مواضيع اليوم

العلاج بالكلام

إبراهيم قعدوني

2010-12-10 09:49:13

0

هيو ويلسون

ترجمة إبراهيم قعدوني

 

لا بدّ أنّك تعتقدين بأنّ شريكك لا ينصِتُ لما تقولين، وربّما يبادلك هو الظنّ بأنك تحوّرين معاني كلماته.

إنّ سوء الفهم بين الرجال والنساء مسألة مألوفة للغاية، لكنّ معالجة الأخطاء بهذا الصدد أكثر سهولة مما نعتقد.

دعينا نقول بأنك استطعت أن تظفري به هذا المساء بعيداً عن مشاغله وحساباته في عمله، ها أنتما معاً وعلى مسافةٍ بعيدة من أي إزعاج طارئ... يجدر بك التحلّي بالجرأة اللازمة ولا بأس من الاستعانة بقدحين من مشروب يبعث على النشوة.

حدّقي باستقامة في عينيه بينما تسألينه عن خططه لعشيّة عطلة نهاية الأسبوع.

سيفكّر لوهلة ثم يقول " ليس هنالك من شيء محدد " "ربّما أذهب لحضور مباراة، هل ترغبين بقدح آخر؟" إنّها بالضبط الإجابة المحبطة التي تدفع بكثير من النساء إلى إلى صرف النظر عن الأمر.

ألم ينصِت لكِ؟ ألم يلحظ بأنّك قد عرّيت روحك للتوّ؟ أم أنّه لم يجد سوى هذه اللحظة في الحياة لكي يتسبب لك بهذا الإحباط؟

ليس هذا سوى مشهدٌ موجز من المشاهد التي تعرض للإختلاف الذي يمكن للرجل والمرأة أن يكونا عليه حينما يتعلق الأمر بالتواصل بينهما.

دعينا نحلّل المسألة: بالنسبة لكِ كان الأمر محاولةً للتودّد له بهدف الخروج بموعدٍ رومانسي نهاية الأسبوع، أمّا هو فقد نظر إلى الأمر كونه سؤالاً يحتاج إلى إجابة واضحة وواقعية!

في أغلب الأحيان يتكلم الرجال والنساء ضمن مستويات مختلفة، خصوصاً حينما يدور الحديث حول مواضيع شائكة مثل الحب والجنس، عادة ما يكون الرجال واضحين حد الفجاجة وأكثر ميلاً لآراء من قبيل "أبيض أسود" بينما تجد النساء متعة أكبر في التلميح وقراءة ما بين السطور.

والنتيجة؟ الإحباط والتشويش وسوء الفهم!

كما تقول العبارة الدارجة: قد أُعذِرَ من أنذَر، إليكِ إذاً خمسة سيناريوهات أخرى حول ما تقولين وما يسمع - والعكس بالعكس - وكيف يمكن أن يكونَ أحدكما في وادٍ بينما الثاني في وادْ آخر.

واصلي القراءة لتعلمي كيف يمكن لك القفز فوق التمايزات بين كلا الجنسين لإيصال رسالتك بجلاءٍ تام.

تقولين: " أفكّرُ بأخذ حمّام ساخن وفاخر ولوقت طويل"

هو يسمعك كما يلي: " سنأخذ حماماً مشبعاً بالبخار، مثير وفاخر"

أخشى حقيقة ذلك، أحياناً يركّز الرجال على الجنسِ بحيث أنّهم سَيَقْفزونَ على أيّ تلميح ربما يحتويه الكلام، إّنها إحدى المرات القليلة التي يقرأ فيها الرجال ما بين السطور، إنهم مستعدون لقراءة ما بين السطور التي أنشؤوها لأنفسهم وبأنفسهم!

عليكِ إذاً فيما لو رغبت بأخذ حمّامٍ خالٍ من الرجل أن تستبعدي الجزء المتعلق بكون الحمّام " ساخن وفاخر ولوقت طويل "، قولي ببساطة أنّك تنوين الاستحمام وأخبريه أنه بإمكانه البدء في تحضير العشاء، ليس كلامك السابق هو السبب المباشر لأي سوء فهم ربما يحصل إنّما إضافة بعض الصفات ربما يضيف قدراً من الشهوانية التي ستقود تفكير الرجل إلى مضمار الشبق!.

يقول: " تبدين رائعة في هذا الجينز "

هي تسمع على النحو التالي: " لابدَ من أنّه يحسبني سمينةً في الثياب الأخرى"

الرجال كائنات بسيطة، إنْ حدثَ وبلغك منه مجاملة غير محبّبة لك فلا تذهبي بعيداً في تأويلها، إنّها ببساطة كما خرجت من فمه: إنّه يراك غاية الروعة في هذا الجينز" فقط.

لدى النّساء نزوع إلى تضخيم الإحساس بالقلق، " إنّك تبدين أكثر سمنة هذا اليوم" " عليك اللّعنة " أنت تعتقدين أنّ هذا ما يدور في خلد الرجل لمجرّد أنه أثنى على ملبسٍ ما بينما لم يفعل ذلك بخصوص ملبس آخر، ستعتقدين أي شيء سوى أنه ربما لا يقصد شيئاً مما تهجسين به! ستفكّرين بكل شيء سوى أنّه يقصد أنّك تبدين رائعة في هذا الزيّ!

كوني واضحة ومباشرة، إنَّ هذا أفضل ما يمكن للرجال أن يتفاعلوا معه، وهكذا لو رغبتي في المزيد من الطمأنينة أخبريه بأنك لا تشعرين أنّك جذّابة اليوم وأنّك لا ترين أي شيء جميل فيك هذا اليوم، كوني واضحة وسترين كيف سيثب لطمأنتك وإبهاجك.

هو يَقول: سأَخْرجُ مع الأولادِ ليلة العطلة

هي تَسْمعُه كالتالي: لا أرغب بالخروجِ معكِ في ذلك اليوم

هو يَقول: سأَخْرجُ مع الأولادِ ليلة العطلة

هي تَسْمعُه كالتالي: لا أرغب بالخروجِ معكِ في ذلك اليوم

ثمّة مسألتين هنا، الأولى وغالباً لا يدركها الرجال- فلربما كنت تلمِّحين بجنون إلى رغبتك في قضاء ليلة العطلة معه، لكن هذا لا يعني بالضرورة أنه قد فهم قصدك، مرّة أخرى.. عليك أن تتوخّي الدقة الممكنة، إنْ كنتِ ترغبين بصحبته تلك الليلة قولي ذلك بكل وضوح.

ثانياً، عادةً ما تقرأ النِّساء بين السطور، لذا فإنه حين يعلن عن خطّته لقضاء ليلة مع الأولاد فإنك سوف تفترضين أنّه يستبعدك، إنْ كانت علاقتكما جيدة ولم يكن من عادته أن يرفض طلبك لقضاء وقت إلى جانبه فأنت إذاً أجريتِ تحليلاً أكثر من اللازم، كل ما عليك فعله هو أن تجهّزي مخططاً لصبيحة العطلة أو عصرها. (تذكّري أنه سيكون عليه العودة إلى أسبوع من العمل وهو بكامل نشاطه)

هي تقول: " سيكون علي قضاء اليوم في غسل الصحون "

هو يسمع كمايلي: " سيكون علي قضاء اليوم في غسل الصحون "

تذكّري مرّة أخرى بأن الرجال يسمعون ما تقولين وليس ما لا تقولين!

لذا بالنسبة له أنتِ تسجّلين ملاحظة وليس طلباً، يشكّل هذه الأمر حقيقة مفادها أنّ الرجال لديهم بعض العمى فيما يتعلق بالواجبات المنزلية، لذا إن رغبت بقدْرٍ من مساعدته فما عليك سوى أن تطلبي ذلك مباشرة: " ستساعدني كثيراً فيما لو غسلت بعض الصحون قبل عودتي من العمل" َسَيفي ذلك بالغرض وإن لم يكن فقولي بشكل أكثر وضوحاً " ما رأيك أن تغسل بعض الصحون قبل أن أعود إلى البيت منهكة من العمل؟".

هو يَقول: أنت رائعة

هي تسمع: صدى أجراس ليلة الزفاف

إنّك معه وفي داخله، لكن وكما هم الرّجال ليس بالضرورة أن يتحلّى بالرومانسية الكافية كما أنه لا يمتلك مهارة الاستعراض العام لغرامه مثل البعض، في كلا الحالتين يجدر بكِ البدء بقراءة كتاب ( كثير جداً إنّما ليس كثيراً ). إذاً ليس ثمة أدنى شك بأنّ " أنتِ رائعة " سارت في الاتجاه الصحيح، لكنها ليست تعبيراً عن الحبّ الأبديّ، ربّما كانت تعكس تقديره لليلةٍ خاصّة بإشرافك أو لوجبة اللاّزانيا التي أعددتِها في البيت أو ربما لعنايتك الخاصة التي أوليتِه إيّاها بينما كان تحت تأثير نزلة بردٍ حادّة.

لذا، خذيها كما هي، أنتِ بالنسبة له "رائعة"، أَليسَ هذا كافياً للاستمرار؟.

النص عن MSN Relationship

- نشرت المادة للمرة الأولى في جريدة جدار الالكترونية jidar.net/node/3708 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !