مواضيع اليوم

العقل والايمان بالاديان .

عبد العراقي

2009-06-26 16:20:33

0

العقل والايمان بالاديان .
{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }فصلت53
يتشدق اكثر الذين يهاجمون الاديان بصورة عامة والاسلام خصوصا بانهم استخدموا العقل باستنتاجاتهم وان استخدام العقل ادى بهم الى رؤية الشبهات التي ادت الى استنتاجاتهم او انهم لم يجدوا ان الاديان تخاطب العقل بالحجة والمنطق بل هي تستخدم الايحاءات الروحية لترسيخ الايمان بها في قلوب المتلقين وهي بذلك تغفل عقل الانسان او تقفز عليه بحيث يغيب او انه يوجه الى الايمان بها كحقيقة ثابتة لايمكن تغييرها ونجد ان اكثر من ارتد عن الاسلام يتشدق انه استخدم عقله فوجد نفسه يبتعد عن الاسلام لما اوصله اليه عقله من حقائق اخفاها عنه ايمانه الروحي الاعمى بالاسلام قبل ان يحفز عقله شيء ما للتفكير الذي اوصله الى اكتشاف الحقيقة التي جعلته يبتعد عن الاديان واكثر هذا الكلام نسمعه ممن يسمون انفسهم اللادينيين او الذين نسميهم نحن الملحدين .
السؤال الذي نريد توضيح اجابته لهؤلاء هو هل الدين والاسلام هنا نموذجا يخاطب القلب والروح فقط ام هو يخاطب عنصري الانسان الرئيسيين الروح والعقل وسنبدا كلامنا بالاستشهاد بالايات القرانية التي لايمكن لصاحب عقل ان يغفلها اوان ينكرها.
يقول الله سبحانه في كتابه الكريم ((وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ)) الله سبحانه في هذه الاية اعطى العقل منزلة كبيرة في مسالة الايمان الديني يطهر فيها الانسان الذي يستخدم عقله من الرجس بحيث جعل الرجس على اللذين لايستخدمون عقولهم , فلو كان الاسلام لايخاطب العقل ولايحترمه لما اعطاه هذه المنزلة .
يقول الله سبحانه في كتابه ايضا ((إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ)) يوضح الله سبحانه أن اشارة القرآن هنا الى الصمم والبكم ليس الصم والبكم العضوي، بل، الغرض منهما هم الأشخاص الذين لا يريدون أن يستمعوا الحقيقة، الاشخاص الذين يغيبون عقولهم أو أنهم يسمعون الحقيقة ولا يعترفون بألسنتهم. فالأذن التي تعجز عن سماع الحقائق وتستعد فقط لسماع المهملات والأراجيف هذه الأذن صماء من وجهة نظر القرآن. واللسان الذي يستخدم فقط في بث الأراجيف، يعتبر لسانا أبكما حسب رأي القرآن. "لا يعقلون" هم الذين لا ينتفعون من أفكارهم، يعتبر القرآن مثل هؤلاء الأشخاص الذين لا يحق أن يطلق عليهم اسم "الإنسان" بالحيوانات ويخاطبهم بالبهائم لانهم اغفلوا ما يمزهم عن البهائم وهو العقل فهنا القران جعل وجود العقل المدرك فيصلا في تحديد انسانية الانسان وهنا العقل المدرك هو الذي يؤمن بالحقائق عندما يسمعها لا العقل المغلق عن التصديق بها فقط لانها اعلى من ادراكه او انها لاتتوائم مع مصالحه الدنيوية .

هل اتى التشكيك العقلي لدى هؤلاء في قسم البديهيات العقلية وعندها نستطيع ان نقول انهم توصلوا الى الاستنتاجات التي لاتتعارض فيما بينها باعتبارها بديهيات لايمكن الاختلاف عليها بين اثنين , ام توصلوا الى استنتاجاتهم بقسم الفطرة العقلية التي لاتقبل بان يكون هذا الكون المنظم بصورته الدقيقة التي نراها ناتجا عن ظواهر كونية غير مرتبطة اصلا لاختلاف القوانين المؤثرة فيها مما يعتبر خروجا عن العقل المقبول من الانسان الكائن الوحيد الذي يقول انه يمتلك عقلا في محيط لاعقلي يتمثل في كل ماهو عداه . ام اتخذوا استنتاجاتهم بالعقل الاستدلالي وهذا العقل لايمكن الا ان نعتبره مثار اختلاف كبير لانه هو المسؤول عن كثرة التاويلات الخاطئة التي تذهب بصاحبها الى مزالق الخطيئة والالحاد وذلك بتفسير الامور المطروحة بصورة استدلالية قد تحرف العقل البديهي الى مزالق التاويلات التي لايمكن لعقل سليم ان يقبلها مما يوقع صاحبه في خانة المجانين او المختلين عقليا .
انا ادعو كل مشكك في الاسلام على اساس عقلي استدلالي ان يقف مع نفسه ويجردها من كل المؤثرات الخارجية واختلاف المصالح الدنيوية واي نوع من ضغط كان يكون ضغط حياة ام مجتمع ام نوع حياة ولينظر الى اين سيتجه عقله هل سيتجه الى الكفر بالدين ام الى البحث عن الدين في كل الصور التي تمر امامه وعندها قليقبل ما يامره به عقله الفطري البعيد عن التثيرات التحليلية التي تحتمل الف خطاء وهنا الخطاء لايمكن القبول به لانه يوصل الى هلاك الانسان الابدي .

في النهاية اذا كان استخدام العقل من قبل هؤلاء القلة ادى بهم الى نفي وجود الاديان وعدم الايمان بها فهل يعني ان ملايين المؤمنين بهذه الاديان هم بلا عقول او ان عقولهم قاصرة على ايجاد التناقض في الاديان الذي وجدته هذه القلة وادى بها الى رؤية "الطريق الصحيح " ثم الا يعتبر كثرة المؤمنين في مسالة معينة هو دليل على صدقيتها باعتبار ان مجموعة كبيرة من العقول هي من توصلت الى ان هذه الفكرة هي حقيقة تستحق الايمان بها وحتما استخدام عقلين في تحليل مسالة معينة هو افضل من استخدام عقل واحد وهكذا , اليس هذا النوع من التفكير أي التفكير الجمعي هو ما يدعو اليه من يحترم العقل ودوره في حياة البشر ........

 


 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !