نص كلمة سماحة العلامة السيد محمد علي الحسيني الامين العام للمجلس الاسلامي العربي
في المؤتمر الدولي المنعقد في باكستان بعنوان: تعليم الفتيات في المجتمعات المسلمة: التحديات والفرص .
بسم الذي أول ما أوحى لنبيه أن أقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق اقرا وربك الأكرم الذي علم بالقلم..وهدى الإنسان فعلمه البيان، وهداه إلى نور العلم والمعرفة، وجعل طلبه فريضة على كل مسلم ومسلمة والسعي إليه ولو في الصين، لما فيه من تنوير للعقول، فالعلم نور يهدي الأبصار، وهو أعظم القربات وأقصر الطرق إلى الجنة، وفي ذلك يقول رسولنا الأكرم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الأخيار : "من سَلك طريقًا يلتمِس فيه علمًا سهَّل الله له طريقًا إلى الجنّة، وإنّ الملائكةَ لتَضَع أجنِحَتَها لطالبِ العِلم رِضًا بما يَصنَع، وإنَّ العالم ليَستغفِر له من في السموات ومن في الأرض والحيتانُ في جوفِ الماء، وإن فضلَ العالم على العابِد كَفَضلِ القمر لَيلةَ البدرِ عَلَى سائرِ الكَواكِب، وإنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ، وإنّ الأنبياءَ لم يوَرِّثوا دينارًا ولا دِرهمًا، وإنما ورَّثوا العِلمَ، فمن أخذه أخذَ بحظٍّ وافر".
ولأنهن نصف المجتمع ونواته الأولى، فإن تعليم الفتيات واجب وضرورة فهن الأمهات المربيات، ناهيك عن دور المرأة في التاريخ الإسلامي من حفظ الرسالة عبر نضالهن وكفاحهن وعلمهن، فلا أحد يخفى عليه أن الكثير من الأحاديث النبوية رويت عن نساء شاركن في حفظها، كالسيدة خديجة وأم سلمة وأم هانئ وأم الفضل، وأسماء كثيرة لها وزنها وقيمتها ودورها العظيم.
ولأن الإسلام قام بترسيخ مكانة المرأة، فقد جعلت وثيقة مكة المكرمة ذلك نصب عينيها، وأولت للمرأة اهتماما كبيرا فشجعتها على خوض غمار العلم والمشاركة في بناء المجتمع والمساهمة في ريادته، وتأكيدا على ذلك نصت المادة الخامسة وعشرون من وثيقة مكة المكرمة على أن:" التمكين المشروع للمرأة وفق تأطير يحفظ حدود الله تعالى هوحق من حقوقها، ولا يجوز الاستطالة عليه بتهميش دورها أو امتهان كرامتها، أو التقليل من شأنها ، أو إعاقة فرصها، سواء في الشؤون الدينية أو العلمية أو السياسية أو الاجتماعية أو غيرها، ولاسيما تقلدها في ذلك كله المراتب المستحقة لها دون تمييز ضدها، ومن ذلك المساواة في الأجور والفرص، وذلك كله وفق طبيعتها، ومعايير الكفاءة والتكافؤ العادل بين الجميع، وإن الحيلولة دون تحقيق تلك العدالة جناية على المرأة خاصة والمجتمعات عامة.
إن الأمثلة عن نساء تركن بصمة خالدة في مجتمعاتهن كثيرة، ويطيب لنا اليوم أن نأخذ الاميرة نورة بنت عبد الرحمن كنموذج لامرأة ملهمة كان لها دور كبير في دفع المرأة لأخذ موقعها في نهضة المجتمع السعودي خصوصا والخليجي عموما، حاربت الأمية والجهل وشجعت على العلم والتعلم، في وقت كانت فيه المرأة تواجه الكثير من التحديات والصعوبات للانخراط في مختلف الميادين، فكانت الأميرة نورة منارةً للعلم ونموذجا يحتذى به لكل امرأة مناضلة، وتعد جامعة الاميرة نورة بنت عبد الرحمن التي تتضمن مختلف التخصصات العلمية والأدبية وعلى رأسها كلية الطب، تكريسا لجهودها ودورها في بناء صرح الوطن، كما يشكل برنامج "صحة نورة" خطوة طموحة تنسجم مع استراتيجيات الجامعة، والرؤية السعودية 2030 نحو مجتمع صحي، للمشاركة في تحسين قضايا المجتمع الصحية وتحقيق أهدافه الاستراتيجية، التي تضمن للمجتمع الأكاديمي جودة حياة جامعية، وتوفير بيئة صحية آمنة"
وفي الختام نشكر رئاسة مجلس الوزراء بالجمهورية الباكستانية ورابطة العالم الإسلامي على إقامة المؤتمر الدولي لتعليم الفتيات في المجتمعات المسلمة بين التحديات والفرص
للتأكيد على أهمية تعليم المرأة وفقا لرؤية إسلامية شاملة، أساسها العدالة التعليمية للفتيات لتعزيز صورة الإسلام وقيمه ومبادئة القائمة على المساواة
التعليقات (0)