{وننزل من القران ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين } سورة الاسراء الاية 82
الغضب والقلق، شيء طبيعي غالبا ما يحفز الانسان للاتجاه نحو حياة افضل، ويحسن من قدراته، في هذا الحال يعتبر شيئا اجابيا ،لكن لما يعجز في الوصول الى بعض الغايات ،او لما يعجز عن الهروب من مشاكل الحياة لسبب ما، هنا يكون مشكل المرض النفسي غير طبيعي؛ يختل توازن الجسم باختلال العقل الذي يتحكم في التفكير؛ بما ينعكس سلبا على الجسم في عدم الشعور بالانسجام مع الواقع؛ بحيث يفقد المريض طعم الحياة ولا يرى لها معنى، من المؤكد ان الجانب النفسي له تأثير على الجسم سواء في المرض او الشفاء، خصوصا في هذا الزمن الذي كثر فيه المرضى والمجانين الى حد يفوق احصاء العيادات والمستشفيات .
ما هو هذا الشفاء الذي نزل من القران: حتى لا نذهب بعيدا في التفسير لاشك ان للجانب الروحي، دور كبير في تعزيز مناعة الجسم و الحث على تحمل مصاعب الحياة، من غير دواء الطبيب ،اذ يتأثر بكل فكرة وبكل كلمة عن سبيل العقل ؛عندما يعيد الجسم توازنه الطبيعي لماذا قال تعالى ورحمة للمؤمنين طبعا غير المؤمنين لا يؤمنون ان هناك بعد الموت بعث ولا حساب يجزى فيه الانسان، اما لجنة نعيم افضل من حياة الدنيا، او نار جحيم اسوء منها؛ الملحد يرى ان لا نعيم الا في الحياة المادية الخالية من القيم الروحية، التي يبني عليها كل سعادته ،ان لم يجدها كذلك، يقرر الهروب منها الى العدم كما يعتقد بالانتحار؛ للاسف بعض المؤمنين ضعاف الايمان نفس الشيء، منهم من يلجأ الى من يسمون انفسهم المعالجون بالقران عن جهل، يظن ان هناك مختصون للعلاج به؛ يستغله بعضهم وسيلة للدجل والنصب على الناس ،وهو ليس اكثر من فهم ايات القران وتدبرها ،الغريب كيف يتحول القران من كتاب هداية الى كتاب طب ؛الهداية التي تجعل الانسان يبحث عن الشفاء بعقله قبل كل شيء؛ يتجنب الداء وما يؤدي اليه، بالوقاية منه كما يتقي النار من الحرق ففي العديد من اياته ،ما يشير الى نفس المعنى؛ في نهيه بالابتعاد عن اسباب الشر وبالاهتداء الى اسباب الخير.
التعليقات (0)