العقل المتطرف
العقل المتطرف هو ذلك العقل الذي يفكر بطريقة غريبة فيها محاربة للمجتمع والقيم والثوابت , تفكير سلبي مستند على نظريات أو آراء أو مجموعة رؤى وتفسيرات خاطئة أو فٌهمت خطاء وأول خطوات تطرف العقل محاربة الثوابت وهدم القيم عبر تبني آراء مضادة للثوابت وللقيم في آن واحد .
تعيش تلك العقول في بيئات الجهل , وتنشط وقت الأزمات فتنشر السموم وتحشد الأنصار وتدفع بالجهلاء نحو الغوغاء , عقول لا تؤمن بالتعددية الفكرية والثقافية ولا تؤمن بالأراء المتعددة والمختلفة حول مختلف القضايا , عقول لا تؤمن أيضاً بالمواطنة للجميع كحق من حقوق الإنسان يجب إحترامه والدفاع عنه بغض النظر عن إنتماء مذهبي أو مناطقي أو ديني أو فكري ؟
العقول المتطرفة تسعى بكل جهد للسيطرة على فضاء المجتمعات لتتحكم في المجتمع البسيط الذي أصبح يتقلب بين عقلين متطرفين عقل يستخذ من الدين ستار لإفعالة وعقل يتخذ من الحضارة والنهضة وشعارات الحرية ستاراً لإفعالة ؟
العقل المتطرف يوجد بكل تيار ومذهب ودين ولا يمكن وصف تيار او دين أو مذهب بتطرف فالتطرف صفة تلازم العقل الذي يفهم الأشياء بصورة خاطئة ويقدمها للجماهير بصورتها الخاطئة على أنها مقدسة لا تقبل التعديل أو المراجعة , ومن هنا أكتسب العقل صفة التطرف فالعقل الواعي هو الذي لا يمس الثوابت " الثوابت هي ما تم الإجماع عليها أو على صحتها" ولا يقدس الآراء أو الأفكار أو الأشخاص ويبحث عن أصح الحلول لمشاكلة ويقبل الجميع آراء وأفكار وأديان وأشخاص ومعيار حكمه على تنوع البشرية هو الإنسانية القيمة والصفة التي يشترك فيها الجميع , العقل الواعي هو ذلك العقل الذي يراجع نفسه كل لحظة يعدل أخطاءه ويعترف بسقاطاته , العقل الواعي هو ذلك العقل الذي يتعامل مع العقل المتطرف بحكمة وتعقل يرد ويحسن الرد ويتجاهل لغة السباب والشتم التي يتميز بها العقل المتطرف , العقل الواعي لا يعيش الإ ببيئة المعرفة والتنوير بعكس العقل المتطرف الذي يعيش ببيئة الظلام القاتمه البيئة المناسبة لتكاثر يرقاته وفيروساته ؟
العقول المتطرفة سواءً المتسترة خلف مختلف الشعارات لن تموت طالما بقيت بقية العقول "عقول عامة المجتمع" مختطفة تعليمياً وموجهه منبرياً ونائمة تصارع عقل متطرف ذا شعار ديني تارة وتارة أخرى تصارع عقل نهضوي حقوقي متطرف وبين التارتين نائمة لا تحاول آن تستيقظ وتلحق بركب العقل الواعي التنويري الذي يسعى لأن تكون المجتمعات حرة مستقلة تعيش في طمأنينة لاصراعات ولا إقصاء الجميع متساوون في الحقوق والواجبات بلا إستثناء .
لن تستيقظ العقول النائمة المتطرفة الإ إذا غلب العلم الجهل , ولن يغلب العلم الجهل الإ إّذ وجدت بيئة تعددية الجميع يشارك في بنائها وصياغة إطارها بيئة يكون فيها الحوار منهج وسلوك ويكون العلم وسيلة للبناء الفكري المعتدل السليم و المعنوي عبر خلق عقول مبدعة مبتكرة صانعة للمستقبل وتكون المعرفة هي الشغل الشاغل للمجتمع ويكون التعايش هو الأساس الذي يقوم عليه المجتمع لا تفريق ولا إقصاء ولا حرمان , فالعقل في بيئة العلم والمعرفة والتعددية والتعايش البيئة الصحية لإستمرار الحياة ونمو المجتمعات إما أن يموت أو يتحول تدريجياً للوعي ولا خيار ثالث له , فأستمراره بتطرف في بيئة صحية مستحيل لأن العقول لم تعد متصارعة أو نائمة بل يغلب عليها الإعتدال الذي هو ناتج البيئة الصحية الوحيد والصامد ؟؟
التعليقات (0)