مواضيع اليوم

العرب بين وجه اوباما وأست بوش!

رياض الحسيني

2008-11-30 01:21:23

0

العرب بين وجه اوباما وأست بوش!

 

بقلم رياض الحسيني: كاتب وناشط سياسي عراقي مستقل

www.alhusaini.bravehost.com

www.riyad.bravehost.com

 

حالة من البكاء والضحك تسيطر على البشر احيانا لدرجة تتهستر معه كل الخلايا الدماغية والعضلات الارادية واللاارادية حتى يتحوّل هذا الحمل الوديع والكائن اللطيف الى شبه كرة متدحرجة من اعلى قمة في جبال الهملايا الى اخفض ارض في سهول النيبال. حالة من الصرع المشوبة باعراض الدودة الوحيدة تصاحبها رعشة وقشعريرة وفقدان اتزان وبعض السوائل لدرجة الجفاف المطلق.

هذا واكثر قد حدث مع الكثير من المسؤولين العرب واصحاب الدرجات الرفيعة والعصا الغليظة ايام انتخابات الرئاسة الاميركية وقبلها لم يتفوه منهم احد الا بالعبارات الدبلوماسية والابتسامات الودية حينما يسألهم اي صحفي عن موقفهم اتجاه المرشّحَين الديمقراطي باراك اوباما والجمهوري جون مكين! لم يدم الامر طويلا فما ان افرزت الانتخابات "عم الشعب العربي" اوباما رئيسا للولايات المتحدة الامريكية حتى خرج العفريت من قمقمه والفأر من جحره والافعى من مخوارها وصار للشجر حفيف وللافعى فحيح وللرياح صرير وحتى للمياه الاسنة خرير!

مع اعلان اوباما رئيسا لاميركا حتى دقت ساعة السب والشتم والقذف على الساعة التي رأينا فيها بوش والجمهوريين ونفّسنا عما احتبسناه طوال سنوات ثمان فقد كانت فترة حرجة تخللتها فقدان شهية ومرارة في الحلق حتى كاد جل المسؤولين العرب من اقصى اليمين الى اقصى اليسار ان يصابوا بفتق الريح من كثرة مااحتبسوه من الهواء بقصد او من دونه!

البعض منا تمنّى للادارة الاميركية الجديدة "الاوبامية" تحديدا ان تتمتع بعقل! مامعنى هذا، هل يعني ان بوش كان بنصف عقل ام لاعقل له على الاطلاق؟ ماذا كانت ستكون عليه امنياتنا لو كان الفائز جون مكين هل ستبقى نفسها ام ستتبدل؟ يبدو لي ان الانظمة العربية هي الاخرى لديها من تخاف منه وتنافقه في وقت كنت احسب فيه ان البسطاء من الناس هم فقط من يحتاجون الى ذلك! كما بدا لي وقد اكتشفت مؤخرا واقولها للاسف وحالي كحال الافعى التي اكتشفت بعد عشر سنوات ان الشئ الملتوي الذي كانت تتحسّر عليه ألما وتشتاقه حسرة وتتمنى ان تلتفّ حوله وتعانقه لم يكن "عربيد" بل كان مجرد "صوندة"! أقول حالي كان اشبه بتلك المسكينة وانا اكتشف انه من الممكن ان يشتم المسؤول العربي الرئيس الاميركي بعد انتهاء ولايته الثانية طبعا! وللمعاملة بالمثل فانني انتقد المسؤولين العرب ولا أشتمهم لسبب بسيط هو انني لااتمتع بالشجاعة الكافية التي تمتع بها هؤلاء وهم باقون على عروشهم ملئى كروشهم في وقت شتموا فيه اليوم الاسود كبشرة اوباما الذي رأوا فيه بوش والجمهوريين بينما تمنّوا في ذات الوقت ان يكون الحكم القادم من العم الاسود ابيضا كأست بوش، وهذه هي دورة الايام العربية على الدوام وجه اسود وأست ابيض، والعهدة على الراوي!

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات