العلاقة ليست تحدي وإنما شراكة

العلاقة بين الزوجين في المجتمعات الشرقية تشبه العلاقة بين العبد وسيده، تدرجت تلك العلاقة حتى وصلت لعنق الزجاجة وما تزال بعض المجتمعات تقدس ذلك النوع من العلاقات وتربطه بالدين الذي يفضل الذكر على الأنثى في أعمال ومواقف وليس تفضيلاً على حسب النوع كما يعتقد البعض، في زمن الحداثة الذي نعيشه أصبحت تلك العلاقة اشبه بالمغامرة فالقوانين واللوائح تغيرت والمجتمعات بدأت تعيد حساباتها لتتماشى مع متغيرات العصر دون الاخلال بحوهر العلاقة المقدسة..

هناك حوادث حدثت في بعض المجتمعات فالعنف كان سيد الموقف وهناك من تخلى عن دورة في الحياة وترك الحبل على الغارب فكانت النتيجة باهظة، مجتمعاتنا الشرقية تحب وتعشق الاستيراد فكل شيء مستورد حتى بعض السلوكيات تم استيرادها اعتقاداً أن ذلك انفتاح وتحضر، ما يناسب مجتمع ليس بالضرورة أن يُناسب مجتمعاً آخر لكن منظري السوشل ميديا ومشاهير العصر الحديث لا يدركون تلك الحقيقة وأيضآ هناك من دخل على خط الشهرة وضرب بالقيم الإسلامية عرض الحائط طمعاً في المال!

نحنُ مجتمع مر بمراحل تخللها الكثير من القضايا والمشكلات فلسنا استثناء بل نحنُ جزء من العالم والعولمة فرضت على العالم بأن يُصبح قرية صغيرة، في ظل ما يعيشه المجتمع من حالة انفتاح غير مسبوقه ودخول المرأة لسوق العمل وبروز لظاهرة الطلاق بات من العقل إعادة التفكير في شكل العلاقة بين الزوجين فبعد أن كانت تلك العلاقة تخضع للأعراف ولسلطة الرجل باتت اليوم محكومة بحزمة من الأنظمة ولا يستطيع أحد أن يتسلط بأي شكل من الأشكال، لكي تستقيم حياة الأسر وتخف حدة الشكوى عند البعض وتكون الحياة اشبه بالجنة أعتقد أن تضمين مناهج التعليم بمواد تحدد شكل العلاقة وأن الزواج عبارة عن شراكة يشترك فيه الزوجان كلُ حسب استطاعته وطاقته وبتوافق تام وأن الحياة الزوجية ليست نُزهه بل مشروع اجتماعي كبير قد يتخلله عقبات وبالحوار والمودة والعقل يستطيع الزوجان التغلب عليها أعتقد أنه سيكون لذلك التضمين أثر إيجابي على الجيل الجديد الذي لن يكون مشابهاً لنا ولا لأباءنا الذين ورثونا ماكانوا يعتقدونه صحيحاً.