(( ليكن غذاؤك دواؤك ... وعالجوا كل مريض بنباتات أرضه فهي أجلب لشفائه ))
( أبو قراط )
طب الاعشاب والتداوى بالاعشاب قديم قدم الدهر فلم يوجد شعب على وجه الارض لم يستخدم الاعشاب فى التداوى ولا نستطيع ان نحدد بالضبط منشأ هذا الطب ,فهو فطرى فى البشريه ,كما انه فطرى فى كل المخلوقات ,فنجد حتى الحيوانات فى الغابه فطرها الله وأرشدها الى دوائها المناسب لعلاج مرضها.
ونجد فى كل شعب تراث شعبى متوارث من التداوى بالاعشاب المختلفه ,فلايوجد شعب يخلو من ذلك فنجد كل جد وجدة يعرفون علاج لكل مرض ,ويظن البعض ان التداوى بالاعشاب من ضمن الجهل ولكن الحقيقه الذى ينكرها الجاهل وهو مثل الولد الذى تنكر لاهله بعد ان ربوه واحسنوا اليه.ويطلع علينا فى الاعلام ما يطلق عليهم أطباء يرمون الناس بالجهل وان التداوى بالاعشاب محض جهل ولكنهم يخافون على عروشهم الطبيه وودائعهم البنكيه وهدايا الشركات الدوائيه.
والدليل على ذلك ان الادويه الحديثه كثير منها مركب من الاعشاب او مستخرج من الاعشاب .
نعم طب الاعشاب حقيقه وله تأثر كبير فى علاج الامراض ولكن من الذى يصف الاعشاب؟
أولا: يجب ان نعلم ان كلمه اعشاب لاتعنى بالضروره انها امنه الاستخدام ,ذلك ان الحشيش والبانجو والتبغ من الاعشاب فل هى معالجه للامراض ؟بالطبع لا بالعكس فهى تسبب الامراض المختلفه يمكن ان تكون لها تأثير دوائى ولكن بتركيزات ضعيفه جدا جدا لا يستطيع تحضيرها الا الأطباء الحذاق.ايضا بعض الاعشاب مضره فى احيان معينه فبعض الاعشاب لا يجب ان تأخذها المرأه الحامل مثل القرفه والزنجبيل .
إذن ليست كل الاعشاب امنه الاستخدام وليست بعض الاعشاب امنه الاستخدام فى كل وقت ,ولهذا يجب ان نشجع تعلم طب الاعشاب فى وسط الاطباء ونجعلها تدرس فى كليات الطب لانه تراث انسانى حقيقى وفيه من الفوائد العظيمه ما يغنينا عن كثير من الادويه التى لها اعراض جانبيه ضاره.
هناك ايضا شئ اخر ان العشب فى صورته العاديه يكون تاثيره اضعف من العشب المستخرج منه الماده الدوائيه فقط ومستخدم كدواء وذلك لان الماده الفعاله تؤخذ وتستخدم مفرده وذلك يزيد من تأثيرها بالاضافه الى انه يلغى تأثير المواد المصاحبه لها فى العشبه والتى يمكن ان تكون لها اثار علاجيه مفيده او مخففه لسميه الماده الفعاله.
لذلك فان الاعشاب يجب ان تدرس وتعمل فيها الابحاث بصوره اكثر جديه.
ثانيا :لو اننا رجعنا الى الطب القديم مثل الطب الصينى القديم والطب العربى القديم سنجد الكثير عن الاعشاب .فقد قسم القدماء الاعشاب تقسيمات مختلفه مثل الطب الصينى الذى قسمها الى حار وبارد ورطب ويابس ومن الاعشاب ما يجمع صفتين مثل ان يكون النبات حار رطب أوبارد يابس او بارد رطب او حار جاف وهذه التقسيمات استخدمت ايضا فى الطب العربى احيانا وذكرها ابن سينا فى كتاب القانون فى الطب.
وعلى أساس تقسيم الاعشاب بهذه الطريقه تعالج الامراض المختلفه ولكن على اساس التشخيص بنفس الطريقه.
ونجد ان الطب الصينى مازال يستخدم حتى يومنا هذا ونجد كيف ان الناس جميعا من الغرب الى الشرق بدأوا يتوجهون الى الطب الصينى وذلك ليس الا انهم وجدوا تفوق الطرق القديمه فى العلاج على الطرق الحديثه وبعد ما وجدوا ان الطب القديم عالج امراضا فشل فى علاجها الطب الحديث وعجز امامها وايضا يتكاليف اقل وبدون اى اعراض جانبيه.
فمن الاجدر بالاطباء ان يدرسوا الطب الصينى وغيره من انواع الطب القديمه والاصيله والتى ثبت انها صمددت امام السنين ولم تهتز.على عكس الطب الحديث الذى كل يوم يطلع علينا ويقول ان هذا الداوء وذاك العلاج ثبت ضرره وذلك بعد ان يكون استخدمه ملايين الناس على مدى سنوات طويله وكأننا حيوانا تجارب .على الاقل الطب القديم مثل طب الاعشاب مجرب على مدى الاف السنين ولم يثبت ضرره ولم يجرب علينا انما جربه من قبلنا وثبت نفعه.
ويجب ان نعلم واكرر ان الكثير من الاعشاب سام حتى ان هناك اعشاب قاتله بسرعه رهيبه ,فلايعنى ان طب الاعشاب امن ان كل الاعشاب امنه وانما اعنى بذلك امان الادويه المعروفه والمجربه والموصوفه من الاطباء.
ونحن على مستوانا لنا ان نستخدم الاعشاب المعروفه والمتوارثه عبر الاجيال مثل القرفه والنعناع والكركديه والبردقوش وغيرها من الاعشاب المعروفه بكميات معقوله.اما على مستوى العلاج للامراض فيجب ان نقصد طبيب مجرب ودارس ومعروف ولاناخذ اى خلطه او وصفه عشبيه الا بعد ان يشخص مرضنا طبيب حاذق.وفى كثير من الاحيان عندما يكون المرض عضال لا تكفى الاعشاب وحدها وإنما تصحبها طرق علاجيه اخرى مثل التغذيه والحجامه وهكذا فان العلاج بالاعشاب ليس عشوائيا وانما له اصول علميه ولا يجب ان يقوم به اى انسان ويجب ان تستخدم الاعشاب بحرص خاصه الاعشاب غير المشهوره وغير المعلوم اثرها وغير المتعارف على استخدامها.
وانا هنا لا اخوفكم من استخدام الاعشاب ولكن الاعشاب مثلها مثل اى شئ لايجب ان يستخدمها من يجهل اثرها مثلها فى ذلك مثل الحجامه والتغذيه واى فرع من فروع الطب البديل ولكن هذا الحذر له حدود وحدوده هى الاعشاب الغريبه اما الاعشاب المعروفه مثل النعناع والحلف بر واليانسون والمريميه وكل هذه الاعشاب معروفه استخداماته.ولايجب الخوف الزائد لان الشاى من الاعشاب مثلا ونحن نستخدمه بدون حذر مع العلم والكثير يعلم اضرار الاكثار منه.
خلاصه القول فى هذا الموضوع هو التعامل مع الاعشاب بحكمه وبذلك نستفيد الاستفاده القصوى.
وحديثا يدرس طلبه كليات الصيدله والزراعه والعلوم الاعشاب الطبيه وتقسم الاعشاب الطبيه بعده طرق فهناك تقسيم بحسب الجزء المستخدم من النبات .ويسمى التقسيم المورفولوجى.
وهناك تقسيم على اساس الصفات الوراثيه للنبات ويسمى (التقسيم النباتى).
وهناك تقسيم على أساس الحروف الابجديه حيث يسهل الوصول الى النبات فى حال البحث والدراسه.
ولكن اهم نوعين من التقسيم هو التقسيم الطبى والتقسيم الكيميائى ,ففى التقسيم الطبى تقسم النباتات على أساس الاثر الطبى مثلا مثل مجموعه النباتات المقويه ومجموعه النباتات الهاضمه ومجموعه علاج امراض القلب وهكذا.
وفى التقسيم الكيميائى يتم التقسيم على أساس التركيب الكميائى للنبات فهناك النباتات التى تحتوى على قلويدات وهناك النباتات التى تحتوى على جليكوسيدات ونباتات تحتوى على تانينات ونباتات تحتوى على كربوهيدرات ونباتات تحتوى على مواد صابونيه وهكذا فان كل من هذه المواد تساعدنا على معرفه التأثير الدوائى للنبات.
وذلك من اهم التقسيمات فى نظرى لانه يعرفنا بتركيب كل نبات وتأثيره وقوة الماده الفعاله فيه واضراره وجرعاته.
وبالطبع لايجوز الا للاشخاص المتخصصين استخدام هذه المعلومات لخطوره الامر لان الاعشاب تعتبر عقاقير طبيه وانما عندما نقول بأمانها وننصح بالعلاج بالاعشاب فان ذلك مقارنه بالادويه اولا وثانيا بشرط ان يصفها طبيب او متخصص .ولذلك فمن الافضل ان تهتم الحكومات بفتح مجالات دراسيه لهذا النوع من الطب وان تهتم شركات الادويه بصنع الادويه المختلفه من الاعشاب ,ولقد بدأت بالفعل بعض الشركات بصنع ادويه عشبيه وبالفعل جاءت النتائج مبهره واقبل كل من الاطباء والمرضى على استخدام مثل هذه الادويه لثبوت تأثيرها وعدم وجود اى أعراض جانبيه لها.وهذا من الاشياء المحموده والتى فرضها الواقع الحالى من فشل الكثير من الادويه الكيميائيه وانه من الاشياء المبشره حقا فى مجال العلاج الطبى.
وأخيرا أقول ان طب الاعشاب هو من انفع انواع الطب حيث ان مصدر النبات هو الارض وكذلك خلق الانسان من تراب هذه الارض .
د/شيرين الالفى
التعليقات (0)