مواضيع اليوم

العقل و الإنسان والغاية العظمى

عزالدين izadin123456789

2012-08-28 02:04:14

0

  بقلم عزالدين مراغب

ما من شيء في هذه الحياة إلا وله غاية عظمى يسعى إليها. الماء الذي يتبخر من البحار ليكون سحابة تصعد نحو السماء ومن ثم مطرا يهبط الى الارض نجد إن غايته العظمى هي سقاية نبات الارض لتثمر القمح والذرة و الارز واصناف من الفاكهة و الخضار ونجد الغاية من ذلك هي مائدة عامرة يأكل منها الإنسان ويتمتع ويستمد منها طاقة لجسده.
بالرغم من عظمة غاية الماء إلا انه بسيط من حيث المكونات فالماء يتكون من مادتان فقط وهي : جزيئات الاوكسجين والهيدروجين.
بسيط من حيث المكونات وعظيم من حيث الغاية..
وأما الإنسان لقد امده الله بجسم منتصب وطاقة جسدية متجددة على نحو يومي وأعين وآذان نتصل بهما بالعالم من حولنا ولسان نعبر به عما يجول في خواطرنا من افكار ورؤى وآراء وحاسة ذوق نستمتع من خلالها بصنوف من المأكولات الشهية والمشروبات الحلوة والاهم من كل ذلك قد ميزنا الله بعقل عرفنا من خلاله الله سبحانه وتعالى ونعي من خلاله ذواتنا ونتأمل جمال الطبيعة من حولنا من بحار وانهار وأصناف كثيرة من النباتات. وفي الطبيعة الخضراء نرى صورا من الجمال تتجسد في شجرة الصنوبر ومن حولها سهول خضراء لا نهاية لها وفي الحياة البحرية يتجسد الجمال في منظر قطيع من الحيتان العظيمة تسبح وتلعب في مياه المحيط ليس هناك مخلوق يهدد حياتها وفي قاع المحيط يهجم القرش السمكة الصغيرة تهرب السمكة نحو المرجان لعل هناك مخباء.
ماكان من الممكن أن نستوعب هذا الجمال لولا هذا العقل العظيم الذي يتشكل من أكثر من مائة مليار خلية ويمتلك قدرات هائلة تتمثل في ذاكرة لاحدود لها ( ليست 1 جيجا او 16 جيجا ) بل من الممكن أن نخزن فيها مليارات المعلومات والصور والمقاطع الصوتية وثم قدرات تحليلية هائلة من خلالها نربط في آن واحد عشرات المعلومات ونعالجها ونخرج منها بخلاصات مفيدة وبالإضافة الى خيال واسع يبلغ الآفاق ومن خلاله نخترق قيود الزمان والمكان وأسوار المنطق والمعقولية..

وهذه بعض قدرات الإنسان وإمكاناته ويبقى أن نطرح السؤال: لماذا نترجل من عظمة هذا العقل وننزل الى مقام السوقة و الاقزام ونركب معهم في صغائر الهموم وصغائر المشكلات والغايات ونجعل اقصى غاياتنا ملاذ آمن وأكل طيب وفراش مريح وحضن دافيء لماذا نجعل هذا العقل العظيم أداة لأكل العيش فحسب ؟!ولماذا لانعي أن كل تلكم الاشياء تعد وسائل ولا تليق بأن تكون غاية عظمى للإنسان. 

المأكل الطيب والفراش المريح والحضن الدافيء كل هذه مجرد لذات آنية لجسد مؤقت ومصيره المحتوم هو الفناء.

 
http://izadinmorageb.blogspot.com/


 



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !