العقل والميزان
بسم الله الرحمن الرحيم الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4) الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ (5) وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ (6) وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (8) وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (9)
ماذا يعني وزن الشيء بدون ميزان انه سيكون بدون قيمة كذلك ماذا يعني العلم بدون عمل والقول بدون فعل اننا نعلم اكثر مما نعمل ونقول اكثر مما نفعل لوعرفنا معنى الميزان عبارة عن كفتان متساويتان لعرفنا اشياء كثيرة لا يمكن وزنها الا بغيرها بين الضدين دون انحياز الى ضد او مع من في الرأي افضل الاشياء هي بين البينين أي الى الوسط او الاعتدال ما من شيء الا مكون من رقم اثنين غير الواحد القائم بذاته سبحانه وتعالى في هذا الكون الميزان قد نزن به أي شيء لا يمكن ان نزن به مقدار المشاعر التي نشعر بها بنسبة الكم حين نحسبها نعم لو افترضنا هناك ميزانا في شكل قياس منطق العقل المجرد اليس العقل والقلب بحد ذاتهما كفتان ان اختلت كفة تختل كل المعادلات انه رمز العدل في الخير والشر بعيدا عن الطغيان والفساد بكل اشكاله فالفساد من معناه التحلل والتعفن ذلك نسبة من انحلال القيم ما هو الا نتيجة الطغيان زمن اختلت الموازين فيه كأن صار الطغيان هو معيار التطور غدا الانسان اكثر فسادا لم يعد له قيمة فيه الا معيار القيم المادية والعملة السائدة في كل مكان لا نعرف كيف ينقلب الشيء الى ضده في هذه المعادلة التي ساوى بها ذاته من ابتعاده عن القيم غاية في التدني المشتق من حب الدنيا طبعا لا احد يحب الموت لكن للحب والحياة حدود هي الموت في النهاية الى عالم لا تحكمه القوانين الفزيائية المشكل كيف يصير عدم اليقين يقينا والشك حقيقة لها فلسفة مسلم بها عند بعض الناس رغم انهم يعترفون بوجود نظام للكون الذي تقوم عليه معادلات الحياة بينما ينكرون صانع هذا الميزان لماذا وما الغاية من صنعه يبقى السؤال مطروحا بشكل علمي اكبر لماذا الانسان موجود ما الذي يجعله يحتاج الى نظام مادام وجد عبثا كل ما في الامر انهم لا يرون الله بالعقل في حين يعجزون عن تصوير ما هو شكل العقل في التفكير وشكل الروح كصورة ضمن ايطار الواقع سبحان من جمع الاضداد كلها في الانسان بين العقل والجنون اذ يبدو كل شيء محسوب بقدر
لنعد بعد خارج الميزان سنرى أي شيء وان كان موجودا نراه بلا معنى فمعنى الشيء في قيمته ولا قيمة بلا معنى في الوجود هذا ما نحاول تفسيره للاسف في كثير من الاحيان لكن دون جدوى عندما يصير التطرف الفكري سلوكا وعندما تصير الحرية فوضى في حياة الانسان القانون الاساسي الذي يحكم به وتفهم الامور كلما اتسع حيز كفة الفوضى اتسع معها حيز كفة التطرف الفكري سواء تطرف ديني او علماني.
التعليقات (0)