مواضيع اليوم

العرب والذهب

طارق محسن حمادي

2013-10-19 07:32:50

1

                     العرب والذهب    
اختتمت قبل ايام الدورة الاولمبيه لعام 2012 في العاصمة البريطانيه لندن .. حيث تنافست شعوب العالم من خلال رياضييها في سباق محموم في كافة المجالات الرياضيه لنيل الميداليات  الاولمبيه .. الذهب والفضه والبرونز .. والتقت هذه المجاميع من شرق الارض وغربها ومن شمالها وجنوبها وبضمنهم رياضيون من بعض الدول العربيه في العاصمة البريطانيه مؤكدين اصرارهم على الفوز.. حاملين معهم امال واماني وتطلعات شعوبهم في تحقيق افضل النتائج ..
وبنظرة بسيطه الى الاولمبياد وتحديدا من خلال المشاركه العربيه افريقية كانت او اسيويه نجد انها لاتتناسب وحجم هذه الشعوب من الناحيه التاريخيه والحضاريه .. وان مشاركاتها كانت خجولة سواء في هذا الاولمبياد او في اولمبياد بكين او في ماسبقها....
والملاحظ ان الرياضيين العرب ما ان تبدأ المنافسات حتى يبدأ تساقطهم في المراحل الاوليه.. غير ابهين لذلك وكأنهم يشعرون بان مجرد المشاركه في هذه الميادين العالميه هو انجاز بحد ذاته متناسين الجهود التي بذلت لاعدادهم والمبالغ التي صرفت لنفقاتهم.. واحلام الشعوب التي تنتظر منهم تحقيق انجاز (( يبيض الوجه)) ويعوضها عن معاناتها والامها ومأساتها نتيجة الفساد الادارى والاخفاقات السياسيه..علما بان الانسان العربي وكما هو معروف بطبيعة تكوينه وتاريخه وبيئته الصحراوية القاسيه وبناءه الجسمي والنفسي قادر على الصبر والتحمل وبامكانه ان يحقق انجازا جيدا اذا توفرت له الرعاية والدعم...
اذن التقصير كبير في المجال الرياضي ومطلوب من القيادات الرياضيه ان تجري مسحا شاملا لاختيار العناصر البشريه التي لديها القدرات والرغبة لكل مجال من مجالات الرياضه والقيام باحتضانها ورعايتها وتوفير بيئات حاضنه لها لاعداد ابطال المستقبل..والابتعاد عن العلاقات الشخصيه والتأثيرات الجانبيه في ذلك ..
فرب فلاح يمكن ان يحقق انجازا رائعا في مجال السباحه او الرمايه او رب عامل يحقق افضل الارقام في المصارعه او رفع الاثقال او الملاكمه وغيره. فاتذكر في احدى الدورات الاولمبيه جائوا براعي غنم افريقي بعد ان تم اعداده وتدريبه فحقق نتائج اذهلت المتخصصين في سباق الجري وكان يجري في الملعب حافي القدمين ..
نعم ..هكذا هي الشعوب الحيه دائما تبحث عن الخامات الجيده من المبدعين في الزوايا المعتمه وتسليط الضوء عليها ورعايتها لانها ثروات وطنيه ترفع اسم البلد عاليا في المحافل الدوليه.. فمطلوب اولا ايجاد قيادات رياضيه وطنيه حقيقيه فاعله وواعيه لما تعمل .. ووضع ستراتيجيات للحركه الرياضيه في البلد فالكثير من الابطال العالميين كان يتم اعدادهم  في سن مبكره  وفي السنوات الاربع الاولى من حياتهم.. كما مطلوب الاهتمام بالرياضه في المدارس وخاصة الابتدائيه منها من خلال تهيئة المستلزمات الرياضيه والساحات لان المدرسة هي الحاضنة الطبيعيه للطاقات والابداعات العلميه والفنيه والرياضيه .. علما بان دروس الرياضه للاسف قد اهملت منذ سنين. كذلك على الدوله العمل على دعم ورعاية الحركه الرياضيه في البلد والمحافظة على استقلاليتها وعدم تسييسها لان البلدان تبنى بالطاقات المتجدده والمتنوعه.. كما ندعو كافة وسائل الاعلام والقنوات الفضائيه التي اصبح شغلها الشاغل استضافة الشخصيات السياسيه التى لم تقدم للبلد لحد الان سوى الوعود الكاذبه وتبذير الثروة الوطنيه.. ان تستضيف خبراء ومتخصصون في المجالات الرياضيه سواء كانو عرب او اجانب والابتعاد عن البرامج الرياضيه الاخباريه.. ونطمح ان يكون حرص السياسي كحرص الرياضي عندما تتفجر طاقاته وابداعاته في ميادين المنازله لتحقيق الغايات الساميه.فما انبلها تلك الدموع التي تذرف من عيون الفائزين على منصات التتويج عندما ترفرف رايات بلدانهم عاليا بين رايات الامم ...!
                        
                طارق محسن حمادي
نشر المقال في جريدة الزمان العدد//4322 في  6/10/2012




التعليقات (1)

1 - شَغْلة أبوك .. لا يِغْلبوك

هند - 2013-10-21 11:54:22

شَغْلة أبوك .. لا يِغْلبوك قال لي أبي : فيما يُحكى من الحكايات أنّ شابّاً دأَبَ على سؤال أمّه عن مهنة أبيه الذي توفّي قبل أن يراه،وكانت الأمّ دوماً تُجيبُه بأنّها لا تعرف ماذا كان يعمل أبوه،ومع استمرار السؤال نفسه والإجابة نفسها استقرّ في ذهن الشاب بعد أن أعيتْه الحيلة بأنّ في الأمر سرّ. هذا الشاب جرّبَ كثيراً من المهن والأعمال ولم يفلح في أيٍّ منها ليعودَ في كلّ مساءٍ للمنزل متذمّراً من حظّه العاثر مردّداً ذات السؤال على أمّه أملاً في أن يجدَ طريقاً ليعملَ مثلما كلن يعملَ أبوه، لكنّ جواب الأمّ كان سدّاً منيعاً دون هذه المحاولة المتبقّية له في عالم الأشغال والأعمال. في صباح يومٍ من الأيام واتَتْ الفِكرة الذهبية عقلَ هذا الشاب ليستحثَّ أمّه على إفشاء السرّ الذي أرّقه فوقَ أرقه من انسداد أبواب الرّزق في وجهه، قال الشاب لأمّه وهو يخرج من المنزل أودّ أن يكونَ غداؤنا اليوم “رز وعدَس” فما كان من والدته إلا أن هيأتْ ما طلبه ابنها الوحيد منها انتظاراً لقدومه ظهراً . وعلى مائدة الغداء وقد وُضَع “المعدوس” في إناء يليق بكرامته وقدْره عندَ أهل الحجاز وبُخار النّضج يفوح من ذلك الطّعام الفاخر،... باقى المقال بالرابط التالى www.ouregypt.us فجأة أخذَ الولد بيدِ أمّه ملتقطاً لها بسرعة مطبقاً عليها وأغرقَها بالكامل في الطّبخة التي ما زالت تلفظُ أنفاس الغلَيان،وقالَ لأمّه وهي تصيحُ من الألم لن أُخرجَ يدَك حتى تُخبريني ماذا كانَ أبي يعمل؟..

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات