الأقتصاد العربي لن يتطور والتنمية العربية مسرحية فكاهية . في عالمنا العربي الكل يغني عن ليلاه وليلي العرب هي ليلة واحدة هي أمريكا وأخواتها بريطانيا وفرنسا وألمانيا , الأقتصاد العربي مسخر لخدمة الاقتصاديات الغربية وحفنة من العرب نتيجة تخطيط وتربص . والشعوب العربية تعيش على الفتات مقابل خدمات المنازل وتنظيف الشوراع للأسياد . الكلام عن الأقتصاد العربي سابق لأوانه ما لم تحل المشاكل السياسية للعرب والمسلمين , وأنهاء الأحتلال الأسرائيلي لفلسطين والهيمنة الغربية وقواعدها وجيوشها وأساطيلها في المنطقة العربية وفوق أرضها وفي بحارها,والأستقلال السياسي ومشاركة الشعوب في حكم نفسها بنفسها, ونشر الديمقراطية وحقوق الأنسان وإحترام الحريات و التعامل مع الغرب تعامل الند للند لا تعامل العبد مع السيد قبل الكلام عن الاستقلال الأقتصادي والتنمية .
العرب فقدوا الثقة في أنفسهم وفي مستقبلهم , وهم كمريض السرطان في مراحله الأخيرة يصرف أمواله بلا تدبير ولا يهمه ما يجري حوله من مؤامرات حول مصيرثروته وأرضه . العرب لا يعرفون قوتهم في العالم فقد فقدوا الامل بعد هزيمتهم المهينة من طرف إسرائيل في معارك عسكرية لم يستعدوا لها وأنشطة دبلوماسية فاشلة غير مدروسة وحكموا على أنفسهم بالضعف والأنهيار . العرب اليوم قد لا يعرفون أن المال العربي هو أقوى قوة مالية في العالم يتحكم في إقتصاديات العالم الغربي بترولا وإحتياطات مالية وإستتمارات . ومع هذ نسمع نعيق الساسة وبعض الإقتصاديين العرب بان دخل العالم العربي يقل عن دخل دولة أوربية متوسطة مثل إسبانيا , ويقارنون بغير موضوعية بين دخول دول شعوبها تملك ثروات مترامكة نتيجة مدخرات طوال قرون وبين دخول دول شعوبها فقيرة ليس لديها ما تدخره منذ قرون عديدة كما أن الاقتصاد الغربي يمول استهلاك المواطنين الغربيين للحفاظ على دخلهم المرتفع. وتقوم الحكومات الغربية بطبع سندات حكومية تبيعها نقدا لأثرياء النفط من المستتمرين العرب حكومات وافرادا , وتوزيعها على البنوك والشركات الكبري التي تقوم بدورها بأعطائها كقروض عقارية وإستهلاكية وتسهيلات شرائية للمواطنين في الغرب وفترة إسترداد هذه القروض قد تستمر لفترة 50 عاما قابلة للتمديد والزيادة ومعظمها لا يسترد أصلا أي بمعنى أخر دخل غير مرئي ممول من النفط لعربي .أما الدول العربية فتضم شعوبا معظمها تحت حد الفقر بينما تستتمر الحكومات العربية في صرف أموال النفط في السوق الغربية وهي الأن تملك مدخرات وإحتياطات وإستتمارات تزيد عن الدخل القومي لاي مجموعة إقتصادية مثل أمريكا والأتحاد الاوربي واليابان مع الفرق أن المدخرات وألاستتمارات والأحتياطات العربية تصرف وتستتمر في دول الكتل الأقتصادية الكبرى بيما تصرف دخول الكتل الأقتصادية على شعوبها . ولنا في ذلك أمثلة لهذا الثقل المالي والأقتصادي للدول العربية . ففي سنة 1973 أستطاع العرب أن يوقفوا عجلة إقتصاديات الدول الغربية لأيام معدودة عاد العرب بعدها إلى فتح أنابيبهم ومصارفهم وأسواقهم ولهذا فشلوا في الحصول على أية ضمانات سياسية للقضايا العربية لانعدام التخطيط بين الدول العربية . ورغم أن ليبيا تعرضت لضغوط إقتصادية دولية أثرت فيها بسب عدم تأييد العرب لها ومشاركتهم في المقاطعة الغربية ضدها إلا أن فشل هذه المقاطعة أقنع الدول الصناعية بأن لا تقدم على مثل هذه المقاطعة لدولة نفطية عربية مرة أخرى بسبب خلافات سياسية . وأخيرا إستطاعت ليبيا أن تهدد إقتصاد أقوى دولة مالية في أوربا بمقاطعتها ماليا وتجاريا ودبلوماسيا لأسباب غير سياسية . وقد فرضت ليبيا مطالبها على الدول الصناعية الكبرى مثل بريطانيا وأمريكا وفرنسا وألمانيا وباقي الدول بمجرد التلويح بالتهديد بقطع العلاقات التجارية والمالية ولا زال تستعمل هذا السلاح . صحيح أن مقاطعة أية دولة عربية لأية دولة صناعية كبرى لن يدفع هذه الأخيرة إلى الفقر لكن من الأكيد أن إقتصادها وتجارتها ووضعها المالي لن يكون على ما هو عليه قبل مقاطعة الدولة العربية لها . وأريد من القارئ هنا أن يتصور معي لو أن الدول العربية مجتمعة قاطعت تجاريا وأقتصاديا وماليا دولة صناعية كبرى أو إحدى إلكتل الأقتصادية الكبرى ماذا ستكون النتيجة؟ الجواب من غير تردد ستضطر هذه الدولة او الكتلة الأقتصادية التي يقاطعها العرب تغيير سياستها نحو القضايا العربية بما يتمشى ومطالب العرب الشرعية وحصول الفلسطنيين على إستقلالهم من وقت طويل دون الحروب التي خاضها العرب من دون نتائج أيجابية . أنا أعرف أن هذا الكلام لن يكون له قبول من طرف كثيرين من الحكام ومستشاريهم الذين يرددون بدون وعي وتفكير ما ينصح به الأقتصاديون والساسة الغربيين ويردده الأعلام الغربي عن قصد والأعلام العربي عن جهل , بأن البترول ثروة زائلة ويمكن تعويضها بمصادر أخرى للطاقة وان دخل البترول تعتمد عليه الدول والحكومات العربية اكثر من أعتماد الغر ب عليه ولا يمكن إستخدامه كسلاح , ولهذا حرم على الدول العربية حتى مجرد التفكير في أستخدام قواهم المالية والتجارية والأقتصادية . لكن ماذ ا سيحصل للاقتصاد الغربي لو توقف النفط وجفت الأحتياطات والأستتمارات العربية . لا شك أن الجواب تعرفه الدول الصناعية جيدا وهو إنهيار الأقتصاد الغربي . المقاطعة التجارية والمالية أصحبت وسيلة حديثة على المستوى الشعبي والرسمي تستعمل حتى بين الدول الصديقة ضد بعضها البعض لحل خلافاتها وقد إستخدمت بين أوربا وامريكا وبين أوربا وأمريكا واليابان وقد حققت هدفها دون اللجوء إلى القوة .ونسمع اليوم بالتهديد بمقاطعة الأمريكيين لبضائع أستكلندا بسب أطلاق سراح سجين ليبي دون أن تتعرض العلاقات بين بريطانيا وأمريكا لأي تغيير . حلال عليهم حرام علينا .وأخيرا فإن الضغط الأقتصادي على الغرب هو الوسيلة الوحيدة لحصول العرب على حقوقهم المشروعة في فلسطين والعراق ,وهو سلاح مشروع يستعمل بين الدول الصناعية نفسها ولن يعرض العالم العربي لاي خطر .
التعليقات (0)