عندما سخر أحد الصّحفيّين من غاندي الذي کان يزور بريطانيا لملابسه التي بالکاد تغطّي جسده فإنّ غاندي خاطبه: أنا هکذا لأنّني أمثّل أمّة من الفقراء والجياع! غاندي إذن، وکما نفهم من إجابته فقد أراد أن يجسّد واقع وحقيقة شعبه عمليّا وليس بالقول والزّعم.
التسامح ليس مجرّد کلام أو دور مسرحيّ نقوم به لوهلة معينة ثم ننسى ذلك مع مرور الزمن، بل إنّه إيمان بقيم يجب أن تتجسّد کأفعال في الواقع، فليس من يدّعي الأمانة والصّدق لکنّه يسرق عمليا بالأمين والصادق، لكي تثبت بأنّك متسامح فعليك أن تثبت ذلك عملا وفعلا، التسامح هو سعي لتربية النفس وترويضها قبل الآخر، ولكي تعرف إلى أيّ حدّ قد وصل بك الأمر مع قيم التسامح وإلى أيّ حدّ صرت مستوعبا لها، لا بدّ من أن يکون واقع تصرّفاتك وتعاملك وتعاطيك مع الآخرين هو ما يثبت ذلك وليس ما تحمله من أفکار ومبادئ في داخلك، فالمقياس کان وسيبقى هو الواقع المعاش، فهو الفيصل والأساس في حسم ذلك
العلامة السيد محمد علي الحسيني
التعليقات (0)