مواضيع اليوم

العلامة الحسيني في خطبة الجمعة : لاحياء ذكرى عاشوراء بعيدا عن الاستغلال السياسي خير ذكر للامام الحسي

alsania alsania

2010-12-04 16:05:40

0

 

العلامة الحسيني : لاحياء ذكرى عاشوراء بعيدا عن الاستغلال السياسي
خير ذكر للامام الحسين هو في فهم الابعاد الحقيقية لثورته دفاعا عن الإسلام


ألقى سماحة العلامة السيد محمد علي الحسيني خطبة الجمعة في مصلى بني هاشم وتناول فيها معاني ذكرى عاشوراء .
وهذا نص الخطبة :
الحمدلله رب العالمين خالق الخلائق أجمعين , وأفضل الصلاة وأتم التسليم على المبعوث رحمة للعالمين خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الطيبين.
في هذه الأيام نعيش ذكرى عاشوراء الأليمة والتي استشهد فيها الإمام الحسين بن علي {ع} وأهل بيته وأصحابه في العاشر من محرم سنة 61 هجرية في كربلاء العراق.وهي ذكرى عظيمة في التاريخ الاسلامي ، مليئة بالدروس والعبر ، وذات أبعاد دينية وايمانية واخلاقية وسياسية واجتماعية .
فالإمام الحسين (عليه السلام ) سبط رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وريحانته من الدنيا، وأشبه الناس به. جدته لأمه خديجة بنت خويلد أم المؤمنين . جدته لأبيه فاطمة بنت أسد. أمه فاطمة الزهراء البتول المطهرة سيدة نساء العالمين، والبضعة النبوية عليها السلام .أخوه لأمه وأبيه الإمام الحسن (عليه السلام) أخته لأمه وأبيه زينب الكبرى.
ولد بالمدينة في الثالث من شعبان سنة أربع للهجرة، ولما ولد جيء به إلى جده رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فاستبشر به، وأذن في أذنه اليمنى، وأقام في اليسرى، وحنكه بريقه، فلما كان اليوم السابع سماه حسيناً.
نشأ في ظل جده الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله وسلّم فكان هو الذي يتولى تربيته ورعايته. قال النبيّ عنه وعن أخيه : (الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا. والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة). فالإمام الحسين بن علي (عليهما السلام) سيدنا وإمامنا وابن نبينا، نحبه ونتولاه، ونعتقد أن حبه من أوثق عرى الإيمان، وأعظم ما يتقرب به إلى الرحمن، مصداقاً لقول جده ( صلى الله عليه وآله وسلم) "المرء مع من أحب". وأنه من أحبه فقد أحب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ومن أبغضه فقد أبغض النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) .
وجاء في صحيح ابن ماجه : في فضائل الحسن والحسين (عليهما السلام) ، رَوى بسنده عن أبي هريرة ، قال رسول الله صلى الله عليه ( و آله ) وسلم : من أحب الحسن والحسين فقد أحبني ، ومن أبغضهما فقد أبغضني .و رَواه أحمد بن حنبل في مسنده : 2 / 288 .
وفي مستدرك الصحيحين : 3 / 166 : رَوى بسنده عن سلمان .قال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله ) و سلم يقول : الحسن والحسين ابناي ، من أحبهما أحبَّني ، ومن أحبني أحبه الله ، ومن أحبه الله أدخله الجنة ، ومن أبغضهما أبغضني ، ومن أبغضني أبغضه الله ، ومن أبغضه الله أدخله النار .
قال : هذا الحديث صحيح على شرط الشيخين .
وجاء في صحيح الترمذي : 2 / 307 ، في مناقب الحسن والحسين عليهما السلام ، روى بسنده عن يعلى بن مرة قال :قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم : حسين مني و أنا من حسين ، أحب الله من أحب حسيناً .حسين سبط من الأسباط .
من هنا قولنا ان لاحياء ذكرى عاشوراء بعد ديني اسلامي عميق ، يتمثل في تكريم من كرمه رسول الله (ص) بان تولى تربيته . ويتمثل في حب من أحبه رسول الله (ص) . فالتكريم والحب للامام الحسين هو تكريم وحب لنبي الاسلام (ص) نفسه.
اما في الجانب الايماني فان الحفاظ على ذكرى الامام الحسين(عليه السلام ) والاقتداء بسيرته هو ايمان والتزام برسالة الاسلام نفسها . لان الإمام الحسين بن علي(عليهما السلام) ليس بشخص عادي بل هو الإمام والراعي للمسلمين ، حامياً ومراقباً لحفظ الشريعة ولعدم الزيادة والنقصان فيها أو التحريف. وما صرّح به الإمام الحسين (عليه السلام)عند القيام بثورته: ((إني لم أخرج أشراً ولا بَطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، إنّما خرجتُ لطلب الإصلاح في أمّةِ جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر)).
لقد كانت دعوة الامام الحسين ( ع ) استمرارا لرسالة جده رسول الله( ص) .
اما في الجانب التاريخي والاجتماعي فان ملحمة عاشوراء التي استشهد فيها الإمام الحسين ( عليه السَّلام ) في يوم الطفّ ، لهي ملحمة لم يشهد التاريخ لها مثيلاً ،اذ جاء استشهاده بعد مقتل أهل بيته وأصحابه ، تسجيلا لواحدة من أنبل ملامح الشهادة والتضحية والفداء في سبيل عزة الاسلام واعلاء صوت نبيه ( ص )لقد سجل التاريخ ملاحم وبطولات كثيرة ، ولكن عاشوراء تبقى الاكثر سطوعا واشراقا ، لانها ثورة قل نظيرها من حيث أهمية وموقع أشخاصها ، ومن حيث ديمومتها في التاريخ .
نعم لقد ضحى الامام الحسين ( عليه السَّلام ) في حادثة الطف الخالدة بنفسه وأبنائه وخاصة أصحابه من أجل الحفاظ على دين التوحيد فلا يجوز الان ان تستغل ذكره لمأرب سياسية وأهداف حزبية أو شخصية ، تصب كلها في شرذمة المسلمين وتفرقة صفوفهم .هذا الاستغلال ، يأخذ ذكرى الامام الحسين ( عليه السلام ) الى حيث أراد قتلته بالضبط ، اي الى اضعاف وتفكيك امة الاسلام . فهل يعقل لمن يعتبر نفسه حسينيا ان يقتل الامام الحسين ( عليه السلام ) مرة ثانية ، من خلال قتل رسالته ، وتضييع شهادته هباء ، والعياذ بالله .
تطل ذكرى عاشوراء على لبنان وسط الخشية المتفاقمة من خطرالفتنة المذهبية جراء الخلافات السياسية والتداعيات المحتملة للقرار الظني . وعلى الرغم ذلك فان الامل لا يزال قائما بايجاد حلول ومخارج تنقذ الموقف وتمنع انفجاره ، وتؤمن المخرج المناسب للجميع . من هنا فاننا نجدد تأييدنا للمبادرة العربية التي تقوم بها المملكة العربية السعودية والجمهورية العربية السورية . وفي الوقت نفسه ندعم مبادرة فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان باعادة الحواربين القيادات اللبنانية ، لانه السبيل الوحيد لتهدئة الموقف السياسي ومنعه من التحول الى ازمة مستديمة . كما نؤيد جهود دولة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري ودولة رئيس الحكومة الشيخ سعد الحريري ، للتوصل الى ارضية مشتركة تمنع الانزلاق نحو الفتنة .
اما في فلسطين السليبة فان المخطط الصهيوني مستمر في التقدم على حساب الحق العربي وذلك من خلال اقرار القوانين التي تكرس يهودية الدولة المغتصبة ، لتنسف آخر أوهام التسوية السلمية لدى البعض . والمؤسف ان الموقف العربي رغم صوابيته يبقى خجولا وغير كاف في مواجهة هذا التحدي الاستراتيجي الذي يساوي حجما وتأثيرا نكبة 1948 .
ولا يزال العراق ضائعا في متاهات المناورات السياسية الداخلية المستوحاة من الصراعات الاقليمية والدولية . وقد سبق لنا ان حذرنا نوري المالكي من تشكيل حكومة غير متوازنة طائفيا وسياسيا ، لان ذلك يعني مشروع حرب أهلية دائمة ، لا يريدها الشعب العراقي ، انما يجرونه اليها جرا .ورغم موقفنا الرافض لطريقة تكليف المالكي بتشكيل الحكومة فاننا ندعوه ان يتقي الله في هذه الايام المباركة ، وان يعمل على تجنيب بلاده وشعبه المزيد من الانقسام.
اننا نحذر السلطات الامنية في العراق من مغبة التقصير في حماية الاماكن المقدسة حيث سيحتشد المؤمنون لاحياء ليالي عاشوراء وموقعة الطف في العاشر من محرم . ونحذر التنظيمات التكفيرية الارهابية من مغبة الاعتداء على المسلمين في هذه المناسبة .
وفي الشؤون العربية الاخرى ، نعتبر ان انجاز الانتخابات في مصر ، واستكمالها في البحرين من خلال تعيين مجلس الشورى ، امران ايجابيان رغم ملاحظات البعض . فالاصل هو الحفاظ على الاستقرار الداخلي في الدول العربية من خلال العملية الديمقراطية ، في كل بلد حسب ظروفه . ولا يحق لاي طرف خارجي ان يتدخل في هكذا عملية ، او لاي طرف داخلي ان يرفضها ، اذا لم تتلائم مع وضعه الخاص .
ان ما يجري في اليمن من احداث مقلقة هي نموذج عما ستكون عليه الاوضاع في اي بلد عربي في ما لو ترك اهله العملية الديمقراطية ولجأوا الى العنف بديلا . من هنا تحذيرنا من دخول تنظيم القاعدة الارهابي على خط الازمة في اليمن ، في محاولة لتزوير الواقع وتصوير الازمة على انها صراع سني شيعي . وفي هذا المجال نعتبر ان الفئات المتمردة على النظام اليمني مسؤولة الى حد بعيد عما آل اليه الوضع هناك ، لانها لو استمعت الى صوت العقل ، وتجاوبت مع جهود الرئيس علي عبد الله صالح ، لما انتهى الحال الى هذا الوضع والخطير..

القسم الاعلامي

المجلس الاسلامي العربي

الجمعة:3/12/2010

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !