لا أعتقد أن أحدا يستطيع فهم ما يجري في عالمنا العربي لأن ما يجري لا يبرره منطق ولا تحليل سياسيي . المعروف لدى شعوب العالم بان العرب شعب مختلف ويصعب فهم تصرفاتهم وأقواتلهم والأتراك الذين لهم خبرة طويلة بالعرب لهم مثل يقول إذا لم تستطع فهم شئ فتأكد أنه شأن عربي والمثل التونسي يقول (تبي تفهم العرب أدوخ )إذا أردت أن تفهم ما يجري في العالم العربي تصاب بالصداع .
العرب يرددون منذ 60 عاما أو أكثر بأن فلسطين للفلسطنيين ويجب تحريرها ومع هذا لا يعملون شيئا لتحقيق ذلك سوى الكلام والصياح ثم الصمت الرهيب والتنازل المهين حتى لم يبق لهم حتى ورقة التوت لإخفاء عوراتهم . عارضوا تقسيم فلسطين ولا يعرف العالم لماذا رفض العرب اليهود ككيان مستقل بينهم . ثم خسروا كل فلسطين وما حولها في حروب لم يبذلوا فيها جهدا أو إستعدادا وكل حملاتهم الدبلوماسية كانت فاشلة غيرمنسقة وغير جادة . ولا يعرف أحد لما خسر العرب في الحرب والدبلوماسية مع أنهم يملكون المال والنفط والسوق الواسعة والأجواء والبحار الاستراتيجية وكل الأمكانيات لأستخدامها كأداة ضغط على العالم ولشراء أي سلاح إوصنعه . وقبلوا حدود ما قبل حرب 1967 مما زاد غموض قرارهم برفض قبول تقسيم فلسطين سنة 1948 وضياع الوقت وتكبد خسائر وهزائم في حروب لم يستعدوا أو يخططوا لها . وأخيرا قرروا تقديم المبادرة العربية بقبول اليهود كدولة شرط الرجوع إلى حدود 1967 ومع هذا يطالبون اليوم إسرائيل بوقف الأستيطان وليس أزالته أي قبول المستوطنات التي أنشاتها إسرائيل في داخل حدود فلسطبن قبل حرب 1967 وعدد سكان هذه المستوطنات اليوم يقارب عدد الفلسطنيين في الضفة الغربية دون معرفة لماذا عدلوا المبادرة العربية دون قرار رسمي بحيث اصبح من المتعذرعلى الفلسطنيين أقامة حتى حكم ذاتي لمنطقة متواصلة . هل معنى هذا تخلي العرب عن القدس والدولة الفلسطنية والأقتصارعلى المطالبة بمخيمات إستيطانية فلسطنية داخل دولة إسرائيل . هل يستطيع أحد أن يفهم هذا ؟.
معظم دول العالم توحدت في وحدات إقليمية سياسية و إقتصادية إلا العرب رفضوا الوحدة السياسية والأقتصادية مع أنهم المجموعة الأقليمية الوحيدة التي تجمعهم لغة واحدة ودين وأصل وتاريخ واحد ولا أحد يعرف لماذا ترفض الدول العربية اي نوع من الوحدة أو الأتحاد والبقاء عراة فرادي عرضة للأحتلال والأستغلال .
العالم العربي من أهم أقاليم العالم جغرافيا وإستراتيجيا ومناخيا ويحتاج ألى إستتمارات لتحويله إلى منتجع سياحي ومركز ثقافي وحضاري واحد للعالم ورغم توفر الأموال لدى العرب لمثل هذا الانجاز فهي تستتمر في الدول الرأسمالية دون عائد احيانا وتتعرض للضياع في خضم التقلبات الراسمالية في الغرب كما حدث هذا فعلا في الأومة الأقتصادية الراهنة.. ولا يعرف احد لماذا و لا يستطيع أي عالم إقتصادي أو سايكولوجي تبرير هذا السلوك العربي .
كل أومعظم دول العالم قبلت الديمقراطية وألتزمت بحقوق الأنسان والحريات وسيادة العدل والقانون إلا العرب فلا زالت الدول العربية يحكمها ملوك وأمراء ورؤساء كأفراد ديكتاتوريين بدون دستور أو أنتخاب وبدون توفر الحريات وحقوق الأنسان والعدالة والقانون . والكل لا يستطيع أن يعرف لماذا يقبل العرب هذا الوضع المخزي الذليل مع أنهم شعب عرف منذ القدم بتمجيد حرية الكلام والتحرك و التصرف صعب المراس لا طاعة عليه لمخلوق .
التعليقات (0)