مواضيع اليوم

العروبة والإسلام

حسن الزوام

2010-07-20 12:51:42

0

 

العروبة والإسلام

 

عبد العزيز علوش

 

العروبة والإسلام إذا كان لكل أمة من الأمم تراثها وحضارتها تتفاخر به , فإننا نحن عرب نعتز بعروبتنا كما نعتز بإسلامنا... وإن هذا الاعتزاز ينبع من أن أمتنا العربية قدمت الحضارة لأمم الأرض قاطبة. وجاء الإسلام ليتوج عروبتنا بالدين الحنيف ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم ليكون منارة وهداية للناس أجمعين فقد كانت لهذه الأمة المآثر التاريخية قبل الإسلام كالكرم والإباء والشهامة ونجدة الملهوف وكان الأدب والشعر الجاهلي معبراً عن واقع الأمة ومنذ القدم وليفد إلى التاريخ فقد كان الإسلام قبل ظهوره من الأديان التي سبقت غيرها وأشير إليها: كما جاء في القرآن الكريم : عن إبراهيم عليه السلام وهو أبو الأنبياء وما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً , ويؤكد التراث الإسلامي العربي أن مقام إبراهيم هو في شبه الجزيرة العربية وقوله تعالى : إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدىً للعاملين فيه مقام إبراهيم . والمؤرخون العرب جميعاً يؤكدون بأن إبراهيم عندما هرب من وجه النمرود بعد رفض عبادة الأصنام التي دعاهم إليها النمرود وتمسكه بعبادة الله وانتقل إلى حران ولم يكن في حينه أحد قد عبر معه سوى سارة وابن أخيه لوط وعندما ولدت هاجر إسماعيل طردتها سارة مع ابنها , ذهبت إلى واد غير ذي ذرع قرب مكة . وحينما عطش إسماعيل وانتابته الحمى وسعت أمه هاجر بين الصفا والمروى نبحث عمن يحمل له شربة ماء . صار ذلك السعي شعيرة من شعائر الحج عند المسلمين , ثم تفجرت مياه زمزم وهذه من الشعائر المقدسة عند العرب والمسلمين . وعندما جاء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي آخى بين العرب جميعاً بإخاء الإسلام وقوله تعالى : إنما المؤمنون أخوة , وقول النبي إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق فقد كانت للعروبة أخلاقها ومثلها , وتوجت هذه الأخلاق وتلك المثل والقيم بالدين الإسلامي وبالنبي محمد (ص) , وعندما عرض على النبي كل عوامل الإغراء رفضها وقال " والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه وقد أنبأ بأن الصراع بين العدل والظلم في هذه الحياة الدنيا صراع دائم أبداً , كما كان في الجاهلية من أجل إنسانية الإنسان ولا يغيبه عن بالنا دور الشعراء الذين يتمردون على الظلم ويجهلون كل ظالم ولو كان أقرب الناس إليهم , وهذا الشاعر طرفة بن العبد في قصيدته يقول : أرى العمر كنزاً ناقصاً كل ليلة وما تنقص الأيام والدهر يبعد فمالي أراني وابن عمي تالكاً حتى أدن منه ينأ عني ويبعد يلوم وما أدري علام يلومني كما لامني في الحي قرط بن معبد وظلم ذوي العربي أشد مضاضة على المرء من وقع الحسام المهند ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً ويأتيك بالأخبار من لم تزود أما الإسلام فكان هدى للناس أجمعين ومنطلقاً لإيجاد مجتمع عربي قومي ومتوجاً المثل والقيم النبيلة التي تحقق للإنسان إنسانيته وللمجتمع تماسكه كما كان العرب لهم صفات اعتزوا بها وحرصوا عليها حتى جبرت في دمائهم وأصبحت في السليقة , كالكرم والإيثار والشجاعة والنجدة وحماية المستجير فهذه الفضائل كانت قبل الاسلام فلما جاء الاسلام كان قد احتوى هذه النفوس ليشكل المجتمع القومي العربي الإسلامي وهذه الأمة العربية الآن بأحوج ما نكون إلى هذا التلاحم لتتمكن من الوقوف أمام المطامع الإستعمارية , وحين التقت هذه النفوس القوية وما حملت من فضائل وأخلاق حادة مع مبادئ الإسلام وما فيها من سماحة ويسر . كان من هذا أن أصبحت هذه الأمة أهلاً لأن يحمل هذه الرسالة الكريمة , فالعرب جميعاً يتكلمون اللغة العربية وهي إحدى العناصر التي يعتز بها العربي , لأن الرسالة السماوية للدين الإسلامي نزلت بالغة العربية وعلى محمد العربي وفي أرض عربية لتكون هذه الأمة هي أفضل الأمم . كما جاء في القرآن الكريم , كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله . أما العرب سواءً كانوا مسلمين أو غير مسلمين أمناء على هذه الرسالة التي اختصهم الله بها . كما أن الإسلام هو طابع عام للحضارة العربية لا يمكن التقليل من شأنه , وإن الرابطة بين العرب والإسلام هي رابطة متبادلة فريدة وأصيلة , ليس ثمة نظير لها بين الإسلام وبين أي شعب مسلم آخر أو بين المسيحين وبين أي شعب مسيحي فلو لا الدين الإسلامي لما امتد العرب جغرافياً على النحو الذي امتدوا به ولما توحدوا في القرن السابع الميلادي بالشكل الذي توحدوا به ولولا القرآن الكريم لكان من المحتمل جداً ألا تحفظ لغتهم كما حفظت وهي المقوم الأول لعروبتهم اليوم. وإن العرب مادة الإسلام الأولى وهم أول من تولى حمل رايته ونشرها وبلغتهم تم التنزيل وبها يستعان في تفسير كلام الله وإن الشعب في هذه المرحلة من تاريخه يقف ليدافع عن أمته وحريته وتقدمه , سواءً كان مسلماً أو مسيحياً لأن الانتماء إلى كل منهما انتماء إلى عقيدة , أما العروبة فعلاقة انتماء إلى أمة بشطري تكوينها الشعب والأرض . وما أثمر شطراها على مدى التاريخ من حضارة , إنها انتماء إلى وضع تاريخي بينما الدين والعقيدة وضع ألهي. وقد يتعدد الانتماء الديني في الدولة الواحدة بدون أن يمس التعدد وحدة الأمة وأن كل إنسان يستطيع غير مكره أن يختار الإسلام ديناً أو أن يختار ديناً غيره , أما العروبة فعلاقة انتماء إلى وضع تاريخي يدرك العربي منذ مولده وخلال تاريخه وحتى وفاته , والإسلام علاقة انتماء إلى دين خالد في الزمان وخاتم الرسالات والأديان أما العروبة فعلاقة انتماء مقصورة على شعب معين من بين الشعوب ومكان معين من الأرض , علاقة انتماء إلى أمة تكونت خلال مرحلة تاريخية طويلة , وقد جاء في القرآن الكريم " إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون". وبهذه الدلالة دلالة كلمة الأمة في لغة القرآن يكون كل العرب منتمين إلى أمة عربية واحدة حيث يكون تميزهم بوحدة اللغة ووحدة الأرض والأصل والعادات والاشتراك في الحياة والشعور والتاريخ , وان الإسلام لم يكن دينا فحسب بل كان ثورة اجتماعية ذات مضامين حضارية أنشأت بينه وبين الأمة العربية علاقة عضوية تاريخية خاصة . ذلك أن الإسلام كثورة اجتماعية قد لعب دوراً أساسيا في تكوين الأمة العربية وإن الأكثر من علماء التاريخ أصروا على التوحيد بين كلمة مسلم وكلمة عربي في الدلالة على الحركة الحضارية يوم أن كان العرب ينتصرون للإسلام فينتصر الإسلام لهم . وما تزال الأمة العربية تحمل ظواهر حضارية مميزة هي ذاتها ظواهر مميزة للحضارة الإسلامية , وكان للعرب في سوق عكاظ قبل الإسلام ومجنة وذي المجاز من خلال أسواقها ومعارضها ومهرجاناتها التجارية والثقافية حيث كانت تنمو السمات المشتركة والملامح الواحدة للجماعة العربية , وهذا الشاعر زهير بن أبي سلمى في قصيدته مجسداً واقع الحياة والحكمة والتفاخر , يقول: سئمت تكاليف الحياة ومن يعش ثمانين حولاً لا أباً لك يسأم وأعلم ما في اليوم والأمس قبله ولكني عن علم ما في غد عم ومن لم يصانع في أمور كثيرة يضرس بأنياب ويوطأ بمنسم وكانت تمارس نوعاً من السلطة السياسية على مختلف القبائل العربية وكان شبه الجزيرة العربية يموج بأفكار جديدة عن ضرورة التوحيد العربي , كما هو الآن فإن الشارع العربي ينتظر أقرب فرصة ليؤكد عروبته ويقف أمام كل من يحاول النيل من هذه الأمة الكريمة, ورغم المحاولات والأفكار التي حاول فيها البعض التقليل من أهمية الجانب الروحي في الإسلام ودوره وفعالياته لحساب الجانب السياسي والاجتماعي والاقتصادي منه , نجد هناك أغلبية ساحقة من المفكرين والدارسين لهذا الصرح العملاق بمن فيهم أغلبية المستشرقين يجمعون على أن الإسلام إنما يمثل بناءً متكاملاً وأن شؤون السياسة والاجتماع والحكم فيه ليست بمعزل عن الجوانب الروحية والأخلاقية التي قررها القرآن وبشر بها الرسول عليه الصلاة والسلام , وإن العلاقة التاريخية الخاصة بين الإسلام والأمة العربية هي علاقة جدلية انتهت إلى خلق جديد فكانت الأمة العربية ثمرة التفاعل للإسلام مع تلك الشعوب والمجتمعات والجماعات , هذا اللتفاعل أدى إلى تكوين شعباً عربياً واحداً بدلاً من شعوب متفرقة ووطناً عربياً واحداً بدلاً من أقاليم متعددة واستمدت اسمها من تلك النواة التي بدأ بها التكوين القومي في الجزيرة العربية . كما أن الإسلام كدين ونظام عام ينظم العلاقات بين الناس جميعاً سواءً هؤلاء الناس كانوا مسلمين أو غير مسلمين وهو متعلق بالحياة في مجتمع أفراد عليهم جميعاً أن يلتزموه راغبين أو كارهين , وإن الإسلام كخاتم الرسالات جاء ليكون هداية ونوراً للناس أجمعين . كما يشير إلى أن التصوف الإسلامي كان ثورة في الفكر والسلوك وأن أئمة هذا التصوف كانوا في أغلبهم ثواراً ضد الظلم السياسي والاجتماعي والجمود الفكري ومنهم أبو ذر الغفاري . وكان الانسان العربي في انطلاقته الأولى وثوريته في أن يحقق سهام التوحيد السياسي أشبه لا بالمعجزات بل بالمستحيلات والقرآن الكريم عندما يخاطب الرسول (ص) . فيقول " وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الارض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم ". فكان الإسلام الذي أقام المجتمع الجديد الذي لم يكن عنصرياً ولا عرقياً , بل لا نغالي إذا قلنا أنه كان نتاجاً لفكر يستهدف ويستشرق أعمق الأفكار القومية ذات المحتوى الإنساني النبيل وأرقاها . وهذه قصة "قيس بن مطاطية" حيث يقف في أحد المجالس ليعرض بأعجمية كل من سلمان الفارسي وصهيب الرومي وبلال الحبشي أعجمية أصولهم العرقية. يأخذ معاذ بن جبل بتلابيبه ويقوده إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وعندما يعلم الرسول بحديث قيس هذا يطلب أن ينادي الصلاة جامعة , ثم يصعد البئر فيقول " أيها الناس إن الرب واحد والأب واحد وليست العربية بأحدكم من أب ولا من أم , وإنما هي اللسان فمن تكلم بالعربية فهو عربي ولأول مرة في هذه البقاع شهد الناس ألوية جديدة يسير خلفها المجتمع ورايات خفاقة يستظل بها القوم , ليست ألوية قبلية ولا عشائرية , بل الدولة العربية الإسلامية التي كانت تستهدف آفاقاً أرحب وأغنى بالمحتويات الإنسانية , وأمام التحديات التي كانت تمثلها الأخطار الخارجية من القوى الأجنبية الزاحفة على شبه الجزيرة العربية من الجنوب والشرق والشمال , واجهت الدولة العربية الإسلامية الوليدة هذه التحديات والأخطار بناء مجتمع موحد الفكر والإرادة إلى حد كبير بالنسبة لقصره يتخذ من العروبة بمعناها اللاعنصري واللاعرقي سمة تطبع ملامحه وقسماته الجديدة ويتخذ من التوحيد الديني رمزاً للتوحيد السياسي والقومي الذي لا بد من للعرب كي يواجهوا هذه الأخطار . وإذا جاز لنا أن نبصر "السلام والمحبة " كجوهر للمسيحية وأن يظل مجيء جوهرها على هذا النحو كرد فعل لما أثارته الحرب ضد العبيد والردة الرجعية بعد انتكاس ثورة "سبارتاكوس" من مجازر ومآثم وآلام , فإننا نستطيع أن نبصر الجوهر الذي كان يسري خلال المبادئ والأهداف والقيم والتعاليم التي جاء بها الإسلام وسنجده متمثلاً في مبدأ التوحيد , فقد بلغ الإسلام بدعوة التوحيد هذه حداً من النقاء والوضوح لم تصل إليه تصورات الأمم السابقة , مما أتاح للمجتمع الصلة بين هذا الفكر وبين الرحلة التي قادها الملاح الإسباني كولومبس والتي أثمرت اكتشاف الأمريكيين ثم تعميرها . وما لنا نذهب بعيداً ولا نبصر الرحلة البحرية الباسلة التي قام بها ثمانون من خيرة رجال الدعوة المحمدية في بداية ظهور الإسلام هم وعائلاتهم وذووهم إلى بلاد الحبشة عبر البحر , والآية القرآنية من سورة النحل تقول" هو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحماً طرياً وتستخرجوا منها حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون" كما عرفت التجارة العربية في شبه الجزيرة العربية في كل من المدن والحواضر التجارية والتي لعبت دوراً بارزاً في تنمية الحضارة التجارية لهذه البلاد مثل البتراء – تدمر – بصرى – مكة- حلب – وميناء صحارى وغيرها من المدن والموانئ الكثيرة . كما أن التجارة العربية وصلاتها في زنجبار والتي تعود إلى أعماق التاريخ ثلاثة آلاف من السنين . ومن ينكر الملاح العربي والعالم في علوم البحار "شهاب الدين أحمد بن ماجد" الذي ولد بحلفار بعمان والذي أخذ علم البحر عن أبيه عن جده ولم يكن شهاب الدين أحمد بن ماجد مجرد ملاح بل لقد كان حجة في علوم البحر المختلفة له فيها مؤلفات وكتب منها "حاوية الاختصار في أصول علم البحار" "الفوائد في أصول علم البحر والقواعد " وغيرها.. هناك الكثيرون المسلمون بتلك الحقيقة التي تؤكد اكتشاف العرب للقارة الأمريكية قبل كولومبس بمئات السنين . كما أن الصلة التي لا تنكر بين الفكر العربي في هذا الميدان والذي استوطن واستقر في اسبانيا حتى بعد انحسار الحكم العربي من هناك وعندما أخذ نفوذ الدولة يسري بين مختلف أجزاء شبه الجزيرة العربية أخذت المراكز الحضارية والبشرية السامية غير العربية مثل اليهود بدور معادي للعرب وانجاز اليهود علانية وسالكين لذلك طريق الخيانة ونقض المعاهدات. ووجدت الدولة الجديدة أنه لا بد من تأمين نفسها عن طريق التخلص من هذه الجيوب غير المأمونة والتي تمارس الغدر والخيانة في قلب القاعدة الجديدة التي بني عليها الدين الجديد . وفي سنة 2هـ –623م- وعقب غزوة بدر أجلى المسلمون يهود "بني قينقاع"وكانوا صاغة من المدينة فذهبوا إلى أذرعات بالشام وفي سنة 4هـــ /625 م/ تم إجلاء يهود بني النضير بعضهم إلى خيبر وبعضهم إلى بلاد الشام , وفي سنة 7هـ /628م/ فتحت حصون خيبر الثمانية سنة ستة منها فتحت عنوة واثنتان صلحاً , وفي نفس العام سنة 7هـ /628م/ فتحت وادي القرى وتيماء وبعد غزوة تبوك سنة 9هـ /630م/ صالح المسلمون أهل أذرح وجرباء وهم يهود على الجزية , حتى إذا كان عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه استطاع المجتمع العربي الاسلامي الجديد أن يحقق ذلك التجانس في الرعية بل الوحدة في هويتها , فتم في ذلك العهد إجلاء باقي الجماعات اليهودية عن أارضي شبه الجزيرة العربية , وأصبح للقاعدة الرئيسية التي أقام عليها العرب دولتهم الاسلامية نوع واحد من الرعايا هم هؤلاء الذين ارتضوا الدين الجديد عقيدة لهم والدولة العربية الاسلامية الجديدة مركزاً يخصونه بالولاء والوفاء ولم يعد يقبل من سكان هذه البقعة إلا الخيار بين الإسلام أو السيف . ونشير أيضاً إلى ما نبهنا إليه القرآن إلى ذلك الخطأ الذي وقع فيه الكثير من الناس وهو الخلط بين العرب والأعراب . فالأعراب هم جماعات تسكن البادية منقطعة الصلة بالحضارة لم يصيبها التمدن في شيء قليل أو كثير "الأعراب أشد كفراً ونفاقاً " أما العرب فهم الذين لعبوا دوراً هاماً في الحضارة والحياة منذ أقدم عصور التاريخ . أيها الرفاق-أيتها الرفيقات: لقد كان للدولة العربية الاسلامية دورها البارز والحضاري عبر التاريخ وأنه مهما مر على هذه الأمة العربية من صعوبات وتحديات لا بد أن تعيد مجدها السابق لما لها من مقومات القوة والتقدم والاستمرار ولأن إرادة الشعوب فوق أي اعتبار ومن يحاول النيل من ارادة الشعوب لا بد خاسراً وأن الحق سيبقى ساطعاً مهما حاول طمسه الآخرون . وإن فلسطين العربية التي ملكها الإسلام بالسيف ومهما يحاول الصهاينة تجاهل هذه الحقيقة فإن الزمن آىت وأن الحق سيعود إلى أهله مهما طال الزمن أو قصر . فهذا المجاهد محمد البشير الإبراهيم الأديب والعالم والشاعر الجزائري في كتابه فلسطين العروبة والإسلام يقول: يا فلسطين ملكك الإسلام بالسيف ولكنه ما ساسك ولا ساس بينك بالحيف "الظلم" فما بال هذه اغلطائفة الصهيونية اليوم تنكر الحق وتتجاهل الحقيقة وتجحد الفضل وتكفر النعمة فتراجم العربي الوارث باستحقاق عن موارد الرزق فيك ثم تغلو فتزعم أنه لا شرب له من ذلك المورد ما بال هذه الطائفة تدعي ما ليس لها بحق وتطوي عشرات القرون لتصل بسفاهيتها وعد موسى وعد بلفور فيالها تدعي إرثاً لم يدفع عن أسلافها غارة بابل ولا غزو الرومان ولا عادية الصليبيين , وإنما يستحق التراث من دافع عنه , وإن العرب على الخصوص والمسلمين على العموم حرروا فلسطين مرتين في التاريخ ودفعوا عنها الغارات المجتاحة مرات , وانتظم ملكهم إياها ثلاثة عشر قرناً وعاش فيها "بنو إسرائيل" تحت راية الإسلام وفي ظل حمايته آمنين على أرواحهم وأبدانهم وأعراضهم وأموالهم وعلى دينهم , ومن المحال أن يحيف المسلم الذي يؤمن بـ" موسى" على قوم موسى ؟ ويعود الأديب والمجاهد محمد البشير الإبراهيمي ليقول : أيها العرب إن قضية فلسطين محنة امتحن الله بها ضمائركم وهممكم وأموالكم ووحدتكم وليست فلسطين لعرب فلسطين وحدهم دائماً , هي للعرب كلهم وليست تنال بالهوينا والضعف وليست تنال بالشعريات والخطابات وإنما تنال بالتصميم والحزم والاتحاد والقوة " إن الصهيونية وأنصارها مصممون فقابلوا التصميم بتصميم أقوى منه. إن إسرائيل وضعت استراتيجية ولا بد من وضع استراتيجية معاكسة هنا أمة عربية وهناك إسرائيل , ولا بد لأحدهما أن يزول وبالتالي لن تزول الأمة العربية وستزول إسرائيل , هناك مراحل سياسية وهناك مراحل عسكرية . ويبقى العرب هم أصحاب الفضل في التاريخ والسيادة على فلسطين وإعلاء كلمة الله فيها لا كلمة الدرهم والدينار . أيتها الرفيقات-أيها الرفاق إن أمتنا العربية قدمت للحضارة أجمع أسمى معاني الإنسانية ولها من مقومات الحضارة والوجود ما يجعلها من أقوى دول العالم. فقد كان أجدادنا نبراساً يحتذى لكل القيم والمثل النبيلة , وجاء الإسلام فتوجا هذه القيم بالدين الحنيف ومحمد (ص) هداية ومنارة للناس أجمعين , فإننا نعتز بعروبتنا كما نعتز بإسلامنا فكان لماضي هذه الأمة ورجالاتها الذين برزوا عبر التاريخ ولعبوا دوراً كبيراً بحضارة الأمة العربية والأمم الأخرى , ولابد من العودة إلى الوحدة العربية التي هي الرد الطبيعي على كل تحديات العصر , وهذا سليمان العيسى يلح في طلب الوحدة قائلاً , أطلي علينا طيف وحدة بريقاً سراباً كيف شئت فاقدمي وسيبقى الشعب العربي ومهما تعرض لأنواع المحن صامداً حتى تتحقق لأمتنا العربية كل عوامل التقدم والحضارة .

 

منشورات الطليعة العربية في تونس




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !