"الحج أعظم الشعائر وينبغي أداءه بتعاون تام مع السلطات السعودية لتأمين سلامة الحجيج"
الحسيني : قلق في لبنان من الملفات الملتهبة والمطلوب دعم خطوات الرئيس لوقف التجاذب
وثائق ويكيليكس كشفت جرائم النظام الايراني في العراق واسقطت الثقة نهائيا بنوري المالكي
ألقى سماحة العلامة السيد محمد علي الحسيني خطبة الجمعة في مصلى بني هاشم في الضاحية الجنوبية لبيروت وتناول فيها شعيرة الحج بما هي من أعظم شعائر الإسلام . وجاء في الخطبة :
قال الله تعالى في محكم كتابه :
(الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْر يَعْلَمْهُ اللهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلْبَابِ)([4])
وقال : أيها المؤمنون: إن الحج من اعظم شعائر الإسلام، .وهو من الشعائر العبادية التي يتقرب بها المسلم إلى الله عزّ وجلّ وقد أکد عليها الرسول الاکرم(ص) في أحاديثه الشريفة ، وورد ذکرها في القرآن الکريم، وتتجلى أهمية شعيرة الحج بالاضافة الى مضمونها العبادي البحت الذي له فوائده الروحية العميقة في تصفية وتنقية أغوار الانسان، بأنها تساعد على وحدة المسلمين وضمان تکاتفهم وتآزرهم وتآلفهم ونبذ الخلافات وکل أشکال التنافر والتباعد والخصومة وفي الوقت نفسه تساوي بينهم فلا فرق بين أبيض وأسود وأصفر ولا عربي ولا أعجمي ولا فقير ولا غني .
فالحج، هو بمثابة محطة روحية لکل الامة الاسلامية وواحدة من أبرز مظاهر العزة والتلاحـم والتقرب الى الله حيث أن المسلم(من أي بلد او عرق کان)، يشعر بالطمأنينة والالفة والسعادة الروحية القصوى وهو يجد الى جانبه ذلك الحشد والجمع الهائل القادم من مختلف بلدان العالم الاسلامي والذي يحوي بين صفوفه مختلف الاعراق الانسانية، وإذا ما کانت شعيرة صلاة الجماعة يقيمها المسلم في بلده ومع أبناء بلده، فإن شعيرة الحج يقيمها بالتکاتف والتآزر مع أبناء امته الاسلامية القادمين من بلدان العالم الاسلامي ومن سائر ارجاء العالم أجمع.
ولاننسى أن الحج فيه من رفض العادات السيئة وترك اللذات والشهوات. هذا مضافا إلى ما فيه من إنفاق المال وشد الرحال، فهو رياضة بدنية نفسانية، وطاعة مالية، لذا ورد الحث والترغيب عليه، قال رسول الله (ص): «هو أحد الجهادين، وهو جهاد الضعفاء ونحن الضعفاء، أما انه ليس شيء افضل من الحج ألا الصلاة.. لا تترك الحج وأنت تقدر عليه».
وخبر عمر بن يزيد عن أبي عبد الله (ع): «حجة افضل من سبعين رقبة لي، قلت: ما يعدل الحج شيء؟ قال: ما يعدل الحج شيء، والدرهم في الحج افضل من الفي ألف فيما سواه في سبيل الله».
وعن رسول الله{ص} في حديث طويل: «إن الحاج إذا اخذ في جهازه لم يرفع شيئا ولا يضعه إلا كتب له عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات».
أخيرا ندعو إخواننا الحجاج من مختلف بلدان العالم الى التعاون المثمر والبناء مع السلطات المکلفة بتيسير وتسهيل أمور الحج في المملکة العربية السعودية ضمانا لعدم الاضرار بأمن وسلامة الحجيج .
أيها الاخوة ، يستمر قلق اللبنانيين على حياتهم ومستقبلهم نتيجة للتجاذبات الكبيرة التي تتقاذفهم يمنة ويسرة في هذا الملف الملتهب او ذاك ، من دون ان ننسى ما يتعرضون له من نهب منظم من قبل التجار والمحتكرين في معيشتهم ولقمة اولادهم .
في السياسة ندعو ونناشد جميع الفرقاء التجاوب مع مساعي فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لايجاد حل قانوني لملف " الشهود الزور " ، يرعى تحقيق العدالة بعيدا عن التجاذبات السياسية .
اننا نعول على الدور الوفاقي للرئيس سليمان لانه يسعي الى احقاق الحق ، وسحب هذا الملف الملتهب من التداول السياسي ، منعا لاستغلاله ، والتذرع به لتهديد الاستقرار السياسي والامني .
وفي الوقت نفسه نستبشر خيرا بتحرك دولة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري باتجاه العواصم العربية والاوروبية ، وخصوصا الشقيقة سوريا ، والصديقة فرنسا ، من اجل تحصين الاستقرار الداخلي ، بحماية سياسية عربية ودولية مطلوبة في هذه المرحلة الحرجة .
اننا نستغرب الدعوات الى التغيير الحكومي ، ونسأل عن موجبات وفوائد هذا التغيير ؟ ان البحث في اي تغيير حكومي ينبغي ان يتم في المؤسسات الدستورية ، وفي اطار قواعد العمل السياسي المألوفة ، وليس بالتهويل والتهديد ، أيا كانت الذرائع ، خصوصا وان كل القوى السياسية الاساسية في البلد ممثلة في حكومة الوحدة الوطنية ، ولن تكون اي حكومة جديدة سوى نسخة عنها .
أما في فلسطين المحتلة فتستمر المناورات الاسرائيلية لاستدراج الجانب الفلسطيني للعودة الى المفاوضات المهزلة . في حين ان القضية الفلسطينية اليوم ليست قضية مستوطنة هنا او هناك ، انما هي قضية وجود فلسطيني يعمل الكيان الغاصب على ازالته بطرق شتى . ولا خيار امام الفلسطينيين الا المقاومة للدفاع عن وجودهم . هذا ما تؤكده مواجهات أم الفحم ، حيث تعاون المتطرفون اليمنيون مع الشرطة الصهيونية للاعتداء على العرب تحت شعار " ان اليهود أصحاب كل بقعة على أرض فلسطين كملك للدولة العبرية". انها معركة في حرب طويلة لتحويل فلسطين التاريخية الى ارض يهودية.
في العراق تكشفت في الايام الاخيرة حقيقة مأساة الشعب العراقي المبتلي بويلات الاحتلال والارهاب وعمالة بعض ابنائه . اذ بينت الوثائق التي نشرها موقع ويكيليكس غيض من فيض الجرائم والانتهاکات التي أرتکبها النظام الايراني والحکومة العراقية الموالية لهم بقيادة نور المالكي لغاية أواخر عام ٢٠٠٩، في حين أن المعلومات المتوفرة لدينا تؤكد أن هذه الجرائم والانتهاکات مستمرة طيلة العام ٢٠١٠ وحتى يومنا هذا .
كما تؤكد المعلومات إستمرار تدخلات النظام الايراني بهدف التأثير على التطورات السياسية في العراق تمهيدا للجولة الثانية من ولاية المالكي . ونحن من جهتنا نسأل كيف يمكن للشعب العراقي ان يثق بالمالكي في رئاسة الحكومة الجديدة ،بعد انكشاف انحيازه الطائفي والمذهبي ، وارتباطه الوثيق بالنظام الايراني .
وكيف يصدق العراقيون ادعاءات النظام الايراني بانه يريد مصلحتهم ويريد لعلاقات جيرة طيبة وهو الذي يمول الاحزاب والتنظيمات الارهابية للقيام بعمليات تصفية ، هذا عدا عن فتح الحدود لتهريب شحنات كبيرة من الأسلحة الثقيلة بعث بها الحرس الثوري الايراني وخصوصا فيلق القدس الى الداخل العراقي .
اننا نستنكر سياسة التغاضي والصمت التي إتبعتها الولايات المتحدة الامريکية ازاءهذه الجرائم والانتهاکات،وقد وقع ضحيتها الشعب العراقي، وسکان أشرف، الذين ثابروا على فضح التدخلات المريبة للنظام الايراني في الشؤون الداخلية العراقية ، ولكن أحدا لم يستجيب لدعواتهم من اجل تامين الحماية اللازمة لهم .
نحن نتمنى للعراق ان يتخلص من اشكال العنف المفروضة عليه ، وان ينعم بحياة سياسية هادئة ، تماما كما في الشقيقة البحرين التي حقق ملكها وحكومتها وشعبها في الايام الماضية انجازا ديمقراطيا نهنأهم عليه .
هذا الانجاز يسجل لجلالة الملك حمد ، الذي قرن القول بالفعل لجهة مشاركة الجميع في العملية السياسية كما نص الميثاق الوطني . كما اننا نرى في هذه الانتخابات انها شكلت نموذجا للعملية الديمقراطية في بلد يتميز بالتنوع الطائفي والمذهبي ، وندعوا كل مكونات المجتمع البحراني لنبذ محاولات تخريب هذا النموذج ، والدفاع عن استقرار وامن المملكة .
لقد أقلقنا التحذير الذي أطلقه سمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح من مخاطر فوضى سياسيّة إذا ما استمرت التوترات الطائفية في البلاد، ومن "المؤامرات الوهميّة التي قد تزعزع ركائز المجتمع وتغرق البلاد في نزاعات طائفيّة وسياسيّة. ونحن نؤيده كل التأييد في دعوته ابناء الشعب الكويتي للتنبه من هذه المخاطر ، لاسيما وان النظام الايراني يتربص بدول الخليج شرا ، ويعمل على زعزعة استقرارها تمهيدا للسيطرة عليها .
اننا من موقعنا كمرجعية اسلامية للشيعة العرب ، نجدد الدعوة الى كل المواطنين العرب ، وخصوصا الشيعة منهم ، الى التزام حدود القانون واحترامه في بلدانهم ، ايا تكن المطالب المرفوعة . وقد أثبت حكم آل الصباح عبر تاريخه انه لا يميز بين مواطن وآخر .
وأخيرا نستنكر التهديدات الارهابية لزعيم ما يسمى تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن لفرنسا، لاننا في الاصل نعتبر الارهاب الذي يمارسه بن لادن وامثاله عملا خارجا عن الدين ، ولا يمت للاسلام بصلة . ولا يخفى ان الذين يديرون هذا الارهابي يريدون من تحريكه ارباك الساحة الدولية من دون اي امل بتحقيق اي انجاز .
القسم الاعلامي
المجلس الاسلامي العربي
29/10/2010
التعليقات (0)