لا شك أن مبارك له أنصار من الذين كانوا مستفيدين من حكمه الفاسد وهذه العلاقات التي تبدأ إنسانية وتتحول إلى علاقات مصالح فاسدة لأن (المال عام سائب) كما يقولون وهناك علاقات أخرى تنشأ فاسدة من الأصل حيث يبحث النظام بعد ترسيخ الفساد عن فاسدين آخرين يكملوا ما بقى من العمل ...وهذا ما حدث مع المخلوع وولده ...ولا شك أن الثورة قامت لتغيير هذا الواقع السيء ونجحت في التغيير ولكن الأمر تسلمه نفس الطاقم من أنصار مبارك دون تغيير كبير ...ثم الذي تلا ذلك وأثناء الثورة سقط العديد تحت ضربات المخلوع وبطانته ولم يحاكم أحد حتى الآن ...وظهرت فضائح النظام وونشرت أخبارنهب أموال مصر وأعلنت تفاصيل العمالة لإسرائيل من كل المسؤولين السابقين ...فماذا تغير فيما ذكرنا؟ الحكم كما هو بنفس العقليات وبعض التابعين للمخلوع .... أموال مصر تركت بغير تجميد حتى تمكن الفاسدون من غسيلها تماما وهربوا ما بقى منها في مصر قبل أن يضع الشعب يده عليها.....القتلة من أزلام المخلوع ووزير داخليته الفاسد وجنوده من البلطجية مزوري الانتخابات وفتوات النظام ما زالوا مطلقي الأيدي.... ومن قبض عليه منهم لم يحاكم..... وما زالت دماء الشهداء المسالة على أرض مصر بطولها وعرضها تنظر إلى العدالة السلحفائية المماطلة في غضب... وينظر إليها القتلة في استهزاء وقح...فماذا تنتظر مصر إلا ثورات أخرى في ميدان التحرير لإصلاح ما أفسدته الحكومة بعد الثورة؟؟ ...العدل أساس الملك ...هذه المقولة يؤمن بها كل عاقل ....فأين العدالة في إدانة جندى بسيط (هارب) بقتل 24 شهيد ...قد يكون قاتلا فعلا ...ولكن بهذه الطريقة يمكن إدانة 40 (هارب) آخرين بقتل كل شهداء الثورة ويبقى المخلوع والعادلي بريئين......!!!!!! ويقبض على الهاربين في سنة 2025 مثل بن لادن ...إذا لم تبادر الحكومة الآن بإقامة العدل فسوف يبقى القتلة الفاسدون في سلام ...ومصر في ضياع ...والاقتصاد في تدهور...والثورة في اضمحلال كئيب....نعلم أن الحكومة خائفة من الحكم على مبارك لكي لا يثور أنصاره وتنتظر إلى أن يموت وتنتهي القضية ونعلم أن محاكمتة خطرة ولكنها مع ذلك لا مفر منها لتهدأ النفوس ويرى الشعب أن ثورته بدأت في الإثمار ...أما الركود وانتظار الفرج فلن يأتي بدون تضحيات أخرى
التعليقات (0)