استعاد "الامبراطور ميجيThe Emperor Meiji "عرشه وسلطانه وهو الامبراطور ذو الترتيب "122" وفقاَ لترتيب الحكم التقليدي في اليابان، وقد بدأت مرحله جديده من العلاقات بين الولايات المتحده واليابان اكثر تطوراَ ففي العام 1899م طرحت الولايات المتحدة الامريكية فكرة اقامة خط تلغرافي مشترك بين امبراطورية اليابان والولايات المتحدة تحت اشراف امريكي من اجل الفائدة التجارية الكبيرة التي سوف تأتي من خلال هذا الخط التلغرافي لكلا الطرفين واستناداَ الى ذلك فقد تم تبادل البرقيات بين وزير خارجية امريكا "جون هايJohn Hay "والسفير الامريكي في طوكيو "باكBuck " والفايكونت "اوكيAoki "خلال الاربعة اشهر من ايلول حتى كانون الاول عام 1899م اسفرت عن موافقة الحكومة اليابانية على المقترح الامريكي واعلنت بانها ستكون مستعدة لأجراء اللازم ويبدو ان مسألة الخطوط التلغرافية بين اليابان والولايات المتحدة الامريكية الماره في الجزر العائدة للطرفين عبر المحيط الهاديء قد احتلت نصيباَ بالغ الاهمية لكلا البلدين وذلك بسبب الدور المهم الذي لعبته هذه الخطوط للتأثير في العلاقات بين البلدين بعد الحرب العالمية الاولى،وقد شكلت مسألة المصالح اليابانية التجارية في كوريا والمصالح الامريكية التجارية في الصين اهمية كبيرة بين البلدين على مستوى العلاقات الاقتصادية لذلك سارع الطرفان الى توقيع معاهدتين في يوم واحد هو التاسع عشر من ايار 1908م اشترطتا حماية العلامات التجارية ومايتعلق بها في كوريا والصين والتي نصت على تعهد البلدين بمنح مواطني ورعايا البلد الاخر حق التمتع بحماية منتجاتهم التجارية والفنية المتعلقة بالابتكارات وتصاميم المنتجات في كوريا والصين ،وفي اي بلد اخر تمارس فيه احدى الدولتين الموقعتين على هاتين المعاهدتين صلاحيات اقليمية اضافية ،مع منح اليابان مواطني ورعايا الولايات المتحدة الامريكية الماية نفسها التي وردت في معاهدة حماية الممتلكات الصناعية التي وقعتها اليابان مع دول اخرى في باريس في العشرين من اذار 1883م،ومن هنا نرى ان الطرفان قد ضمنا مصالحهما التجارية في كل من كوريا والصين ومناطق اخرى يمارس فيها الطرفان صلاحيات اقليمية اضافية مثل جزر الفلبين والجزر العائدة لليابان في المحيط الهاديء .
لقد لجأت اليابان الى التوسع الخارجي حيث كانت معرضة لأنفجار سكاني وللتخلص من هذه المشكله والحصول على المواد الاولية اللازمة للصناعه وفتح اسواق امام منتوجاتها فقد وجهت انظارها نحو كوريا بسبب موقعها الاستراتيجي ولانها المعبر الرئيس لليابان نحو الاراضي الصينية وبالخصوص منشوريا الغنية بالثروات المعدنية والزراعية وكذلك الموارد الطبيعية فقد بدأت تبحث عن فرصه مناسبة من اجل فتح علاقات دبلوماسية مع كوريا فتمكنت في العام 1876م من عقد معاهدة "كانغهوا Kanghwa"مع كوريا مستخدمة نفس التكتيكات والمناورات الامريكية المتمثلة "بدبلوماسية الزوارق المسلحة"التي استخدمها العميد البحري "بيري"لفتح اليابان امام العالم في العام 1854م واحتوت المعاهدة اليابانية – الكورية للسلام على العديد من البنود كان اهمها الاعتراف بكوريا على انها دولة مستقلة ذات سيادة وتملك حقوقاَ متساوية مع اليابان وكذلك التبادل الدبلوماسي بين البلدين على مستوى السفراء وتضمنت ايضاَ فتح ميناء "بوسان Pussan" الكورية مع مينائين اخرين اما التجارة مع اليابان وعلى حق اليابان في اقامة قنصليات لها في ثلاث موانيء كورية وعلى اثر هذه المعاهدة فقد انتهت الصلة بين كوريا والصين فاستطاعت اليابان من الحصول على موطيء قدم اقتصادي وسياسي في كوريا ،لقد كانت المعاهدة اليابانية الكورية من المسببات الرئيسية لقيام الحرب الصينية اليابانية في 1894م-1895م إلاّ أن السنوات التالية اوصلت الامور الى تصادم بين الدولتين حول كوريا من خلال حادثين, الاول مقتل "كيم كيونKim Kiun "على يد الصينيين وعملائهم الكوريين في منطقة "شنغهاي Shunghai" الصينية في مطلع سنة 1894م، وعندما وصلت الانباء الى اليابان فإن الصحافة صورت "كيم كيون" على انه شهيد لقضية التقدم في كوريا, ووصفت تلك الحادثة على أنها مثال للغدر الصيني والرجعية في كوريا, والآخر زيادة تصاعد حمى الحرب، اذ كانت حادثة إرسال الصينيين لواء من جيشها قوامه اربعة الاف جندي الى كوريا للمساعدة في قمع انتفاضة "تونهاك Tonghak " التي كانت بمثابة تمرد ضد الحكومة الكورية وضد وجود الاجانب في البلاد، وطبقا لمعاهدة "تياتنسن" فإن الحكومة اليابانية استجابت وبخطط عسكرية لإرسال قواتها أيضاً الى كوريا وبأعداد كبيرة، وبعد ان تم القضاء على الاضطرابات رفضت الصين سحب قواتها الا بعد ان يتم انسحاب القوات اليابانية التي اعلنت عزمها على بقائها في كوريا لاصلاح الاوضاع هناك الامر الذي رفضته الصين، فما لبثت ان قامت الحرب بين القوات الصينية واليابانية في آب1894م, وتمكنت القوات اليابانية خلالها من احراز تقدم سريع داخل الصين التي ناشدت الدول الكبرى ومنها الولايات المتحدة الامريكية التدخل لإيقاف الحرب، وبتقدير من الادارة الامريكية فإن استمرار الحرب سيؤدي الى تدخل الدول الاخرى, مما سيفسح المجال امامها لاٌقتسام النفوذ في الصين, ومن ثم سيسيء الى مصالحها هناك، فسارعت لعقد معاهدة "الملاحة والتجارة" مع اليابان في الثاني والعشرين من تشرين الثاني عام1894م , ثم سعت لإقناع اليابان بوقف القتال وسحب قواتها وبدء المفاوضات مع الصين، وبتوجيه ورعاية من وزير الخارجية الامريكية "جون فوسترJohn W. Foster" انتهت تلك المفاوضات بتوقيع الطرفين على معاهدة "شيمونسكيShimonoseki" في السابع عشرمن نيسان عام1895م, التي نصت على اعتراف الصين باٌستقلال كوريا وتنازلها عن جزر "البسكادروس Pescadores" وجزيرة "فرموزةFormosa" وشبه جزيرة "لياوتونغ Liaotung" جنوبي "منشورياManchuria " بما فيها مينائي "بورث ارثر" و "دايرن" الى اليابان، مع دفع غرامة حربية قدرها مئتي مليون "تايل" فضة، وفتح اربعة موانئ رئيسة في الصين أمام التجارة اليابانية ومنح اليابان لقب "الدولة الاولى بالرعاية"، ومن خلال هذه المعاهدة حصلت اليابان على قواعد عسكرية في الجزر الصينية لحماية الاجنحة الجنوبية لقواتها والسيطرة على المسارات الحربية كافة الذاهبة الى "بكين Beijing" عاصمة الصين، فضلا عن الحقوق الاقليمية الاخرى والمكاسب التجارية.
لقد انقسمت بعد هذه الحرب الدوائر الحكومية في كوريا الى قسمين كان القسم الاول يمثله البلاط الكوري في ولائه للصين والقسم الثاني مثلته قوى اخرى مالت باتجاهها الى اليابان باعتبار ان اليابان نموذج لابد من الحذو حذوه فاستغلت اليابان القسم الثاني وقامت بتمويله لحسابها وهي محاولة اولى لضم كوريا الى اليابان لكن احداث الشغب التي اجتاحت كوريا في العام 1882م كان من نتائجها حصول كل من الصين واليابان على الحقوق للتمركز في العاصمة الكورية "سيئولSeoul " ثم اعقبها نوع من التفاهم بين الصين واليابان حول كوريا نتج عنه عقد "معاهدة تيانتسن Tien Tsin" في العام 1885م والتي نصت على سحب قوات الطرفين من كوريا على ان لايكون لأي منهما الحق في ارسال جنود الى كوريا مره اخرى في حاله حدوث اضطرابات الا بعد موافقة الدولتين مما يعني ان المعاهدة قد أعترفت بالمساواة بين الصين واليابان فيما يخص الاشراف على كوريا وعلى الرغم من هذا الا ان الاشراف العام تقوم به الصين،والحقيقة ان او دلالة بعد الحرب الصينية-اليابانية على بروز اتجاه جديد في الشؤون العالمية حيث تم اعلان المبدأ الامريكي "الباب المفتوح Open Door" وهو المبدأ الذي يهدف الى تحقيق الفرص المتساوية في التجارة للجميع ثم تبع ذلك ان قام وزير الخارجية الامريكي " جون هايJohn Hay"رسائل في السادس من ايلول عام 1899م الى جميع الدول التي لديها مصالح في الصين طبعاَ ومن ضمنها اليابان وقد تم الطلب فيها "انه في كل ارض تستأجر وفي كل ارض تمتلك فيها مصالح فانها يجب ان لاتتداخل مع اية اتفاقية او معاهدة تتعلق بالموانيء او تتداخل مع المصالح الامريكية في الصين"وقد وافقت اليابان وباقي الدول على هذا المبدأ،والحقيقة ان سياسة الولايات المتحدة الامريكية في ذلك الوقت كانت تهدف الى تجنب تقسيم الصين الى مناطق نفوذ والسبب انه قد يقود في المستقبل الى صراعات دولية والتي تؤدي بالنتيجة الى تورط الولايات المتحدة الامريكية في حروب مكلفة واستناداَ الى هذا المنطلق فقد جاءت موافقة اليابان على المبدأ الامريكي وهنا نشير الى ان توحد الاهداف المشتركة ساهم في تطوير العلاقات بين اليابان وامريكا وهوماحصل عندما طرحت الولايات المتحدة الامريكية فكرة اقامة خط تلغرافي مشترك بين اليابان وامريكا في التاسع عشر من ايلول 1899م من اجل تعزيز وتقوية اكثر لمصالحهم في منطقة الشرق الاقصى ،لقد اندفعت الولايات المتحدة الامريكية وفقاَ لهذا المبدأ في التدخل في شؤون الصين عند قيام انتفاضة "الملاكمينBoxers "في مابين العام 1899م ولغاية العام 1900م لقد بلغت حركة مناهضة الاجانب قمتها في صيف عام 1900م على يد منظمة "اتحاد القبضات الوطنية " وهي منظمة سرية ذات اهداف سياسية كانت معروفة باسم "الملاكمين"التي شنت حملة لقتل اشخاص تالعين لبعثات اجنبية تبشيرية وحرقت الكنائس وسيطرت على العاصمة "بكين"فأستنجدت الحكومة الصينية بالقوى الغربية للسيطرة عليها ممافسح المجال امام القوى الغربية للتدخل في شؤون الصين ،لقد اثارت مناهضة الاجانب مخاوف الولايات المتحدة الامريكية الامر الذي قد يدفع بعض القوى في العالم من ضم اجزاء من الاراضي الصينية وعلى هذا فقد ارسلت الادارة الامريكية مجموعة من الرسائل الى الصين واليابان وبعض الدول الاخرى في الثالث من تموز عام 1900م تدعوهم فيها الى تاكيد مباديء السياسة الامريكية تجاه الصين اي تاكيد "سياسة الباب المفتوح"ومبدأ الفرص المتساوية في التجارة والصناعه في الصين ، اما اليابان فقد منحت انتفاضة الملاكمين الفرصة لها كي تثبت انها قوة مهمة في الشرق الاقصى لذلك فقد كان الموقف الياباني من انتفاضة الصين قريباَ الى الموقف الامريكي من خلال تجنب تقسيم الصين ،ان اهم ماتمخضت عنه الحرب الصينية اليابانية هو حصول اليابان على امتيازات واسعة في الصين كان منها السيطرة على شبه جزيرة "لياوتونغ" في اقليم منشوريا الامر الذي اثار ردود افعال دولية وبالخصوص روسيا التي عززت مصالحها في منشوريا وكوريا ،لقد وقعت الصين مع اليابان "نعاهدة شيمونسكي" التي اعطت اليابان امتيازات كثيرة الامر الذي اثار ردود فعل دولية ولاسيما روسيا التي لها مصالح في كوريا ومنشوريا ومن ثم قامت بمد سكة حديد عبر سبريا لذلك عقدت روسيا وفرنسا والمانيا اجتماعاَ في الثالث والعشرين من نيسان عام 1895م تمخض عن هذا الاجتماع تقديم انذار الى اليابان حيث دعاها الى التخلي عن ضم شبه جزيرة "لياوتونغ" بدعوى انه يشكل تهديد لأمن الصين واستقلال كوريا ويعيق السلام في الشرق الاقصى مما اضطر اليابان الى الاذعان لمطالب تلك الدول والتخلي عن شبه جزيرة "لياوتونغ"مقابل غرامه نقديه تدفعها الصين الى اليابان وسارعت روسيا بعد ذلك لعقد معاهدة "لي-لوبانوف" في الثالث من حزيران عام 1896م مع الصين والتي تعتبر تحالف عسكري بين روسيا والصين ضد اليابان ،لقد شرعت اليابان بالتفاوض مع روسيا في عام 1903م من اجل الحصول على موافقتها في الاعتراف بحقوق اليابان في حرية التصرف في كوريا وبينما كانت المفاوضات جارية بين روسيا واليابان ارسل القيصر الروسي قوات ضخمة باتجاه الشرق عبر خطوط سكك الحديد في سيبريا فقطعت اليابان المفاوضات في شباط عام 1904م ووجهت ضربة للأسطول الروسي المتمركز في ميناء "يورت ارثر"في منشوريا واعلنت قطع العلاقات الدبلوماسية واعلان الحرب على روسيا ما ان قامت الحرب بينهما حتى اعلنت الولايات المتحدة الامريكية وقوفها على الحياد من هذه الحرب خوفاَ من ان تمتد الحرب الى الصين مما يشكل خطراَ كبيراَ على المصالح الامريكية لذلك بادر الرئيس الامريكي "روزفلت " بتوجيه انذار الى كل من المانيا وفرنسا يدعوهما فيه الوقوف على الحياد وعدم التدخل لصالح روسيا معلناَ انهما ان تدخلتا فسوف تتدخل الولايات المتحدة الامريكية بثقلها الى جانب اليابان كما اكد الرئيس الامريكي على السياسه التي نادى بها وزير خارجيته "جون هاي"عام 1899م طالباَ من القوى الدوليه ان تحترم حياد الصين وبالطرق العملية كلها فضلاَ عن احترام كيانها الاداري والسياسي ولتاكيد موقفها الحيادي من الحرب اجابت وزارة الخارجية الامريكية على طلب اليابانيين من البحرية الامريكية في الرابع عشر من نيسان عام 1904م ومن جمعية الصليب الاحمر اليابانية في امريكا بالحصول على اموال لأغاثة الجنود البحارة اليابانيين وجاء الرد الامريكي من خلال برقية في الخامس من نيسان عام 1904م مرسله من وزير الخارجية "جون هاي" وقد جاء فيها "في ضوء اعلان الرئيس الامريكي حياد الولايات المتحده الامريكية من هذه الحرب ،فأن وزير البحرية الامريكي طلب امكانية تقديم هذه الاموال وبالنسبة لليابانيين المقيمين في الولايات المتحدة الامريكية فان لهم الحق في ارسال الاموال لأغاثة الجرحى اليابانيين "الا ان جمعية الصليب الاحمر اليابانية رغبت بارسال الاسهامات المالية عن طريق وزارة البحرية الامريكية وبما ان هذا الامر سبب الاحراج لحكومة الولايات المتحدة الامريكية لذا اشارت السفارة اليابانية على الخارجية الامريكية في السادس من ايار عام 1904م بان يجمع اليابانيون الذين يخدمون في البحرية الامريكية الاموال وارسالها منعاَ للأحراج وحفاظاَ على موقفها الحيادي لذلك اصدرت حكومة الولايات المتحدة الامريكية اوامرها في الخامس عشر من ايار عام 1904م لحتجاز الطراد الروسي الذي وصل الى ميناء "سان فرانسيسكو" في كالبفورنيا لأجراء التصليحات على مراجله البخارية كما امرت بنزع سلاحه ،لقد حققت اليابان العديد من الانتصارات المتتالية في حربها ضد روسيا وخوفاَ من اطلاق يدها في المنطقة سيؤدي الى التهام الصين الامر الذي جعل الولايات المتحدة الامريكية تسعى الى اعادة التوازن في الشرق الاقصى من خلال القيام بوساطه بين الطرفين دون تحمل امريكا اي التزامات ،لقد حسمت الحرب الروسية اليابانية في عام 1905 بالتوقيع على معاهدة "بورتسموتPortsmouth "في مدينة "بورتسموت" في مقاطعة "نيوهمشاير" الامريكية .
استمرت العلاقات اليابانية-الامريكية بما يسودها من ود حتى انتصار اليابان على روسيا عام 1905م عندها اصبحت العلاقات ذات اهمية اكبر وان هناك نقطتين اساسيتين هي التي حكمت تلك العلاقات وهي عجرة اليابانيين الى امريكا والتنافس التجاري في الصين اما بالنسبة للنقطه الاولى فقد تم تسويتها من خلال توقيع اتفاقية "الجنتلمان" في عام 1908م والتي وافقت اليابان بموجبها على منع اية عمالة يابانية من الذهاب الى الولايات المتحدة الامريكية اما النقطة الثانية والخاصة بالتنافس التجاري في الصين وبالتحديد في اقليم منشوريا والتي تعود المسأله الى ماقبل الحرب اليابانية الروسية عندما بدأت روسيا بتوسيع نفوذها في المنطقة مما دعى الولايات المتحدة الامريكية الى تقديم الدعم المادي والمعنوي الى اليابان في حربها ضد روسيا الامر الذي شجع اليابان على التوسع في الصين والذي تسبب في اثارة المخاوف الامريكية وسعت حكومة امريكا الى تخفيف قبضة اليابان على اقليم منشوريا من خلال محاولة احد الامريكيين وهو مختص بشؤون الحديد يدعى "هاري مان Harri Man" التوصل الى اتفاق مع السلطات في اليابان لشراء الطرق التي تستولي عليها اليابان من روسيا في اقليم منشوريا بعد انتهاء الحرب بينهما الا ان الذي حصل هو عندما حل السلام فان اليابان تخلت عن هذه الفكرة وبالخصوص بعد ان بدأت الحكومة اليابانية تفضل اللجوء الى سياسة القروض لتأمين الحصول على الاموال من لندن بدلاَ من واشنطن بالاضافة الى توقيع اليابان مجموعة اتفاقيات مع روسيا خلال عام 1907م وقعت المعاهدة الاولى في الثالث عشر من حزيران وتعلقت بموضوع خطوط السكك الحديدية والثانية في الثامن والعشرون من تموز تعلقت بالتجارة والملاحة ووقعت معاهدتين سياسيتين في الثلاثين من تموز احداهما علنية والاخرى سرية قضت بتقسيممنشوريا بين روسيا واليابان مما بدد الامال الامريكية وشكل تهديداَ كبيراَ للمبدأ الامريكي الخاص باحترام السيادة الاقليمية للصين ومبدأ الفرص المتساوية في التجارة والصناعة في الصين وهي ما اطلق عليها "سياسة الباب المفتوح"وان تلك الاحتكارات هي مااطلقت عليها حكومة الولايات المتحدة الامريكية بسياسة "الباب المغلق"في منشوريا مما جعل امريكا ترد على هذه الاحتكارات باتخاذ تدابير ضد النشاط اليابانيوتعزير دفاعاتها على طول شاطيء المحيط الهادي وفي قواعدها العسكرية في الفلبين فقد استخدمت الولايات المتحدة الامريكية سياسة العصا الغليظة وقد كان البلدان يشعران بمخاطر الحالة التي وصلت فيها العلاقات اليابانية الامريكية مما حداهما الى توقيع اتفاقية "الجنتلمان" فب العام 1908م وعقب ذلك في الخامس من ايار 1908م وقعت معاهدة ثانية اطلق عليها معاهدة "روت-تاكاهيرا"وقد سميت بهذه التسمية نسبة الى لموقعيها وهما وزير خارجية امريكا "الياهو روت" ووزير خارجية اليابان "تاكاهيرا تومي" والتي قضت بمنع اللجوء الى استخدام القوة في حل النزاعات الدولية وبذل كافة الجهود للوصول الى تسوية سلمية حفاظاَ للعلاقات التي تربط اي من الدولتين ومهما كانت قوة او ضعف دبلوماسية رئيس الولايات المتحدة الامريكية "روزفلت " ووزير خارجيته "الياهو روت" تجاه اليابان ومنشوريا فهي لابد من ان تتمخض عن فسح المجال لدبلوماسية جديدة تحل محل سياسة "العصا الغليضة" التي اتبعها الرئيس "روزفلت" وقد استبدلت بدبلوماسية جديدة اطلق عليها "دبلوماسية الدولار" التي نادى بها رئيس الولايات المتحدة الامريكية الجديد "تافت" ووزير خارجيته "فيلاندر نوكسPhilander Knox "والتي كانت تعني استخدام الدولار بدل الرصاص في الجانبين السياسي والعسكري ووراء هذا الاسم صار من حق حكومة الولايات المتحدة الامريكية البحث عن فرص تمكن رجال الاعمال الامريكيين من العمل بحرية في البلاد الاجنبية واصبح راس المال الامريكي يبحث عن انشطة ومجالات اوسع خارج الولايات المتحدة الامريكية للستثمار بعد ان استبدل الرصاص بالدولارات واستناداَ الى "دبلوماسية الدولار " الجديدة فقد تم تبادل الرسائل بين ايابان والولايات المتحدة الامريكية في شهر تشرين الثاني من عام 1908م تم من خلالها الاعلان عن سياستهما تجاه منطقة الشرق الاقصى والتي تضمنت الحفاظ على المصالح المشتركة للقوى الدولية كافة ودعم الوسائل السلمية من اجل الحفاظ على استقلال الصين وسيادتها والتأكيد على مبدأ الفرص المتساوية في الصناعة والتجارة للدول كافة فيه بالأضافة الى الاحترام المتبادل لممتلكات الطرفين من الجزر العائدة اليهما في مياه المحيط الهادي والحفاظ على سياسة الباب المفتوح في الصين وحل كافة المشاكل التي قد تنجم ولأي سبب كان بالطرق السلمية .
انتهت الحرب العالمية الاولى بتوقيع المانيا على شرط الهدنة في الحادي عشر من تشرين الثاني من عام 1918م والتي من خلالها قدمت الكثير من التنازلات الى دول الحلفاء المنتصره في الحرب كونها واحدة من الدول المهزومة في تلك الحرب فقد بدأت عملية التحضير لعقد مؤتمر للصلح من اجل تقسيم غنائم الحرب بين الدول المنتصره ،وبهذا فقد بدأت وفود الدول المنتصره تصل الى العاصمه الفرنسية "باريس" ومعها الوثائق اللازمه لدعم مطالبها ومصالحها التي قدمت تلك الدول تضحيات بشرية ومادية خلال الحرب وكان من ضمن الوفود التي حضرت مؤتمر الصلح في باريس الذي عرف بمؤتمر "فرساي" الوفدان الياباني والامريكي وترأس الوفد الياباني شخصية سياسية معروفة في اليابان والعالم وهو "كيموجي سيوبجيK.Saionji " مبعوث الامبراطور ومستشاره الثاني وممثله الشخصي وهورئيس وزراء سابق بالاضافة الى وزير الخارجية البارون"شنكن مكينو Sh.Makino"مع العديد من الخبراء العسكريين والحريين والدبلوماسيين المعروفين في اليابان وترأس خبراء البحرية الشخصية اليابانية الادميرال"تاكي شيتاTakeshita "اما الوفد الامريكي فكان برئاسة "ولسن" رئيس الولايات المتحدة الامريكية الذي وصل باريس حاملاَ معه المباديء الاربعة عشر وهي المباديء"التي وجهها الرئيس "ولسن" الى الكونغرس الامريكي في الثامن من كانون الثاني عام 1918م لأنهاء الحرب العالمية الاولى"هذه المباديء لتأسيس نظام عالمي جديد مبني على اساس سياسة"الباب المفتوح"والغاء المعاهدات السرية وضمان حرية الملاحة في البحار في اثناء السلم والحرب وتخفيض الاسلحة والعديد من البنود التي سعت الى استقلال الدول وسلامتها ووضع الحلول للمشاكل الدولية جميعها التي قد تنجم مستقبلاَ بالاضافة الى المستشار الشخصي للرئيس "هاوسHaouse " ووزير خارجية الولايات المتحدة الامريكية "لانسنغ" وابتدأت جلسات المؤتمر في الثامن عشر من كانون الثاني عام 1919م الا ان الخلافات بين المشاركين برزت بشكل سريع وخصوصاَ بين اليابان والولايات المتحده الامريكية المر الذي يوضح الحقيقه التي تقول ان لكلا الطرفين اهدافهما المتمثلة بالسعي الى تقوية دورهما في المؤتمر فالولايات المتحدة الامريكية التي خرجت من الحرب وهي قوية واغتى دوله في العالم قد حاولت الحفاظ على مركزها في الامريكيتين وحاولت توسيع نفوذها في بقية ارجاء العالم بحجة اقامة علاقات جيدة اطلقت عليها اسم"نظام مابعد الحرب"من اجل ضمان مصالحها من جهة وفرض نوع من التوازن بين دول العالم حتى لا تظهر اية دولة تقف بوجه التطلعات الامريكية الجديدة ،اما اليابان فكانت اهدافها الاساسية التي سعت الى تحقيقها تمثلت بمطالبها الثلاثة وهي تأكيد وضع اليابان في اقليم "شانتونغ"والموافقة على انتقال الممتلكات الالمانية السابقة في المحيط الهاديء الواقعة الى الشمال من خط الاستواء الى اليابان والمطلبة بالمساواة العرقية وادانه التمييز العنصري من خلال وثيقة رسمية في وثائق منظمة عصبة الامم الذي دعى الى تأسيسها رئيس الولايات المتحدة الامريكية في مبادئه الاربعة عشر من اجل حل المشاكل الدولية بالطرق السلمية والهادئه.
لقد ظهرت فكرتان بين صفوف الجيش الياباني في السنوات العشر التي سبقت الحرب العالمية الثانية الفكرة الاولى مثلتها جماعة "الكودو"اي جماعة "الطريق الامبراطوري"التي كانت عبارة عن هيئة مؤلفة من صغار ضباط الجيش ارادوا ان يتولى الجيش السلطة لتأليف حكومة اشتراكية والفكرة الثانية مثلتها جماعة "التوسي" اي جماعة "ضمان السيطرة السياسية"التي تالفت من كبار ضباط الجيش الذين ايدوا فكره زيادة سيطرة الجيش في الداخل وسياسة التوسع في الخارج لكن من دون تغيير النظام الاجتماعي والاقتصادي القائم وقامت هذه الهيئة بقمع نشاط جماعه "الكودو"عام 1936م وتسليم كبار الضباط المؤيدين لها المناصب العليا ونقل اخرين الى مناطق بعيدة عن طوكيو وتمرد صغار العسكريين على الحكومة وزادت الازمة بينهما وبلغت اقصاها في احداث شباط عام 1936م عندما تلقوا اوامر بالسفر الى منشوريا فقام الضباط مع "1400"جندي بالسيطرة على مراكز عديدة في طوكيو الامر الذي ادى الى اصدار اوامر الاعدام على زعماء المتمردين للقضاء على العصيان وهكذا نجحوا في القضاء على جماعة "الكودو"المناهضة للرأسمالية كما ان الزعماء المدنيين في الحكومة خشوا من معارضة مطاليب الجيش لئلا يحدث تمرد اخر.
وتولى رئاسة الوزراء بعد تلك الاحداث في اذار 1936م دبلوماسي محترف هو"هيروتا كوكي" مقدمَ استعداده لتلبية اوامر قادة الجيش وتأييده لخططهم فتبنت الحكومة الجديده في اب 1936م محموعة من المباديء الاساسيه للسياسة القومية التي لبت رغبات الجيش حيث دعت الى مواصلة التوسع الخارجي وزيادة التسلح من اجل استقرار شرق اسيا والقضاء على الاتحاد السوفيتي لانه يشكل الخطر الكبير على التعاون بين اليابان والصين ودولة"منشوكو"ونشر النفوذ الياباني ليس على الشرق الاقصى فحسب انما على بحار الجنوب ايضاَ اي المنطقة الواقعه بين الهند الصينية وجزيرة "بورينو" وعلى مناطق جنوب شرق اسيا التي تنتج النفط والمطاط والقصدير الى جانب الاستعداد للأشتباك في الحرب اذا فشل الحل الدبلوماسي والحقيقه ان هناك العديد من العوامل الخارجية والداخلية والتي تمثلت بالزياده السكانية الكبيره التي فاقت قدرة البلاد على الاستيعاب وعلى الرغم من تقدم الصناعه اليابانية ونهضتها فقد عجزت عن استيعاب النازحين من الاياف مما ادى الى انخفاض المستوى المعيشي ومن ثم المطالبه بالبحث عن مجالات اخرى للشعب الياباني اما العوامل الخارجية فقد تمثلت بالاجراءات المتشدده التي اتخذتها الدول حيال المنتوجات
اليابانية حيث اقدمت الحكومة اليابانية على تخفيض عملتها تشبهاَ بالدول الاخرى التي اقدمت على تخفيض اليابان قيمة "الين" بنسبة 50% اجراءاَ عدوانياَ الهدف منه عرض اليابان لمنتوجاتها بأسعار ادنى من الاسعار العالمية ومن ثم منافسة المنتوجات الاجنبية في جميع الاسواق لهذا السبب فقد قررت غالبية الدول فرض تعريفات كمركية عالية على البضائع والمنتوجات اليابانية مما ادى الى كسادها فزاد الوضع الاقتصادي في اليابان سواءاَ بسبب الاجراءات التي قامت بها الصين لمناهضة البضاعه اليابانية نتيجة للعدوان الياباني على منشوريا واستناداَ لما ذكر من اسباب فقد استطاعت الفئة المتطرفة من العسكريين ان تسيطر على الحكم في اليابان وبدأت مرحلة جديدة من تاريخ السياسيتين الداخلية والخارجية التي بدأت بأعداد الشعب الياباني لخوض الحرب فقد ادخلت التدريب العسكري الاجباري في المدارس جميعها واطالت مدة التجنيد وتم انشاء وزارة للشؤون الاجتماعية تلبيه لرغبة الجيش ثم اسندت وزارة المعارف لأحد القدة العسكريين ويدعى "الجنرال اراكيAraki "وفي عام 1938م انشيء مجلس وزراء داخلي تألف اعضاؤه من وزارة الداخلية والمالية والجيش والبحرية لتسهيل اتخاذ القرارات الحكومية الا ان اخطر اجراء اتخذته الحكومه هو اصدار قانون التعبئة في اذار من عام 1938م الذي خول الحكومه هو اصدار قانون التعبئة في اذار من عام 1938م الذي خول الحكومه حق التصرف في موارد اليابان جميعها بمقتضى المراسيم بدلاَ من القوانيين.
اما الولايات المتحدة الامريكية وسياستها الخارجية تجاه دول العالم فقد حكمتها فكرة الانعزالية وقانون الحياد الذي اصدرته حكومة الولايات المتحدة الامريكية في العام 1935مالذي ساعد اليابان على تحقيق امرين هما انتهاز الموقف الاسرع بتنفيذ مخططاتها لأحتلال الصين فضلاَ عن تامين صناعتها العسكرية من خلال شراء المواد الخام من حكومة الولايات المتحدة الامريكية التي تدخل في صناعة لوازم ومعدات الجيش والتي تعد مواد استراتيجية كالقطن ومحركات الطائرات ومواد الخرده من المعادن طالما ان قانون الحياد لم يحضر بيع تلك المواد الى دول العالم.
التعليقات (0)