العقار الإبن البار
منذ سنوات والمجتمع يصيح بأعلى صوته العقار مرتفع والبنوك تأكل الأخضر واليابس والمستقبل بيد تجار التُراب!
لا يعلم أحدُ ماهي الميزة التي جعلت أرض مساحتها ٤٠٠ متر يصل سعرها ل٨٠٠ ألف ريال وهي بداخل حي يعاني من الحفريات ومياه الصرف الصحي الطافحة ، لو كانت تلك الأرض تطل على نهر أو بقمة جبل تكسوه الازهار وتغسله الأمطار بشكلِ يومي لقلنا تستاهل ذلك السعر وأكثر، على ذلك المثال الواقعي قس عزيزي القاريء اسعار المنازل والشقق والايجارات، مشكلة السكن مشكلة قديمة لكنها تتفاقم عاماً بعد عام، ودور وزارة الشؤون البلدية والإسكان اشبه ما يكون بدور المطور والمسوق العقاري فقد دخلت لسوق العقار بلا رؤية واضحة ولا استراتيجية تكبح جماح سوق العقار، مشكلة السوق العقاري أنه لا يأكل ولا يشرب وبما أنه لا يأكل ولا يشرب فإنه مصدر ثراء فاحش لمن دخله ولعب مع المضاربين، مشاريع وزارة الإسكان لا ترقى لرغبات كثيرُ من الأسر وأسعار السوق مرتفعة جداً وعلى الخط دخلت البنوك التجارية كممول للمشتري بفوائد عالية جداً واستقطاع شهري كبير يشكل مصدر قلق للأسر في ظل التقلبات الاقتصادية ، كل تلك العوامل تُصيب رب الأسرة بالحيرة فهل يبقى بلا مسكن يمتلكه أم يرتمي بحضن أحد البنوك التجارية ويكتوي بنيرانه حتى الممات!
وجود مسكن ملائم يعني وجود أسرة مستقرة، نحنُ بحاجة إلى إعادة النظر في وضع السوق العقاري ووضع حلول لتضخمه الغير مبرر فنحنُ في بلدِ ليس فقيراً ولا صغيراً حتى يكون لدينا أزمة سكن وفحش في أسعار الوحدات العقارية..
العقاريون والتجار لن يحلوا مشكلة السكن ولن يقفوا ضد ارتفاع الأسعار، نحتاج لوضع مؤشرات للسوق العقاري وضبطه ولا ضير من الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة، أعتقد أن الأوان قد حان لوضع السوق العقاري تحت المجهر الدقيق حماية للأسر التي أصبحت ترى امتلاك مسكن حلم مؤجل حتى إشعار آخر فالعقار لديها كالابن العاق لا أمل ولا رجاء إلا أن يلطف الله بالحال.. .
التعليقات (0)