العلامة الأيقونية
جماعة مو
يعد الأيقون من بين أكثر المقولات جدالا في السيميائيات البصرية، فكل القواميس تتفق في وسم الأيقونات بأنها "العلامات التي تربطها علاقة تشابه مع ما تحيل إليه في الواقع الخارجي" [Dubois et al.1973 :248.].
سنترك الآن جانبا الاشكالات المهمة التي يطرحها هذا التعريف (الذي يبقى الاعتقاد راسخا بصحة أطروحة التماثل) لنسجل بأن هذا التعريف لا يسمح قط بوضع المعادلة إيقوني =بصري؛ ومع ذلك ظل هذا الانزلاق الجسيم مدفوعا من قبل التأثيل: استعمل مفهوم الأيقون بكيفية مخصوصة في مجالات السينما والفوتوغرافيا.
بيد أن هذا المفهوم مستقل تماما عن الطبيعة الفيزيقية للوسيط، توجد أيقونية صوتية (الصخب، والموسيقى السردية والخطاب المنقول) بله الأيقونية الذوقية والأيقونية الشمية، وهناك قليل أوكثير من الأيقونية داخل المحكي وداخل التركيب [Haiman :1985].
لكن الذي يجحد من قبل التماثل الأيقوني والبصري، ليس فقط تجانس قسم العلامات الأيقونية ؛بل كذلك وجود علامات هي في الوقت عينه بصرية وليست أيقونية.
والحال هذه، فمن بعض العلامات الموجودة، ومن اعتبارين تافهين كافيين لتفسيرذلك تجريبيا: يمكن أن تتمظهر العلامات الأيقونية (البصرية) المتوازية، قبل كل شيء، في ظواهر متنوعة: بعض الصور يمكن أن تكون أقل أوأكثر ضبابية، ويمكن لتصميم ما لمدينة أن ينظم ألوانا بطريقة ما عوض أخرى، بواسطة ذرات مختلفة وعلى ورقة أخرى.
وباستطاعة رسامين أن ينجزا عملين مختلفين للعجائن التي يستخدمونها في رسمين تصويريين مختلفين، ينبغي أخد بعين الاعتبارهذه الاختلافات وتحديد وضعها السيميائي، فالمرحلة عاجلة إذا أرادت السيميائيات البصرية، بتعريفها العام، أن تعرف مرحلة استنباطية وتضع في الحسبان المجالات المخصوصة، كما هو الحال بالنسبة للرسم، سيفرض هذا، في لحظة أو أخرى، اعتماد ما سماه هيبيرت داميش(Hubert Damisch) " فائض المادة من حيث يأتي (إلى الرسم) وزنه وحمولته، وعنوانه الخاص بالرسم" [1979 :134].
فضلا عن ذلك، يوجد التواصل البصري، كيفما كان، مرتبطا بالأيقون، لقد رأينا أن المناظرة حول الفن التجريدي تدور حول الوضعية الممنوحة للأشياء المفارقة جدا؛ مادمنا لا نتردد في نعتها بعلامات، في الوقت نفسه الذي ننكر كل دلالة. يفترض، هنا أيضا، تقديم وضعية سيميائية دقيقة لهذه العلامات.
ينبغي إذا أن نطرح، افتراضا، أنه لاتوجد علامة أيقونية، بل يوجد على الأقل نوعان من العلامات البصرية: العلامات التي سنسميها أيقونية (سنتابع في ذلك التقليد) والعلامات التي سنسميها تشكيلية.
ليس هذا التمييز بطبيعة الحال جديدا، إذ يمكن العثورعليه بهذا الإسم مع [Damisch,1979,Sonesson,1987] أومع آخرين (الأيقوني والتشكيلي عند [ ayant,1980] الذي نسـخ (Groupe u .1979) أوالتصويري والتشكيلي في المدرسة الغريماصية [Floch.1982، لكن ينبغي تجاوز مرحلة الحدس أو التجريب، وكما قلنا، تقديم وضعية مخصوصة لكل العلامات على حدة؛ تطرح كل واحدة فيما بينها، في الواقع، مشاكل نظرية. ينبغي في حالة الأيقون على سبيل المثال، أن نطلب ما يمكن أن يكون بحق شيئا من "التشابه"مع "الواقع".
يتعين في حالة التشكيلي أن نتساءل عن الموقع الذي يحتله داخل تصنيف علامات من قبيل الأمارة أوالرمز أوهما معا عند بورس (Peirce)، علاوة على ذلك، يمكن أن تكون بنية هذه العلامات مختلفة جدا؛ إذا كانت العلاقة السيميائية الأساس هي التي تجمع بين التعبير والمحتوى، فيمكن لهذا النوع من العلاقة المتضافرة أن تتنوع. فلا نتكلم عن مشاكل مثل التمفصل المحتمل لهذه العلامات، أوتصنيف متغيراتها...
ـــــــــــــــــــــــــ
النص ترجمة لـ: ()
-GROUPE (u) : Traité de signe visuel, pour une rhétorique de l’image, Seuil. Paris, 1992, pp .123-125
التعليقات (0)