مواضيع اليوم

العلامة السيد محمد علي الحسيني: التعرض لدور العبادة محرم بكل الشرائع

 الحسيني: التعرض لدور العبادة محرم بكل الشرائع




أثار و يثير تعرض العديد من دور العبادة سواء الاسلامية أم المسيحية أم اليهودية لإعتداءات و تجاوزات الکثير من التساؤلات و الاستفسارات بشأن ذلك، ولئن أجبنا على الکثير من التساٶلات بهذا الصدد، لکننا وجدنا من المفيد أن نتصدى لهذا الموضوع في مقالنا هذا و نسلط عليه الضوء بما يفي بالغرض المطلوب.


الاساس في الديانات هو حرية الاعتناق واحترام دور العبادة انطلاقا من قاعدة التسامح و عدم جواز الاعتداء عليها ولا التعرض لها بسوء و وجوب احترامها و عدم انتهاك حرمتها طالما هي مخصصة للعبادة، ومن الواضح ان ماقد جرى من اعتداءات على المساجد و المعابد اليهودية و الکنائس هو عمل مرفوض و غير جائز ولايمت لأي من الديانات السماوية الثلاثة بصلة، وتنطبق عليها مقاصد الآية الکريمة(الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا)، ذلك أن مرتکبي هذه الاعتداءات يعتبرون أنفسهم وبحکم تطرفهم الاعمى و بعدهم عن قيم و روح الدين السمح، انهم يحسنون صنعا وانهم يطيعون الله أکثر من وراء ذلك، في حين ان الحقيقة تتعارض مع ذلك ولاتتفق معه بالمرة.


فيما يتعلق بالدين الاسلامي، فإن وصية الاسلام واضحة بشأن حرمة التعرض لرجال الدين المسيحيين و اليهود:( ستجدون قوما زعموا انهم حبسوا أنفسهم لله فدعوهم وماحبسوا أنفسهم له) وإن العديد من النصوص الفقهية قد أکدت بأن الراهب والراهبة حران لايقتلان ولا يؤسران ويترك لهما قدر الكفاية من الوسائل المعيشية، ومن نفس المنطلق فقد حرمت الشريعة الاسلامية هدم معابد غير المسلمين في دار الإسلام فإنها إن كانت في أمصار قديمة, وان العودة الى المصادر التاريخية تٶکد بأن المسلمين حين فتحوا البلدان و علموا بها، أبقوها في حالات الحرب والسلم، وفي ذلك يقول تعالى: (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا.).


التعاليم السمحة للإسلام تکفل لغير المسلمين الذين يعيشون في المجتمعات و البلدان الاسلامية حياتهم و أمنهم و استقرارهم بالاضافة الى مالهم و عرضهم وهي حماية واجبة و مستمرة، ولذلك فإنه من المهم جدا العودة الى هذه النصوص و التعاليم و المناهج السمحة و إحيائها و العمل بها لأنها تعکس الصورة الحقيقية المشرقة للإسلام.


المعبد اليهودي، أول مكان للعبادة وفق سياق عقيدة التوحيد و إن الکنيسة قد جاءت کامتداد له من دون الغائه او التقليل من شأنه، ولأن الذين يجتمعون في هکذا أماکن إنما يجمعهم هدف التعبد لله تعالى و دعوته و الاخلاص له، فإنه ليس من الجائز أبدا التعرض لهم بأي شکل من الاشکال، بل وان التعرض لدور العبادة هذه و المساجد أيضا، انما هو نهج و اسلوب عدواني شرير يعادي و يناقض تعاليم الديانة الاسلامية و الديانتين اليهودية و المسيحية، وبتصورنا ان احترام دور العبادة للديانات السماوية الثلاثة بالاضافة الى أنها من صميم تعاليم الاديان الثلاثة، فإنها في نفس الوقت تعکس فهما و رٶية إنسانية و حضارية تعمق و ترسخ من قيم و مفاهيم التعايش السلمي و القبول بالآخر.


إننا من موقعنا الاسلامي ندعو و بکل قوة الى سيادة قيم المحبة و الخير و السلام و التسامح بين البشر وان تتجه النوايا خالصة من أجل ترسيخ و تعميق تلك القيم و عدم السماح لقيم الشر و الظلام و رفض الآخر او إقصائه بأن تتواجد في القلوب و العقول وان على الانسان أن يعلم بأنه إذا ماجعل من عقله و روحه و نفسه مزرعة للخير و المحبة و سعى لإحتواء نظرائه في الدين او في التوحيد او حتى في الانسانية، فإنه ومن دون أدنى شك سيجزى بالخير و الثواب ذلك أن "الاعمال بالنيات و لکل أمرئ مانوى"، کماأوصانا الرسول الاکرم"ص".

*العلامة السيد محمد علي الحسيني .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات