العرب والأعاجم..مَنْ يحكم مَنْ..؟!!.
من الحقائق المؤسفة التي عاشها ويعيشها العرب في الحاضر والسابق هي تحكم الأعاجم (غير العرب) في شؤونهم ومقدراتهم وفي مختلف المجالات فالخليفة أعجمي والحاكم أعجمي والعالم أعجمي والقائد والأمير أعجمي والمستشار أعجمي والمؤتمن أعجمي والوزير أعجمي وحتى الخادم أعجمي...،وغيرها من المواقع والمناصب والدرجات، فكلها تدار من قبل الأعجام وما على الشعوب الا الطاعة والإنقياد، ومن يقرأ التأريخ يجد الكثير الكثير من الشواهد التي يطول المقال بذكرها، وأما الحاضر فحدث ولا حرج، فهل عقم الرحم العربي عن الإتيان بشخوص جديرة وأهل للحكم والرئاسة والقيادة والزعامة والأدارة والإرشاد والتوجيه والمشورة وغيرها من المجالات،
هذه الظاهرة انتقدها المرجع الصرخي في المحاضرة الثانية والعشرين من بحث (وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري)، داعيا في الوقت ذاته الى ضرورة معالجتها حيث قال:
(( لاحظ: الكلّ أعجمي! الخليفة أعجمي والنائب أعجمي والخادم أعجمي والعالِم أعجمي، وكأنّنا نعيش تلك الأيام، أو تلك الأيام هي حاضرة هنا الآن، ممّا يؤسف له لا يوجد خير في غير الأعجمي- أي غير العربي-، لا يوجد في العرب من فيه الخير والهمة والصلاح والرجولة والقدرة والعمل والاهتمام، فهذا يرمي نفسه لهذه الجهة ويستعين بها وذاك يرتمي للجهة الأخرى وهكذا، فنفس الحال الذي مرّ به العرب في تلك الفترة فهم يمرّون به في هذه الفترة، والكلام هنا ليس في الجانب القومي بل نقول: ألا يوجد مسلم غير أعجمي يصلح للقيادة وللرئاسة وللإمرة وللخدمة؟ ألا يوجد أمير شجاع جسور حكيم عالم بينهم، بل مسلم أعجمي فارسي تركي غربي أوربي أميركي أفغاني هندي صيني في السابق وفي هذا الزمان، يلتجيء إليه أهل الإسلام واصل الإسلام وقلب الإسلام في بلاد العرب؟؟؟ ونحن العرب مع كلّ ما نحن فيه من مأساة نجد من الإفلاس واليأس والضعف والهوان أنّنا نحاول أن نأتي بأمجاد تاريخيّة إمّا غير حقيقة أصلا ولا واقعيّة لها أو مبالغ فيها، وإمّا أنّها لا تدخل في سلوكنا ومنهجنا ولم تكن للاقتداء بها، مجرد عبارة عن كلام وشعارات ليس أكثر من هذا وواقع الحال يناقض ما يُقال وما يُستحضر من وقائع وشواهد تاريخيّة، والشيء المؤسف هنا والغريب جدًا أنّ من يتمسّك بالقومية ونحن قلنا الإسلام أولًا لكن الانتماء للقومية موجود، فكما ينتمي الغير لقوميته ويتمسّك بمنطقته وببلده وبأسرته وعائلته وعشيرته ويذكر العنوان والانتساب إلى تلك الجهات فأيضًا العربي له أسرة وعائلة وقبيلة وعشيرة ومكان ومدينة وقومية ودين فمن حقّه أن يتمسّك بها، التفت جيدا إلى هذا الأمر: مِن فقدان القيم والموازين تجد مَن يتحدّث بالعروبة والقوميّة ويتحدّث و يتكلم ويدافع ويرفع السيف ضدّ باقي القوميات فعندما يفتخر بالقادة الأبطال الشجعان الفاتحين المحررين الموحّدين للبلاد العربية تجده يفتخر بصلاح الدين وصلاح الدين ليس بعربي!!!!! لاحظ كيف يصل الإنسان إلى هذا الحال، وهو على مستوى أكاديمي وعالم وعارف ومحقق فضلًا عن باقي الناس، وهنا اتحدّث عمَّن يتحدّث بالقوميّة ويتمسّك ويرفع شعار القوميّة، فأنت لماذا ترفع شعار القومية وتقتدي وتفتخر بقائد ليس من قوميّتك وتنتقد قومية هذا القائد؟!! لا أعرف سبحان الله!!! إذن نحتاج إلى مراجعة للنفس وتهذيب الفكر وإعادة قراءة التاريخ بإنصاف وحكمة حتّى نتعظ مما حصل وتقترب الأفكار والنفوس وتتحد تحت عنوان جامع يرجع إلى ثوابت الإسلام ومبادئ الإنسان والأخلاق )).
https://www.youtube.com/watch?v=jda2uHVRQdU&feature=youtu.be
المحاضرة الثانية والعشرين من بحث (وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري)
بقلم
احمد الدراجي
التعليقات (0)