العريفي صورة صغيرة
الفقية والواعظ والداعية الحقيقي هو من يتفاعل مع قضايا المجتمع ويبحث عن حلول تنسجم مع تغير الزمان والمكان ، الفقية الحقيقي ومن يشبهه في الهيئة والمنطق من الدعاة والواعظ لا يقف ضد الحقوق والحريات فمكانته الحقيقية تعتمد على المسافة الفاصلة بينه وبين تلك الحقوق والحريات، وقوف الفقيه والواعظ والداعية بوجه المجتمع وحقوقه وحرياته يعني جهل ذلك الشخص وإن تلقب بمختلف الألقاب وتمظهر بالتدين فلو كان فقيها حقيقيا لعمل على تفكيك قيود الفتاوى المكبلة للحقوق والحريات وانشغل بهموم المجتمع وقضاياه وابتعد عن لغة المؤامرة وعبارات التفسيق والتخوين ومحاولات اختطاف المجتمع وسلب نعمة العقل والمنطق !
الشيخ محمد العريفي مثله مثل غيره يقدم الرأي المناسب للجماهير الغوغائية ويقدم الرأي المناسب للعادات والتقاليد فهو ناقل للقديم ومنسجم مع رغبة اﻷجهزة الرسمية في الابقاء على قضايا المرأة وغيرها من القضايا معلقة بلا حلول ؟
في خطبة الجمعة تحدث الشيخ العريفي عن خطورة الغاء الولاية ارعد وازبد صرخ و وقذف كل من يطالب بنزع الولاية دون أن يتوقف قليلا ويتساءل وهو المتخصص في العقيدة والدعوة والرحلات السياحية عن مشروعية الولاية في العرف والدين؟
الولاية لم تكن حصنا منيعا بل هي سجنا مظلما فلم تعد محصورة في أمر الزواج بل تخطته لتشمل كل أمر يهم المرأة في حياتها اليومية وهنا الاشكالية التي يتعامى عنها العريفي وأمثاله من الوعاظ وحاملي الفقه .
قضية الولاية ليست قضية دينية ليصرخ من اجل بقائها العريفي بل هي قضية اجتماعية امتزجت بالتنظيم الحكومي والفتوى الدينية فأصبحت بحاجة لحل ينظمها ويعيدها لمكانتها الأولى فهي بدعة لا يدافع عنها الا جاهل أو مبتدع مهما كانت مكانته عند البشر وما العريفي الا تلك الصورة وغيره كثير؟ !
التعليقات (0)