اللعب على وتر الطائفية في سوريا
كالعادة تعد الطائفية والعرقية ورقة أخيرة يراهن عليها الجميع في الثورات العربية ، أو هي قنبلة موقوتة معدة للانفجار ، كما حدث في ليبيا ومصر والآن سوريا .. ثمة فيديو يتداول اليوم على الانترنت مفاده أن ( ثوار سوريا أنقذوا مسيحيين من تعذيب وبطش النظام السوري ) تماما كما نفذ المجرم حبيب ( بغيض العدلي ) تفجيرات الكنائس ليوهم المسيحيين بأنهم مستهدفون من قبل المسلمين وليوهم الشارع المسلم بان الإخوان فتنة وقدومهم وثورتهم نار لهيب حارقة على المجتمع والدولة .. وها هم يفجرون الكنائس ولا يرعون حرمة الأقليات العرقية الاثنية والدينية والطائفية ..
ولكن يريد القدر أن يفضح البغيض ومن أمره ومن سانده شر فضيحة ليعيش أذل لحظات العمر بعد أكثر لحظات العمر عزة .. وتلك مفارقة عجيبة ..
اليوم نرى الثوار يصفون النظام بأبشع الصور .. اليوم الثوار يخافون على المسيحيين ويحمونهم من بطش النظام ... يا لكذبهم ودجلهم ونفاقهم وعهرهم أيضا .. أين دعواتهم عليهم في المساجد .. أين هم من عدائهم وبغضهم وحقدهم .. والله إنهم لكاذبين .
فمن المعروف أولا: وقبل كل شيء أن النظام في سوريا هو نظام بعثي وقضية الديانة على الرغم من عدم محاربة النظام لها أو إنكارها إلا انه لا يعول عليها كثيرا في تطبيق القانون الوضعي ، ولم يحدث أن تم التمييز على أسس طائفية أو دينية على الرغم من زعم الكثيرين باطلا أن النظام علوي ويمارس تمييزا ضد الطوائف الأخرى ، فلقد زرت سوريا أكثر من مرة وتجولت بها من شمالها إلى جنوبها ولم الحظ الوجود الطائفي إطلاقا .. بل كان الوجود الحزبي والبعثي هو السمة المميزة التي يمكن لأي زائر عادي أن يلاحظها . على الرغم من وجود مزارات للطائفة الشيعية في دمشق وريفها .
ثانيا: لم يلحظ أن ثمة اضطهاد ضد الطائفة المسيحية في سوريا ولم تسجل أية ملاحظات من قبل منظمات حقوق الإنسان ولم نسمع بها .
ثالثا : إن الطائفة المسيحية في سوريا كما هم في الوطن العربي أقلية تحظى بالاحترام والتقدير ،
يمارسون طقوسهم وعباداتهم في دور العبادة ، ويشاركون التهنئة بالأعياد والمناسبات المختلفة ، والكثير من النشاطات الإنسانية الاجتماعية الأخرى في إطار المواطنة ، ويتشاركون مع أبناء المجتمع العربي بكل أشكال الروابط الاجتماعية وأهمها المصاهرة فالكثير من أتباع الديانة المسيحية والإسلامية تربطهما علاقة المصاهرة ولو أنها كانت في حالات معدودة بالإكراه من قبل طرف أو آخر.. إلا أن أتباع الديانة المسيحية ولأنهم أقلية محدود في الوطن العربي وخصوصا في سوريا( يقدر عددهم بـ 1526997نسمة موزعين على 11 طائفة اهمها الوم الارثوذكس والارمن الارثوذكس واقلها الكلدان الكاثوليك ) فان نشاطهم محدود ومشاركتهم في الحراك في ما يسمى ( الربيع العربي ) باستثناء مصر حيث أن نسبتهم عالية .. فان نشاطهم محدود وغير ظاهر وغير بارز لدرجة أن النظام يتابعهم ويعاقبهم على فعلتهم وحراكهم .. وهذا ما يفند قول الثوار بأنهم أنقذوا مسيحيين من بطش النظام ..
وهذا ما يندرج تحت إشاعة الفتنة الطائفية لغايات وأجندات ( حتما خارجية تريد ما تريد ) ضد سوريا وضد العرب مسيحيهم ومسلميهم على حد سواء .
التعليقات (0)