مواضيع اليوم

العسكر والاخوان - المطرقة والسندان

العسكر و الاخوان
المطرقة و السندان


 ، قد يوصف البعض الوضع الحادث حالياً في مصر بأنه بداية انشقاق بين المجلس العسكري والاخوان .


وقد يبالغ البعض ويصوره على انه معركة تكسير العظام الصغرى تمهيداً للمعركة الكبرى .

خبراء التحليل الاستراتيجي اكثر تشاؤماً و صاغوا تحليلهم من منظور اجتماعي عاطفى ،  وقالوا إن شهر العسل بين العسكر والاخوان قد انتهى .
شخصياً ،  اعتقد ان ثمة اتفاق استراتيجي مشفوع بتباين في الرؤى .
لكنه محكوم بتكتيك كل منها والذي هو محك الخلاف ،  وان نقاط الالتقاء والاتفاق اكبر بكثير من نقاط الخلاف .


الاخوان انتهازيون تاريخياً .


اشاعوا انهم كانوا شركاء في ثورة يوليو 52 .
وأن عبد الناصر كان منهم ولكنه أنشق طمعاً في السلطة وملأوا الدنيا صراخا  بما يريدون وصاغوا كتب تاريخ على هو اهم وصدقهم الكثير .

هذا قولهم فيما لم نكن شهوداً احياء عليه .
وحتى ماعشناه في 25 يناير 2011 . ايضاً زوروه لمصلحتهم وقالوا عن انفسهم انهم انبياء هذه الثورة ومبشريها ، ولولا الإخوان والحواريين مانجحت الثورة لأنهم حماتها ،  بل بالغوا وقالوا انهم مفجروها .


وعندما اتى موسم الحصاد و أرادوا - بأنتهازيتهم – الحصول على كل المحصول .
ورأوا - لكرم أخلاقهم - أنه لا مانع من ترك (الحت ) و (القصله ) للثوار وبقايا الأحزاب .

خدعوا البسطاء في استفتاء مارس وأفهموهم أن(  نعم )  تعني عدم تعديل المادة الثانية الخاصة بالشريعة . 

و أرهبوا الناس من أن العلمانيين يرغبون في حذف هذه المادة من الدستور .


وفي الانتخابات التشريعية أشاعوا أن مرشحيهم" يحملون الخير لمصر " ،  وصدق الناس البسطاء لأنهم جربوا هذا الخير في " كرتونة رمضان" وفي بطاطين الشتاء وكفالة اليتيم وجوائز التلاميذ المتفوقين فأخذوا أيضاً أصوات البرلمان بغرفتيه .


بعد دخول المجلس أستشعروا أنهم أشتروا (التروماى ) و أن العسكري ترك لهم " المكلمة "  ، أحسوا أنهم في " سوق عكاظ" أو في حديقة " هايد بارك "
وهم يرغبون في أن تكون لهم ميزانيات ليخلطوا المال العام بالمال الخاص ، وليكون غسيل الأموال شرعيا - بما لا يخالف شرع الله -  ويتحكمون في الحنفيات التي تتحكم في مواسير رزق الله يسوقه لعبادة .

رغبوا في الحكومة ، طمعاً في السلطة التنفيذية ، واستشعاراً بضعف الخصوم .
اللوائح الحالية لا تتيح لهم تشكيل الحكومة .
لذا فلا غرو من أن نكون نحن - هم - من يكلف الحكومة .
طمعوا في رياسة الجمهورية .

العسكر ، متمثلاً في المجلس العسكري ، هو الحاكم الفعلي ،  و هو من يكلف الوزارة وهو من يصدر مرسوم بقانون  ، وهو من يملك العفو .
أحس بجشع الإخوان ،  وهو يعلم تاريخياً كرههم له والعداء المستحكم معه .
أصدر عفواً عن الشاطر ،  وأطال لهم حبل الجشع والطمع ،  وسهل لهم التفاهمات مع السفيرة الأمريكية ومع رئيس مجلس الشيوخ الأمريكي كي ينالوا رضاهم ومباركتهم لترشيح الشاطر .
ودفع - دون إتفاق - بالسيد عمر سلبمان للترشح .
وسانده في الحصول على التوكيلات التي جمعها في يومين حوالي 42 ألف توكيل في حين أن عمرو موسى جمع مثلهم في أكثر من شهر ودعاية قبلها بستة أشهر .


ذاعت النكتة الشهيرة بأنه اذا كان  مرتضى منصور يملك (سي دي)  لكل خصم من خصومه فإن عمرسليمان يمتلك (سي دي)  لمصر كلها .
ومحصن بالمادة 28 التي لن يتمكن أحد من الطعن عليها إذا ما أعلن نجاحه . 

 ، الإخوان يعرفون ذكاء الرجل  ، و قوة شخصيته  ، و مساندة العسكري له  ، و كفر معظم الناس بالإ خوان في الفترة الأخيرة  ، و أزمات أمنية وإقتصادية للوقود والغذاء دفعت المواطن الغلبان للكفر بالثورة والثوار والترحم على أيام حسني مبارك .


فطن الإ خوان لخديعة العسكري وأن العفو عن الشاطر من المحتمل الطعن عليه ولذا سارعوا بترشيح محمد مرسي (وهذه عادة الإخوان في كل الانتخابات أن يكون هناك مرشح أساسي وآخر احتياطي تحسباً لأي مستجدات).


أمريكا ،  ولا يفرق معهم مكسب الإخوان أو المجلس العسكري .
فالأثنان يصبان في مصلحتها .


إذا نجح العسكري فأمن اسرائيل مضمون امتداداً لسابق التعامل وسابق الخبرة والمصالح . 

وإذا نجح الإخوان فهو إستكمال للتنامي السني في مواجهة الخطر الشيعي (الهلال الشيعي في إيران وسوريا ولبنان وقلاقل الشيعة في الإمارات وشمال السعودية) .


وهذا أيضاً يقود إلى مزيد من التشرزم وكله يصب في النهاية في مصلحة إسرائيل .


أمريكا وإسرائيل والعسكر والإخوان تحكمهم جميعاً المصالح والمكاسب  .

بينما العبء الأكبر يقع على المواطن الغلبان . الذي احتار ،

هل ينتخب الإخوان وبالتالي فهو يساهم في دفع البلد نحو المجهول .
أم ينتخب العسكر . طمعاً في الأمن والأستقرار وتهدئة الأسعار .


المواطن الغلبان الواقع بين مطرقة العسكر وسندان الإخوان .


ملحوظة : المطرقة والسندان ليسا متنافران ولكنهما متلازمان ، وكل منهما لازم للآخر ،


  وليس لهما بديل سوى الاستغناء عن الأثنين المطرقة والسندان .

 

 

 

eg_eisa@yahoo.com

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !