بقلم : احمد المــــلا
العشوائية أو العشاوة كلمة مشتقة من فعل عَشُوَ و عَشَا عَشْوًا، وتعني من ساء بصره بالليل والنهار أو من أبصر بالنهار ولم يبصر في الليل، فالعشاوة هي سوء البصر ليلاَ ونهاراَ أو ليلاَ فقط، تستعمل هذه الكلمة في العلوم للتعبير عن انعدام الغرض والغاية، فالعشوائي يعبر تماماَ عن هذا المعنى من فقدان الهدف أو السبب أو الترتيب، وتعتبر العشوائية من أساسيات الفكر التكفيري وقد اعتمدوا عليها في طرح عقائدهم وفكرهم المريض الدخيل على الإسلام لغرض التشويش والتشويه على المتلقي، ويعد ابن تيمية من أبرز المنظرين العشوائيين الذين عرفهم التاريخ الإسلامي ...
فمثلاً يقول ابن تيمية في كتاب مجموع الفتاوى الجزء الرابع عشر في الصفحة 48 (( ومن أنكر شيئاً من القرآن بعد تواتره استتيب فإن تاب وإلا قتل )) والكلام واضح وصريح بتكفير وقتل كل من ينكر شيء من القرآن وجعل هذا الأمر أصل ثابت وأفتى به ابن تيمية ....
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا : لماذا لم تشمل هذه الفتوى بعض السلف ممن أنكر شيئاً من القرآن بعد تواتره ؟! لماذا غفر لهم هذا الإنكار والتحريف بالقرآن ؟! يقول ابن تيمية في كتاب مجموع الفتاوى الجزء الثاني عشر وفي الصفحة 493 (( وكذلك بعض السلف أنكر بعض حروف القرآن .... وإنكار آخر قوله تعالى " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه" .... وبعضهم حذف المعوذتين وآخر يكتب سورة القنوت )) وفي الصفحة 494 من نفس المصدر يبرئ هؤلاء السلف بقوله (( ثبت في الإجماع والسنة إن من خطأ في الدين ما لا يكفر صاحبه بل ولا يفسق بل ولا يؤثم ))!!!!...
وهنا نجد النطنطة والقفزات والمتاهات في فكر ابن تيمية والإلتقاطية فهو يبيح التحريف والإنكار في القرآن لمن يعجبه ويكفر ويفتي بقتل من يعجبه، فإن كان من ينكر القرآن من أئمته فهذا الإنكار مغفور وإن كان الإنكار من غيرهم فيجب الاستتابة وإلا القتل !! كما إننا نجد التناقض الواضح والصريح في كلام ابن تيمية وهذا من أجل أن يفسح المجال أمام نفسه حتى عن حقوق في مورد يقول إني أريد المورد كذا وبالعكس وكذلك حتى يفسح المجال أمام أتباعه من أجل تقديم أقوال تتناسب مع فكرهم ومعتقدهم، وقد أصاب المحقق المرجع الصرخي كبد الحقيقة بقوله في المحاضرة الحادية عشرة من بحث " وقفات مع توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري" :
{{... بالله عليكم اجلبوا لي مرّة واحدة ابن تيمية بدأ بشيء وانتهى بنفس الشيء، فبحوثه عبارة عن شبكة عنكبوتية!! بحوثه عبارة عن متاهة وأنت اذهب والتقط من هنا أو من هنا أو من هنا واحكي وتبرّع بأن هذا قول ابن تيمية ويأتي الغير يقول هذا ليس قول ابن تيمية ويأتي ثالث يقول بقول آخر وهكذا رابع وخامس وعاشر وإلى المائة والألف كما هو حال التيمية وجماعة التوحيد الأسطوري، فمنهجه ومنهج من تبعه عبارة عن منهج التقاطي ...}}.
وقد اختصر المرجع الصرخي بكلامه هذا مجمل العشوائية التيمية التي يراد منها تمرير هذا الفكر لغرض التغرير بالناس والتلاعب بالتاريخ والسنة الإسلامية, فالعشوائية ركن أساسي في الفكر التكفيري.
https://www.al-hasany.net/wp-content/uploads/2017/01/3-4.png
التعليقات (0)