العرب العلمانين هل هم جناه أم هم ضحيه الانحطاط العربي الأسلامي ؟
العلمانيه العربيه : أو العرب العلمانين من هم وما هي أسباب نشأتهم ؟
هل هم جناه أم هم ضحيه الانحطاط العربي الأسلامي ؟
ربما يجدر بنا قبل الخوض هنا في البحث عن اجابات ، ان نتعرف على العلمانيه ونشأتها وأسباب ضهورهم ..
العلمانيه بشكل عام غربية المنشأ وربما هي ثوره على الكنيسه بشكل خاص وعلى الدين عموما .
حيث كانت الكنيسه ذات النفوذ والسطوه تتحكم بشكل سافر بكل مناحي الحياه للفرد وكانت معاديه بشكل صارم للعلوم وكانت تضطهد العلماء والمفكرين والفلاسفه وكانت تصدر احكاما بالغة القسوه لكل من يجرؤ على مخالفة المعلومات الخاطئه في الكتاب المقدس عندهم وكانت تلك الاحكام تصل لحد حرقهم أحياء .
تاق الناس للخلاص وكان ان انتصر العلم أخيرا واندحرت الكنيسه ورموها الناس وراء ظهورهم عازمين على ان لا تتكرر التجربه بأي حال ..
فازدهرت العلوم وانقدحت شرارة التطور والحداثه .
ولكن الشرق العربي تحديدا ظروفه تختلف تماما عن الظروف في الغرب المسيحي ، فالاسلام لم يقف يوما عدوا للعلم والعلماء بل ان الاسلام يحضنا على التفكر والعلم والتعلم .
ولكننا في أسوء حال ونحن الآن في الحضيض تماما ..
والسؤال الذي يرد هنا ما هي الأسباب التي أدت إلى ظهور العلمانية في الشرق الإسلامي، طالما أن التناقض الفكري والواقع التاريخي لا يؤيد استيراد التجربة الغربية في تطبيق العلمانية إلى عالمنا الإسلامي
عموما والعربي تحديدا ..
والواقع ان الاجابه على مثل هذا السؤال مهمه ليست سهله ولا أظنها عسيره ..
ويمكنني العوده بكم للخلف في الزمن قليلا لنرى حال الأمه قبل 100 عام مثلا ..
الأمه حبيسه دولة الخلافه ــ الرجل المريض ــ كما كان الغرب يسمي الحقبه العثمانيه المتأخره .. دوله عسكريه بغلاف ديني لم تعطي اي اهتمام حقيقي لمستعمراتها من نواحي التنميه والتعليم والصحه والانماء ..
تفشت الأميه والفقر والجهل بالدين اضافة لعدم استباب الأمن وغياب القضاء والعداله وغياب الدوله بشكل مطلق الا في حال استيفاء الضرائب وسوق الذكور البالغين للخدمه العسكريه في حروب لا يدرون عنها شيئا .
صوره سوداويه مظلمه لفت شرقنا العربي بالمجمل ..
تربه خصبه لظهور البدع والانفلات والانحلال ، استثمرها نصارى الشرق التواقين للانفلات من ربقة الحكم العثماني وسنتطرق لهذا فيما يلي ..
وانهارت دولة الخلافه أخيرا ..
وليسقط العالم العربي بأجمعه تحت نير الاستعمار الغربي النهم الجشع و تسلط الاستعمار خلالها على ثروات الشعوب ، وغدا ينشر أفكاره وضلالاته بين المسلمين، ووجدت تلك الأفكار أتباعا وأنصارا يتبنونها وينشرونها ويدافعون عنها، وكانت البعثات العلمية التي أرسلت إلى أوربا - أو ما يفترض أن تكون علمية - صيدا سهلا للتأثير عليها وتحويلها إلى أبواق تصدح بأفكار المحتل وتسوق نظرياته ؛
طه حسين مثالا ؛
ونعود للدور الخطير الذي مارسه النصارى العرب في تلك الفتره الخطيره والمفصليه في تاريخنا العربي المرتبك والمتخبط حين رفعوا شعارات براقه تدعو لانشاء دوله قوميه لا دينيه تعتمد في تركيبتها على على العرق العربي ــ العروبه ـ وشنوا حمله شعواء على دولة الخلافه المتهاويه مستغلين سلسله اخطاء ارتكبتها الدوله العثمانيه في أواخر أيامها ،
وابرز هذه الاخطاء ظهور حركة تركيا الفتاه .. واتباعها سياسة التتريك .
وقيامهم بالدعوه لما يسمى بالقوميه الطورانيه ، التي رأى فيها العرب عموما اضطهادا لامبرر له وتعاليا غير مسموح به .
وقال العرب ان القوميه العربيه واللغه العربيه هما الأساس وان العربيه فضلها لا ينكر .
وجاءت القشه التي قصمت ظهر البعير حينما تم عزل الخليفه واستيلاء حركة تركيا الفتاه لزمام الأمور والحكم .
حيث اعتبر العرب وهم محقين بان ولائهم للخلافه لا للاتراك .
وظهرت جمعيات مناهضه للاسلام بدعوى مناهضة الحكم العثماني .
نذكر منها جمعية العربية الفتاة ، والحزب القومي السوري ( انطوان سعادة )
وفيما بعد حزب البعث العربي الإشتراكي - مشيل عفلق
وسيطروا تماما على دور النشر والصحافه كصحيفة "الجنان"، و"المقتطف"، و"الهلال"، وكان محرروها كناصيف اليازجي، ويعقوب صروف، وجرجي زيدان، يمثلون طلائع العلمانية في الشرق الإسلامي
ولنقرأ معا بعض أفكار "شبلي شميل" : " ليس الحكم الديني والحكم الاستبدادي فاسدين فحسب بل هما غير طبيعيين وغير صحيحين "
وظهر شعارا ماكرا وهو " الدين لله ، والوطن للجميع " وهو شعار وإن بدا جميلا في لفظه، إلا أنه خبيث في معناه ، إذ إنه يوجز العلمانية في لفظ مختصر يفصل فيه بين ما لله " الدين " وما للناس " الوطن " وكأن ثمة تقابل وتضاد بينهما على وفق النظرة الغربية العلمانية في الفصل بين الدين والحياة .
وفي هذا الوقت ظهرت حركه غريبه وهي الاستشراق وكانت حركه ناشطه لا مهمه لها غير التشكيك في الثوابت كالنبوه والدين والتاريخ وانشأو مراكز للبحث وللأسف لاقت هذه الحركة أتباعا في الداخل الإسلامي، روجوا فكرها ونشروه بين الناس فكان تأثيرهم عظيما وخطيرا ومقنعا للبسطاء من الناس .
كما أن الانتكاسه الثقافيه والحضاريه وانحسار العلوم والانبهار بالتقدم الغربي والحريات أدى الى توق الكثيرين لمحاكاة النموذج الغربي . حتى ان موجات هجره عربيه واسعه قامت باتجاه الغرب لانبهارهم بما انجزه الغرب العلماني ..
وسنتابع قريبا .. مع تحياتي
التعليقات (0)