قرأت مشروع المعارضة الذي طرحوه في تطوير وتغيير السياسة العامة للدولة. أعجبني في محتواه العميق، ولكن في ظاهره لم يعجبني.
محتوى المشروع فيه ميزات وإيجابيات كثيرة، التي منها، ونحن في حاجة اليها في الكويت، الحريات، والسلطة تكون بيد الشعب نفسه، وتعديل النظام البرلماني، الذي يكون فيه الشعب يحكم نفسه بنفسه.. وهذا جيد جداً، وجميل، وهو طموح كبير لأي سياسي يعيش على ارض الكويت. أما الذي لم يعجبني او بالأصح ضايقني، فهو العقلية الكويتية وعدم معرفتها بالمعنى الصحيح للأحزاب. العقلية الكويتية عقلية ليست سياسية صرفة. ولذلك، نجد البعض يتخوف من كلمة احزاب، والخوف هذا طبيعي، لكون ثورات العالم العربي انعكست على النفسية الكويتية، وكانت نتيجة الثورات، بعدما عاش العالم العربي تجارب فاشلة مع الاحزاب منذ القرن الماضي والتي نراها الآن من ثورات تسقط بعض الانظمة الحزبية والرؤساء الحزبيين!
فالعقلية الكويتية نقولها بالعامية «معذورة» إذا تخوفت.
ولكن كيف نحاول ان ننجح هذا المشروع الطموح، الذي سينقلنا من حال الى حال افضل؟ لو كانت المعارضة اكثر احترافية في عملها لكانت وضحت بطرق محببة للشعب معنى الاحزاب وكيفية عملها وما شروطها وصميم واجباتها وحقوقها تجاه الشعب، وأيضاً ماذا تعني الحكومة المنتخبة، وكيف يتم اختيار رئيس الحكومة، وهل الشعب يشارك في اختيار الرئيس ام النواب؟
باعتقادي، وبعد الاجابة عن هذه التساؤلات تتضح الصورة اكثر واكثر لدى الناس المتخوفين من الاحزاب، وكما قالوا قديماً «الانسان عدو ما يجهل»!
***
وكما تعرفون في عالم السياسة المصطلحات غير متشابهة في معناها، مثلاً الحكومة المنتخبة تختلف اختلافا جذريا عن الحكومة البرلمانية، والنظام البرلماني يختلف جذريا عن الانظمة الاخرى. وايضا من التساؤلات التي تطرح هل الحكومة تتبع المجلس ام المجلس يتبع الحكومة؟ ومن المسؤول عن اداء الحكومة امام الشعب، هل الحكومة نفسها ام المجلس المنتخب؟
تساؤلات كثيرة يجب ان يجاب عنها بشفافية لكي تتضح الرؤية والصورة ويتشتت الخوف والهلع.
والمعارضة، أقولها: الله يعطيهم العافية ما قصروا، اجتهدوا. ونقول لهم شكراً حتى لو لم يوفقوا!
ناصر حضرم السهلي
NaSeR7aDRaM@
التعليقات (0)