علي جبار عطية
اطلقت مؤخراً قناة فضائية مخصصة لأفلام الرعب وقد ظلت طوال مدة الاعداد للبث تتحف المشاهد بصورة جماجم تذكرنا بالبيت الشعري المرعب (وطن تشيده الجماجم والدم))!!
كنت على وجبة العشاء اتذكر فلم سعاد حسني (موعد على العشاء) حين سمت زوجها ونفسها حين قلبت جهاز التحكم خطأ على قناة الرعب تلك فشعرت بالغثيان وساءت حالتي النفسية وانا انظر مناظر الجماجم المثقوبة التي تذكرني بجماجم ضحايا ماقبل التغيير النيساني ومابعده !
هذا كله قبل افتتاح القناة لكن ماذا حصل بعد بدء البث الحقيقي؟
قد يعجب القارئ الذي اشك انه لم يلحظ تلك القناة ان اغلب الافلام المعروضة لاترعب حتى الاطفال وهي متشابهة اذ انها تعتمد على حكاية رجل وحيد أو امرأة وحيدة في بيت مساحته أكثر من ست مئة متر (ليس من البيوت الحارثية ولاعرصات الهندية طبعاً !(
وتتعرض لأخطار أشباح حقيقية مع اصوات ريح مرعبة ومؤثرات صوتية تثير القلق !
ومع كل الصور البشعة والدماء المراقة لأجل العبث فأنها تبدو ساذجة أمام ما يعانيه العراقي ؟
هل هي افلام رعب حقاً أو صور كاركاتيرية صنعت لغيرنا؟
هل تغيرنا نحن فلم تعد تلك الصور البشعة تثير اشمئزازنا أو ان العالم تغير من حولنا فصارت تثيره أشياء لم تعد تثيرنا ؟
بعد فلمين او ثلاثة شعرت بالقرف وقررت اغلاق هذه القناة … ربما يسأل القارئ وما السر في متابعة هذا النوع من الافلام ؟. اقول : هو نوع من الرغبة في معرفة مايدور في خبايا هذه النفس التي تعد لغزاً من الألغاز فاللعب على أوتار الأثارة العنيفة كان يجيده متخصص بعلم النفس كالفريد هيتشكوك وكأن المرء يجد رسالة معينة في مثل هذا النوع من الافلام لكن ماذا يجد المشاهد في افلام مطلع الالفية الثالثة غير استدرار العاطفة المستعارة كالشعر المستعار!
كاتب وصحفي عراقي
التعليقات (0)