لقد حمل الشاب جمال عبد الناصر مع رفاقه أكفانهم – اللى ملهاش جيوب - على أيديهم وقاموا بعمل ثورة مصرية بيضاء أنهوا بها النظام الملكى وبدأ طرد المستعمر والآن جاء الشاب جمال مبارك يحوطه الرفاق وقد حملوا ثروة مصر فى جيوبهم وخزائنهم معلنين عن فكرهم الجديد .
وكما أننا نؤمن – يقيناً - بأن يوم القيامة حق وله علامات صغرى وعلامات أخرى كبرى فالتوريث مثله تماما له علامات صغرى وكبرى بالرغم من أن هناك آخرون منافقون لا يؤمنون بتلك العلامات وإن كانوا يرونها وبأيديهم يصنعونها .
ولأننا نؤمن كذلك بأن أصحاب المصلحة وأصحاب الثروة يقاتلون ولن يهدأ بالهم ولن يطمئنوا إلا بتولى رفيقهم للسلطة حتى تظل الثروة مُلتحفة برداء السلطة الذى لبسته منذ عدة سنوات حتى يقيها هذا الرداء من تقلبات الجو
والزمن والظروف .
ولو تحدثنا عن العلامات الصُغرى ليوم التوريث فهى واضحة لكل عين مجردة ولن تحتاج لمُكبر حتى نراها فبدأت على إستحياء ثم بدأت تنمو شيئاً فشيئاً فتولى السيد جمال مبارك لجنة السياسات – المحفوظة والمحجوزة - بعد إحياءِها من سُباتها العميق بعد أكثر من عشرين عاماً منذ أن تركها نائب رئيس الجمهورية حسنى مبارك ليتولى رئاسة الجمهورية .
وبدات واضحة عندما أُصيب الرئيس بوعكة صحية مفاجئة فى مجلس الشعب وتم منع أى شخص من الخروج من مجلس الشعب بالقوة إلا عدد محدود جداً يُعد على أصابع اليد الواحدة خرجوا مع الرئيس حتى إنتهى الأمر بسلام وأكمل الرئيس خطابه بعد إختصاره.
ثم تم تفصيل و تأييف المادة 76 من الدستور ويليه إعادة تفصيل وتأييف لها مرة أخرى لتناسب مقاس مرشح الحزب الوطنى وأنهوا تلك الوكسه بنكسة أخرى وهى إبعاد القضاة عن الإشراف الكامل على كل الإنتخابات .
وبدأ التدخل الواضح فى تولية أصحاب الفكر الجديد وأصحاب المصلحة الكبرى فى التوريث بعض المناصب الوزارية وبعض الأمانات بالحزب الحاكم وبدأ أخذ الحرس القديم لغياهب النسيان فُرادى وبدأ إطلاق شعارات أقرب للكوميدية منها للجدية مثل الإنطلاقة الثانية للحزب الوطنى دون أن نعرف شيئاً عن متى بدأت وإنتهت وعن كنية الإنطلاقة الأولى ولو لم يخشى مُنظِرى الحزب الوطنى من تهكم العالم عليهم لأطلقوا شعار ثورة تصحيحية أخرى على أفعالهم تلك .
وبدأ إنقسام مجلس الوزراء واضحاً لأكثر من ثلاث مجموعات
واحدة مع الرئيس وأخرى مع نجله و ... و ... وهكذا .
فمصر حقاً ليست مثل سوريا التى تم توريث الحكم فيها على عجل بسبب ظروف وفاة الرئيس الأسد المفاجئة ولكن مصر ليست على عجلة من أمرها طالما أن القلب ما زال ينبض و الظروف الحالية لا تستدعى ذلك فما ألذ التوريث عندما ينضج على نار هادئة .
وطالما أننا نعيش فى أزهى عصور الديقراطية فلنا أن نسأل من عاصروا نهايات حكم الرئيس عبد الناصر عن مدى تدخل السيد أنور السادات وكان وقتها نائب رئيس الجمهورية فى أمور الحكم ؟! ولماذا نذهب بعيداً وعندنا الرئيس مبارك وهو أيضاً كان أميناً للجنة سياسات الحزب الوطنى بالإضافة لكونة نائباً لرئيس الجمهورية
ومنصبه الأخير منصب دستورى وتنفيذى ونسأل عن مدى تدخله فى أمور الحكم وقتها ؟! ويستدعى ذلك أن نسأل على مدى دستورية تدخل أمين لجنة السياسات بالحزب الوطنى - بغض النظر عن شخصه - فى أمور الحكم وهل تدخله الآن فى أمور الحكم أقل أم أكثر من تدخل نواب رئيس الجمهورية السابقين فى أمور الحكم ؟!
وإن كانت هذه بعضاً من العلامات الصغرى ليوم التوريث فعلاماته الكبرى لها موضع آخر قادم و قريب !!
التعليقات (0)