العلامة الحسيني في خطبة الجمعة : الإسلام أوفى العمال حقوقهم وكرمهم
لتشكيل حكومة عراقية مستقلة عن التأثيرات الإيرانية
تناول سماحة العلامة السيد محمد علي الحسيني ( حفظه الله ) في خطبة الجمعة اليوم موقع العامل في الاسلام ، بمناسبة عيد العمال العالمي ، وأكد أن الإسلام أوفى العمال حقوقهم وكرمهم ووفر لهم حياة كريمة وأقام عدالة اجتماعية حفظت لكل فئات المجتمع حقوقها .
وقال : يعظم الإسلام من شأن العمل ، وهو دين العمل والإتقان لا الكسل والإهمال . وعلى قدر عمل الإنسان يكون جزاؤه, فقال الله تعالى في القرآن الكريم ، في سورة النحل (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (97) .
اضاف : ان الكاد على عياله كالمتشحط بدمه في سبيل الله ، وقد أعطى الأنبياء {ص}وهم أفضل خلق الله ، المثال والنموذج ، وكانوا القدوة عندما عملوا في مجالات مختلفة ، فقد عمل آدم بالزراعة ، وداود بالحدادة ، وعيسى بالصباغة ، ومحمد بالتجارة . وهذه الامثلة تدحض مزاعم البعض بترك العمل بذريعة التفرغ للعبادة أو التوكل .ان هذا غير جائز شرعا .
وقال السيد الحسيني : في المقابل أعز الإسلام العامل ورعاه وكرمه ، واعترف بحقوقه كاملة ، وهي خمسة اساسية : الاجر المناسب لكل عمل ، انطلاقا من الاية الكريمة ( ولاتبخسوا الناس اشياءها ) ، سرعة دفع الاجر قبل ان يجف عرقه ، وعدم تحميل العامل ما لا يطيقه أو ما لا يحتمله ، والمحافظة على كرامته ، فلا يهان ولا يذل ، وأخيرا حق العامل في الرعاية الصحية والاجتماعية الكاملة .
وفي هذا المجال نستنكر ما تتعرض له بعض العمال الاجانب في لبنان ، سواء في ميادين العمل او داخل البيوت ، من ممارسات تتناقض مع هذه الحقوق الخمسة.
اضاف : ان حماية العمال وتأمين حقوقهم كاملة هو واجب الدولة التي تنصرف هذه الايام الى مشاغل أخرى وتهمل هذا الواجب الاساسي . من هنا مطالبتنا المتكررة بضرورة التفات الحكومة الى مطالب الفئات الشعبية الفقيرة وتلبيتها لمواجهة ازمة الغلاء المستشرية . والسعي الى تامين فرص العمل للشباب فلا يضطرون الى الهجرة وتسخير طاقاتهم في الخارج على حساب وطنهم .
وفي الشأن السياسي اللبناني قال : لمناسبة بدء الانتخابات البلدية نجدد الدعوة الى جميع المواطنين للمشاركة في هذا الاستحقاق الديمقراطي ، وابعاده عن السياسة ، والاقتراع لصالح خدمة القرى والبلدات وتنميتها ، واختيار الاصلح على اساس الكفاءة والنزاهة .
وعربيا راى العلامة الحسيني ان ما يجري حاليا في العراق من محاولات للقفز فوق نتائج الانتخابات النيابية الاخيرة ، خطير جدا ، لانه يهدد بنسف العملية السياسية كلها ، ويضع القوى الاساسية أمام مأزق فراغ الحكم . وهذا ما يصب في مصلحة أعداء العراق ، والدول المتدخلة في شؤونه الداخلية .
وجدد السيد الحسيني دعوته الى كل الفرقاء العراقيين باحترام ارادة الشعب العراقي التي عبر عنها في صناديق الاقتراع ، وتشكيل حكومة وطنية عراقية مستقلة عن التأثيرات الايرانية .
http://aloroba.tv/?id=172
الجمعة : 30/4/2010
التعليقات (0)