مواضيع اليوم

العرب يتفرجون و الجزائر تواجه امريكيا و بريطانية منفردة

حمادي بلخشين

2010-06-13 17:51:17

0

العرب يتفرجون و الجزائر تواجه امريكا و بريطانيا منفردة

 

 

حيلة


بعد أن أمرني بإسدال الستائر و إغلاق التلفزيون و إطفاء الأنوار، أوصاني جدّي و هو يسوّي مخدعه:
ــ لا توقظني إلا اذا طار الفيل!
و لكي يضمن نومة مريحة لا يقطعها طارئ أضاف جدي مستدركا:
ــ قد يطير الفيل فتذهب عني، هكذا باطلا ، نومة و لكن لا توقظني الا اذا ثار حكام العرب على سادتهم البريطانيين و الأمريكان و تمردوا على الذل الهوان.
تمنيت لجدي نومة مريحة ثم التحقت بغرفتي.

بعد نصف ساعة صرفتها في تقليب الكتب يممت وجهي شطر الأنترنيت... ما أن تبدت لي صفحتي المفضلة حتي طالعني خبر حملني على الإطراق مفكرا قبل أن أهرع الي جدي موقظا.
قلت و أنا أهزه من كتفه:
ــ أبشر أبشر ياجداه فقد حدث ما ترجوه و أكثر ما كنت تتمناه.
قال جدي وهو يحكّ عينيه:
ــ لم قطعت نومي يا مسيء الأدب، هل تحرك حكام العرب.
قلت
ــ نعم يا جداه فها هي الطبول تقرع في الجزائر و أمريكا، بعد أن حدد موعد المواجهة باتفاق مسبق من الطرفين !
قال جدي وهو يستوي جالسا:
ــ لو تبينت كذبك فاسأحرمك المصروف اليومي لمدة شهر باكمله,
أقسمت لجدي باغلظ الإيمان عن صدقي ثم اردفت:
ــ فكل وسائل الإعلام تتحدث عن مواجهة أمريكية جزائرية مؤكدة . ثم ازيدك من الشعر بيت لقد شاهدت صورا منقولة من التلفزة الجزائرية يظهر فيها شبان جزائريون في منتهي القوة و اللياقة كانوا يلبسون ثيابا خضرا.
قاطعني جدّي:
ــ اللون الأخضر . إذن سيكون التحرك إسلاميا.
كما كان هؤلاء الشبان الأقوياء يلفون رؤوسهم بعصابات بلون الدم:
صاح جدي:

ــ انها عصابة أبي دجانة صاحب الرسول.. لم يكن يضعها الا ساعة المواجهة..
صاح جدي بأعلى صوته:
ــ الله أكبر.. الله أكبر
قبل ان يهوي ساجدا
ما ان اتم سجدتي الشكر حتى تلقفته مضيفا:
ــ كما كان هؤلاء الشباب ا يتوعدون أمريكا و بريطانيا بهزيمة ماحقة.
سألني متعجبا:
ــ و لكن ما دخل بريطانيا؟
قلت لجدي:
ــ ستكون بريطانيا الضحية الثانية للتحرك الجزائري، فقد حدد ايضا موعد المواجهة.
قال جدي:
ــ الحمد الله الذي لم يأتني اجلي حتى أرى في أمريكا أياما سودا متعاقبة، فقد طفح الكيل و بلغ السيل الزبى و تنامت بلطجة أمريكا و تزايد تدخلها في شؤون المسلمين، و قد آن الأوان كي تدفع الثمن.
بلغ السرور بجدي الي حد إخراج حافظة نقوده و منحي خمسة دنانير بأكملها.

فيما كنت أدسّ غنيمتي في جيبي.عضّ جدّي إبهامه الأيمن ثم قال متسائلا:
ـ أفي علم أنا أم في حلم؟
لم يمكنني جدي من الجواب، بادرني:
ـــ ما مصير الرئيس الخائن عبد العزيز بو تفليقة؟
لم يمكنني جدّي ثانية من الجواب حين أردف متسائلا:
ـــ هل أزيح الخائن و جيء بحاكم شهم؟
قلت نافيا:
ــ بل ظل في منصبه!
ثم مؤكدا:
ــ حتى انني شاهدته وهو يلتقط صورا تاريخية رفقة ممثلين لمن اختيروا لمواجهة أمريكا و بريطانيا.
زم جدي شفتيه ثم قال:
ــ لعل دماء عربية تحركت في شرايين بو تفليقة فقلب لأسياده ظهر المجن.. لا تعجب يا بني فالله قادر على إحياء العظام وهي رميم.
ثم وهو يزيد مني اقترابا:
ــ ماذا حدث بعد ذلك، هل إجتيحت سفارتي أمريكا و بريطانية و هل تم سحل السفيرين أم تأجل إعدامهما بعد محاكمة عادلة؟
قلت لجدي:
ـــ لا يا جدي بل وقع التعامل معها بأسلوب حضاريّ حتى أنني رأيتها مبتسمين فيما كان يحيطان ببو تفليقة إثناء التقاط تلك الصور!
قال جدي دون تفكير:
ــ أكيد أن العلجين الخبيثين قد بادرا بإعلان إسلامهما قبل أن يقع الفأس على الرأس.
حين طالعت ساعتي شعرت بدوري بضرورة التحرك فقد آن وقت المواجهة. درت حول جدي احتضنه من الخلف قلت له " سامحني يا جدي فقد جعلتك تطمع فيما ليس يطمع فيه"
سألني
ــ هل يعني انه لا توجد مواجهة جزائرية أمريكية.
ــ بلى يا جدي.. و مواجهة جزائرية بريطانية ايضا.
سألني متعجبا:
ــ ما وجه الكذب في ما رويته أذن؟
قبلت جدي ثم أضفت:
ــ ستتحقق المواجهة و لكن على ملعب معشب في جنوب افريقيا في نهائيات كأس العالم لكرة القدم . و قد ايقظتك يا جداه كي تهبني دينارا أتمكن بواسطته من احتجاز مقعد في مقهى الزهور حيث توجد تلفزة عملاقة!
كان جدي مستغرقا في الضحك حين أغلقت عليه الباب بعد ما استأذنته في الذهاب!

اوسلو 13جوان 2010
قصة قصيرة بمناسبة كاس العالم 2010 التي حددت الجزائر و امريكا و انجلترا و سلوفانيا في مجموعة واحدة !

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !