مواضيع اليوم

العلاقة الأردنية- الإسرائيلية برود وجمود ثم تصعيد مدروس

فراس ابورمان

2010-03-05 16:53:30

0

التصعيد الإسرائيلي الأخير في قضية المخطوطات التي تم الاستيلاء عليها من متحف روكفلر في القدس الشرقية في العام 1967 ونعت مطالبة الأردن بملكية المخطوطات" بالسخيف" ما هو إلا تصعيد جديد لاحق للبرود والجمود الذي أصاب العلاقة الأردنية – الإسرائيلية، ويعتبر تصعيد مدروس يؤكد مدى الاستخفاف اليميني المتطرف بتلك المعاهدة، والتي أصبحت فيما بعد حرب غزة حبر اسود على ورق ليس ابيضا بالمطلق.

حيث جاء الرد الإسرائيلي بقول المتحدث باسم الكيان الصهيوني إن "هذه المطالبة الأردنية ببساطة سخيفة "...وقال أيضا "إن الأردنيين ليس لديهم أي أساس قانوني لمطالبتهم".

بينما يأتي أساس المطالبة الأردنية بملكية المخطوطات طبقا لنصوص معاهدة لاهاي لعام 1954 لحماية الملكية الثقافية في حالة النزاع المسلح.

واستنادا لواقعة مصادرتها بصورة غير قانونية على يد إسرائيل في عام 1967 من متحف روكفلر في القدس الشرقية.

الدور الأردني في حماية القدس: تاريخها ومقدساتها، لا يحتمل تلك الاعتداءات فهل يمكننا، إذا ما أضفنا إنهيار الشارع الواصل ما بين بلدة سلوان و المسجد الأقصى نتيجة لأعمال حفر الأنفاق الإسرائيلية ،اعتبار ذلك كله سببا كافيا لانهيار المعاهدة ؟

وفي ذات السياق يأتي اعتراف احد مهندسي معاهدة السلام بوادي عربة ،قاضي المحكمة العليا الإسرائيلية ، بخيبة أمله إزاء معاهدة السلام مع الأردن ووصفها بالفتور خلافا للاتفاقات الموقعة وما أراده حينها ،سببا في التساؤل هل تفسخت تلك المعاهدة، لينقلب عليها احد مهندسيها ؟

هذا التصعيد الإسرائيلي،المدروس والمقصود؛ والاحتمالات المفتوحة، يضع الأردن، بالذات، رأس الحربة مجددا و دوما ؛حيث أن مصداقية الأردن في موضوع العلاقة الأردنية- الإسرائيلية كانت مسبقة ومبكرة فمن موقف المغفور له بإذن الله الحسين يوم محاولة اغتيال مشعل، ووضعه للمعاهدة بيد وحياة مشعل في الأخرى، إلى تصريحات جلالة الملك عبد الله الثاني الابن، التي تجاوزت اليمين المتطرف الإسرائيلي، لتسمع الشارع الإسرائيلي المتطابق نوعا ما مع اليمين الذي يقوده، صوت العقل الذي ما انفك دوما يدعو للسلام ،ولكنه أخيرا أصيب بخيبة أمل في مشروع السلام الذي لم يبدأ بعد، فالقنوات الدبلوماسية موجودة دوما حتى بين ألد الأعداء وما وجود أعضاء للسلك الدبلوماسي هنا وهناك ألا بسبب توقيع المعاهدة،التي استثمرت أردنيا لتكون متنفسا للإخوة في غزة ، على الأقل من وجهة النظر الرسمية الأردنية ، الذي يؤكد دوما انه لا يعتبر معاهدة السلام ألا جزء من عملية متكاملة على كافة المسارات مما أدى لضيق وحنق الجانب الآخر من المعاهدة والذي يعتبرها فردية مجردة عن ما سواها .

الأيام القادمة، وكما تشير التطورات، قد تشهد المزيد من التصعيد، تبعا لطبيعة الأزمات الإسرائيلية، الداخلية والخارجية، وتداعياتها ،و تتمحور حول الأقصى والقدس، ولا بد من وقفة عربية إسلامية تاريخية، تدعم الموقف الأردني، في الدفاع عن المقدسات، وما تصريحات وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ، ألا البداية المنشودة حيث أكد أن عدم وجود ضغوط دولية كافية على إسرائيل لاستئناف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين يجعلها تتصرف كـ "طفل مدلل".
ورؤية الأمير الفيصل في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره التركي أحمد داود اوغلو في عدم إمكانية التوصل إلى تسوية في ظل المعاملة المميزة التي تحظى بها إسرائيل، تعتبر الرأي العربي الاسلامي وننتظر تفعيلها بعدم قبول عملية السلام الأمريكية الجديدة ذات السنتين ، إذ أن إسرائيل لم تلتزم بأي من المهل التي تضمنتها عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية منذ مطلع العام 1993 ولن تلتزم.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !