تري النخبة الاسرائيلية ان اثيوبيا تمتاز بميزات سياسية وجغرافية وعسكرية فريدة في نوعها اضافة الي انها تعتبر نفسها قلعة في محيط اسلامي هائج غربا بالسودان ذا النظام الاسلامي الرديكالي وشمالا باريتريا ذات الاغلبية المسلمة المقهورة من قبل قلة مسيحية وهناك تمردا عليها يمكن ان يفضي الي وصول اسلاميين وجنوبا باوغادين والصومال وهي مناطق اسلامية تشهد عنفا وانهيارا للدولة وشرق البحر الاحمر الذي هو بحيرة اسلامية وعربية لذلك تسعي اسرائيل للافادة من المميزات الاثيوبية وتجعلها المفتاح للتغلغل في افريقيا ووتسدد بها طعن في خاصرة العرب والمسلمين . ولعل اهم ما يميز اثيوبيا ويجعلها مقبولة في الفلك الاسرائيلي
-1 الادعاءات الصهيونية المستندة على الاساطير والادعاء بأن العلاقة مع اثيوبيا ترجع الى القرن الثالث قبل الميلاد وتزعم ان ابن سيدنا سليمان (منليك) من زوجته الملكة بلقيس هو مؤسس الحبشة التي كانت تسمى (ماكدا) وان قومية امهرا التي ينتمي اليها الاباطرة الاحباش وآخرهم (هيلاسيلاسى) هي من سلالة سيدنا سليمان.
2- ما تمتاز به اثيوبيا من غنى بالموارد الطبيعية حيث يجري في اراضيها العديد من الانهار مثل (أباي ، تكازا ، باراد ، امودو ، اواشو ، أتشيلي) بالاضافة الى بحيرة (تانا) العظمى التي تشكل مخزون مالي هائل لنهر النيل.
3- ما تمتاز به اثيوبيا من غنى بالموارد المعدنية التي تخدم الصناعات الاسرائيلية خاصة العسكرية منها، بالاضافة الى معادن الذهب والماس والفضة.
4- ما تمتاز به اثيوبيا من موقع استراتيجي جغرافي وديمغرافي وسياسي ، فبالإضافة لكونها بلد المقر للاتحاد الافريقي ، فهي ذات تأثير على الدول المجاورة خاصة اريتريا والصومال ، وفي حال سيطرة النفوذ الاسرائيلي في اثيوبيا فان الامن القومي العربي معرض لتهديد دائم. ويبلغ عدد سكان اثيوبيا حوالي (67 مليون) نسمة يتوزعون على عدة مجموعات عرقية واثنية على النحو التالي : - الارومو 40% من عدد السكان - امهر وتغرين 32% من عدد السكان - سادامو 9% من عدد السكان - شنكالا 6% من عدد السكان - الصوماليون 6% من عدد السكان - العفر 4% من عدد السكان - كيرجي 2% من عدد السكان - آخرين 1% من عدد السكان ونسبة المسلمين تصل الى (50%) بين السكان ، والمسيحيون الارثوذكس (38%) والنسبة الباقية هي ديانات اخرى من بينها (الفلاشا مورا) التي تحسب على اليهودية ، وتوجد في اثيوبيا (83 لغة كبرى) وحوالي (200 لغة محلية) حيث تعتبر اللغة الامهرية هي الرسمية في البلاد الى جانب الارومية والتغرينيا، يما تم تعميم اللغة الانجليزية للتعليم في المدارس .
ان هذا التنوع العرقي واللغوي والثقافي والديني ، لعب دوار اساسيا في وسائل التغلغل الاسرائيلي لدولة اثيوبيا التي يستند الى اثارة النزعات ونشر الفوضى وعدم الاستقرار تمهيدا لفتح الطريق امام المساعدات الاسرائيلية وتجارة السلاح والسيطرة على الثروات ، ويؤكد ذلك ما صرح به السفير الاسرائيلي السابق في اثيوبيا (اريل كريم) حول استياء اسرائيل من منافسة او مشاركة أي طرف دولي او اقليمي في استثمار الموارد الطبيعية والاقتصادية لاثيوبيا . فقال في تصريح صحفي بالعاصمة اديس ابابا خلال شهر نيسان/ابريل عام 2000 (ان اسرائيل ستسعى وبقوة للتصدي لمحاولات السيطرة على الاقتصاد الاثيوبي) اما خلفه السفير (ودرون جروسمان) فقد اكد اكثر من مرة على ان اسرائيل قد بدأت ببرنامج (الامن الغذائي) في اثيوبيا ، وان المركز الاسرائيلي للتعاون الدولي (ماشاف) يؤهل الفنيين الاثيوبيين ضمن ذلك البرنامج ، كما ان حجم التعاون الاقتصادي الاسرائيلي مع اثيوبيا يؤكد ذلك وهو على النحو التالي : - بلغت قيمة الصادرات الاثيوبية الى اسرائيل للسنوات من 1993 – 1998 نسبة زيادة وصلت الى 230% ومن تلك الصادرات القهوة ، الجلود ، الحقائب المدرسية، الاحذية ، الخضروات والفواكه ، اللحوم ، الحيوانات الحية، القطن ، الاخشاب ، الذهب ، الكوبالت ، النفط الاسود ، السكر والحبوب ، وتلعب الجمعية الاثيوبية للتجارة والوكالة الاثيوبية للتصدير والسفارة الاثيوبية في اسرائيل ادوارا ناشطة في تسهيل التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين. اما فيما يتعلق بالصادرات الاسرائيلية الى اثيوبيا فقد ازدادت خلال عام 2003 لتصل الى نسبة 500% بالاضافة الى تزايد التعاون العسكري
التعليقات (0)