كنا, من قبل ان دعونا الى صحوة إصلاحية لميثاق الأمم المتحدة, ولم ندخل في التفاصيل, ريثما تتحقق الخطوة الأولى من هذه الدعوة . لكن اليوم نريد أن نعرج على واحدة من هذه الكوارث التي سببها هذا الميثاق السيئ, و شرعن لها وساقها للعام على أنها من المسلمات, وينبغي للعالم أن يتعامل معها كأمر واقع, وخصوصا الأشرار الذين طبلوا لهكذا شرعية باطلة, وبكل المعايير الأخلاقية التي من المفترض ان تتحكم بتحركات البشر .
إن قراءة بسيطة وسريعة الى ماقبل التأسيس لهيئة الأمم المتحدة, حينها كان العالم على كف عفريت والحروب قائمة والقتال دائر بين حتى أبناء البلد الواحد, والفوضى تعم المعمورة كلها , والكل يدعي المظلومية سواء القاتل أو المقتول ؟! وحينما فكر العقلاء بتأسيس منظمة تعنى بالشأن الدولي كان الهدف, هو تنظيم العلاقات بين العالم, على أسس أخلاقية وعلى أساس العدل والمساواة والعيش المشترك, والذي يؤمن الأمن والإستقرار للجميع دون إستثناء . لكن المأساة التي وقعت من خلال هذا المنظمة, أن زادت من معدل الأزمات وكرست الكثير من الفرقة ودفت الأمور الى الإحتقان لدى الجميع مما, أدى الى الإنفجار في الكثير من مناطق العالم الملتهبة أصلا , وكذا الى الكيل بأكثر من مكيال في مواجهة المشاكل التي يعاني منها العالم , خصوصا ماتقوم به الدول الإرهابية المتسلطة .
اليوم نضع على المحور أحد الكوارث التي حلت بهذا العالم , والتي مع الأسف البعض يستسهل هذا الأمر, ولا يعبأ بما ستفضي إليه عواقبه التي هي أكثر كارثية , وهذا الذي حصل من قبل مع السليبة فلسطين , العراق, هذه الكارثة التي شرعنت لها الأمم المتحدة, وأسمتها إحتلال, والواقع في الحقيقة هو غير ذلك , إنه غزو وحشي بربري همجي, وكأننا في عهد ما قبل التأريخ ؟! طيب , ماذا يعني إحتلال ولماذا حصل ؟! المعطيات تقول أن الإدارة الأمريكية الصهيونية وبتفويض من هذه المنظمة السيئة ( ولو سرا ) وإستنادا الى المخطط ولعلة لايوجد لها أي مبرر إرتأت أن ( تحرر ) الشعب العراقي, من الدكتاتورية والحكم الشمولي ( وكأن العراق وحده دكتاتوريا أو شموليا) وتجلب له الغذاء والدواء, وهي التي حاصرته حتى فتكت به وببناه التحتية العامة ,
من خلال الصورة اليوم, لايرى أي عاقل أن أي من تلك الأمور المدعاة قد تحقق, ولو بنسبة أقل من واحد بالمئة ؟! تعتقد هذه الإدارة والتي وضعت مخططا كاملا ووافيا ومستوفيا, وبالتالي جاهزا, يحتوي على مجمل شروط نجاحه إبتداءا, لكنها في الحقيقة فشلت فشلا ذريعا في وضع نهاية له, والواقع يشير الى ذلك, ودليلنا هو ماموجود على الأرض الآن , رغم أن البعض يدعي أن أمريكا ربحت أكثر مما خسرت, وهذا لعمري أيضا خلاف الواقع , مع إني متفق مع من يقول أن, المقاومة العراقية ليست بالمستوى المطلوب, وهي ليست مؤثرة لاأشك في ذلك, ( سنبحث الأسباب بشكل منفصل ) .
نعود الى شرعة الأمم المتحدة وبنودها السيئة المبنى والمعنى والمنحازة للشرير الأقوى, تقول في الفصل السابع الذي يحتوي على , 111 , بند, أن المحتل, يكون مسؤلا وبشكل كامل غير مجتزء عن أمن وسلامة البلد المحتل من قبل المحتلين له ( ولعمري أنه غاية الغباء والعنجهية ) نسأل هنا : لماذا شرع هذا البند أصلا ؟! أعتقد أن لاإجابة عند الأشرار الرعاع !!!!! . نرجع قليلا هل فعلا أنه إحتلال وإستعمار أم هو غزو وإستحمار ؟! معنى الإحتلال, ان دولة قوية تعاني من سادية العقل وشضف العيش وقلة الثقافة وإنعدام الإنسانية وإنفلات المعايير وغياب الأفق, كل هذا يدفعها لإحتلال من هم أضعف منها وتشريد شعوبها, أو على الأقل إشعال الفتن بين شعوبها من نعرات دينية الى طائفية الى قبلية . نجزم ان أمريكا وشعوبها غير المتجانسين أصلا يعانون من صدأ في كل القيم التي يدعون حملها , لكن هل من عاقل يقبل أو يرتضي هكذا تشريعات, تبيح للقوي أن يستبيح الضعيف .؟!. لنسلم أن أمرا واقعا قد حصل ؟!
لكن, حينما ننظر بعين ثاقبة الى مايدور من تفاعلات مع الحدث حاليا وعلى الأرض, نتاكد يقينا أنه ليس إحتلال أو إستعمار, بل هو غزو وإستحمار وتدمير لكل البنى التحتية الأساسية لهذا البلد, بدءا من الإنسان وصولا الى الدولة ومفاصلها, وإلغاء حتى مظاهر الحياة التي لم يعد لها أي وجود , نعم انه ( هولوكوست )( حسب مايحلو للقاموس أن يسميه) مورس بحق هذا الشعب, وأن تخريبا منهجيا لكل مايمت بصلة لوجوده وبلده , إنه تدمير للحرث والنسل, وهو إستباحة عامة وشاملة, وأسوئها هو إنفلات الحدود وضياع الأمن, ومن جميع الجهات مما سهل عملية إنتقال ثقافة الإرهاب وتجمع الإرهابيين على ساحة هذا البلد, ورأينا العجائب الغرائب , نعم هو ذات المنهج الذي تمارسه الصهيونية, مع الأشراف الأبطال في فلسطين السليبة مع إختلاف الطرق والوسائل .
يتبجح البعض بأمور هي أغرب من الخيال, ويدعي ممن غابت عنهم الرؤية الصحيحة والقراءة الفصيحة لمجريات الأمور , على أن امريكا حررت العراق من ( وليس معلوما ممن حررته هل كان العراق محتلا من قبل دولة أخرى ولا نعلم ) ؟!! وهم بذلك يخالفون أبسط القواعد الموضوعية في الإشارة الى أي من الكوارث التي حلت بهذا البلد, ولعمري هو عين الغباء السياسي , وهم كذلك يرفضون إعتراف أمريكا وأممها المتحدة, على إنه إحتلال حسب تعبيرهم ,( يبدو أنهم امريكيين أكثر من الأصليين) وهذا عجب آخر ؟!!! . والأجدر بهم, ان ينظروا الى ماينشر من المفاهيم والمعارف الدخيلة وجميعها فاسدة ومدمرة ...الغزاة هم أصحاب القرار, وهم الممسكين بمفاصل الحياة اليومية, ويتدخلون بشوؤن الناس العامة والخاصة دون إستثناء , من يقول أن هناك ( حكومة )( نقول له صه ياهذا إنه محض إفتراء وضحك على الذقون وأنت من المنافقين والمنتفعين والوصوليين كما هو حال غيرك في بعض بلداننا التي تعيش حالة ( الإحتقلال ) كما نسميها, بل أنك بعت الشرف والكرامة وأصبحت عاهرا سياسيا تمارس عهرك في وضح النهار لأنك مستقويا بأسيادك ) ..
.إذن العراق يعاني من الغزو , هذه شرعة الأمم المتحدة الفاسدة, وقوانينها المجحفة, تتماها مع مايفرضه الأقوياء الأغبياء, وترفض الإستماع للضعفاء , مامن كارثة وقعت في العالم, إلا وشرعنت لها وآزرتها ودفعت بها الى الأمام, كي تكون أكثر قوة وتأثيرا على من وقعت عليه , واليوم تمر علينا شر الواقعة تلك هي ( النكبة ) وأي نكبة ( وإي إعلان ) ذلك الذي أعطى حق إغتصاب عصابات عاهرة دموية قاتلة سارقة لأرض شعب آمن مستقر يريد العيش بأمن وسلام, يبني مستقبله بشراكة مع العالم الحر المستقل ....ستكون لنا وقفة مع هذا الإعلان السيئ , دعوة الى كل الشرفاء في العالم الحر, الى عدم جعل العراق فلسطين أخرى, وهذا سيجعل العالم على كف عفريت بل أقرب الى النهاية .دعوة الى العراقيين الشرفاء أن يبذلوا الغالي والرخيص, في سبيل تحرير وطنهم, من كل انواع الغزو, ومن اي كان ويتحدوا تحت راية الإسلام المحمدي الأصيل , وتاكدوا ان الله ناصر عبده ولن يخلف وعده ..........علي المطيري 11 /5 /2008
التعليقات (0)