج من فاطمة البتول وأولاده سيدا شباب أهل الجنة وهو باب مدينة علم رسول الله وابن عمه وخليفته وموضع إجماع المسلمين ومن المبشرين في جنات النعيم ولد في بيت الله واستشهد فيه إنه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب "عليه السلام" فلا يمكن أن يكون الحديث عن شخصيته كأي حديث آخر لأنه حديث يتخذ أبعادا وآفاقا عديدة وهو الذي جمع من الخصال والصفات والمناقب والحسب والنسب والتاريخ المشرف من الولادة المعجزة إلى الشهادة المفخرة ما لا يعد ولا يحصى ناهيك عن الكثير من الآيات التي أنزلت بحقه وكذلك الأحاديث الشريفة التي قالها ابن عمه رسول الله (صلى الله عليه وآله وصحبه الأخيار) أيضا بحقه ولذلك فإن خوض غمار الحديث عنه بقدر ما يطيب للمرء بقدر ما ينتابه شعور بالرهبة لأنه ليس بذلك الإمام العادي الذي يمكن لأي كان الحديث عنه
إننا اليوم نتوقف عند مناسبة عزيزة على قلوبنا جميعا إنها ذكرى مولد الإمام علي عليه السلام فهو شخصية استثنائية ومفخرة للتاريخ الإنساني شهد في حياته العديد من الأمور والقضايا والأحداث الجسام وبقدر ما كان فارسا شجاعا هماما في ساحات الوغى فإنه كان أيضا رجل حكمة وعلم وفكر ودين وعدل ودولة وهو سياسي من الطراز الفريد من نوعه وإلقاء نظرة على مراحل حياته تبين بكل وضوح عظمة شأنه ورفعة مكانته والتكوين الفريد لشخصيته الإنسانية التي حار فيها الفلاسفة والمفكرون وأبدوا إعجابهم الشديد بها ونهلوا من فكره وتعلموا من إنسانيته
إن الحقيقة التي يجب ألا نغفل عنها أبدا ونحن نتناول أطراف الحديث عن الإمام علي هي أن همه الأكبر كان الإسلام والمحافظة على وحدة المسلمين فهو عاش مع الصحابة الكرام متحدين ومتكاتفين مع بعضهم البعض لأن همهم الأوحد كان رضا الله والحفاظ على سلامة ووحدة المسلمين وسلامتهم
قضى عليه السلام حياته كلها من أجل الإسلام ورفعة كلمته وكان يعتبر وحدة الإسلام والمسلمين فوق كل اعتبار آخر ورفض بشدة التفريق بين المسلمين والتشكيك في كل ما كان سائدا في عهده ولا يمكن لمن يعتبر نفسه على خطى ومسار هذا الإمام العظيم أن يعمل على تفريق كلمة المسلمين ويشق وحدة صفهم فالإمام علي كان في حياته كلها قدوة ومثلا أعلى في التضحية والإيثار من أجل وحدة المسلمين ولا يمكن لمن يعمل خلاف ذلك الادعاء بأنه يمشي على نهجه وتبقى مقولته الشهيرة والتي تكتب بماء الذهب لتبقى خالدة وقاعدة يعمل بها "لأسلمن ما سلمت أمور المسلمين"
التعليقات (0)