مواضيع اليوم

العلامة الحسيني:رسالة موسى وعيسى ومحمد کانت عبر التواصل الدائم والمباشر والتعايش مع الناس وبينهم

العلامة الحسيني:رسالة موسى وعيسى ومحمد کانت عبر التواصل الدائم والمباشر والتعايش مع الناس وبينهم


 

وردتنا أسئلة وإستفسارات بشأن جواز أن يکون رجل الدين بعيدا أو على فاصلة من الناس، وهل يجوز أن يعتکف عن الناس لغرض التعبد والإجتهاد وماإليه؟.

 نحن سعينا ونسعى دائما للرد على الأسئلة والإستفسارات التي تردنا بعد عرضها على القرآن الکريم و السنة النبوية الطاهرة، حيث نحاول إستنطاق النصوص الشرعية وإستنباط الأجوبة المطلوبة منها.

عند مطالعة تاريخ وسيرة الأنبياء ولاسيما سيرة موسى"ع" و عيسى"ع" و محمد"ص"، نجد أن ثلاثتهم کانوا على تماس وتواصل وارتباط دائم ومستمر بالناس، بحيث أن حياتهم الإجتماعية وإحتکاکهم المباشر بالناس صار من خصالهم المميزة وقد کانت حياة وسيرة هٶلاء الأنبياء الثلاثة بمثابة نهج واسلوب ونمط مثالي ليس لاتباعهم من الديانات الثلاثة وانما للبشرية جمعاء، وکثيرا مانرى مفکرين وأدباء وفلاسفة مبهورين و معجبين أشد الإعجاب بنمط واسلوب تعامل وتعاطي أحد هٶلاء الأنبياء أو ثلاثتهم مع الأوساط الإجتماعية التي يحتکون بها.

سيرة الأنبياء موسى"ع" و عيسى"ع" و محمد"ص"، کانت عبارة عن حالة من التواصل والتعايش والاحتکاك المستمر مع الناس، وهنا لا بد من التذكير بأن هٶلاء الأنبياء هم الذين کانوا يبادرون بإفشاء السلام والتواصل مع الناس، وهذا مايعتبر بحد ذاته دليلا و إثباتا عمليا على أن مهمة رجال الدين هي السعي الدائم و الحثيث من أجل مد جسور العلاقة و التواصل المستمر والمباشر مع الناس و ليس الإنقطاع عنهم والبقاء في أبراج عاجية بعيدة عنهم، فالانبياء جاءوا من أجل مساعدة البشرية ومهمتهم تجلت في إرشادها وتوعيتها وهديها لکل مافيه الخير والصلاح لها.

مهمة ورسالة الأنبياء هي أساسا تبشيرية وإصلاحية وتنويرية تهدف للنهوض بالبشرية والإرتقاء بها نحو الکمال الإنساني، ولأجل ذلك فقد کان لزاما عليهم الإرتباط والتواصل المستمر مع الناس، وأن مايشاع ويقال خطئا عن کون وجود فاصلة بين الأنبياء والناس من أتباعهم، إنما هو کلام لاطائل من ورائه أبدا، وأن سادة قريش عندما رأوا تواصل و إحتکاك الرسول الاکرم"ص"، مع الناس، استنکروا عليه ذلك من خلال فهمهم الخاطئ لهذه المسألة، حيث جاء في القرآن الکريم بهذا الصدد:" وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنة يأكل منها وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا"، ولو تمحصنا فيما قد طلبه سادة قريش من سيدنا محمد"ص"، لوجدنا أنه يعکس ويجسد فهما دنيويا ماديا بحتا لمهمة الأنبياء، في حين أنهم أصحاب رسالات ولهم منهجهم في الإصلاح والتربية و "معاذ الله" ان يكونوا ملوکا أو سحرة أو دجالين حتى يوهموا الناس ويدفعونهم لإتباعهم بوسائل قهرية وغير عادية، ذلك أنهم جاءوا ليخاطبوا البشرية من القلب إلى القلب حتى تتذوق طعم وحلاوة الإيمان بالله تعالى.

كما نشير ان الديانتين اليهودية والمسيحية أيضا أكدتا من خلال التعامل والإتصال و التواصل المباشر للنبي موسى"ع" وعيسى"ع"، على أهمية وحيوية أسلوب وکيفية التعامل والتواصل مع الناس، وقد جاء في الکتاب المقدس:" فكل ما تريدون ان يفعل الناس بكم افعلوا هكذا انتم ايضا بهم لان هذا هو الناموس والانبياء"، وإن هذا الکلام يتطابق تماما مع الحديث النبوي الشريف:"لايٶمن أحدکم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه."، وإن رسالة ونهج الأنبياء عليهم السلام أجمعين، قد إنطلقت من السماء و من الله تعالى، ومن هنا، فإننا نجد الأصل هو التعامل والاحتکاك و التواصل المستمر مع الناس إقتداء بالانبياء عليهم السلام، وإننا ندعو رجال الدين من الديانات اليهودية و المسيحية و الإسلامية إلى ضرورة النزول بين الناس والتواجد معهم في كل الأمكنة للتواصل معهم ومواساتهم وأن لايبتعدوا عن الناس ولايجعلوا بينهم فاصلة فنحن نحتاج لموسى وعيسى ومحمد بيننا ليحملوا لنا المحبة والتسامح والسلام.

* العلامة السيد محمد علي الحسيني   





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات