فخ إيراني بأيد عراقية:
العرب السنة تجاوزوا "الامتناع".. ..فأصبحوا تحت سكين "المنع"!
اجتثاث البعث تحول إلى "كسارة" جليد تستخدمها أطراف داخلية وخارجية لمنع السنة من المشاركة
العرب السنة هم "الرقم الغائب" في المعلية السياسية العراقية منذ إطاحة النظام البعثي
مسئول أميركي رفيع المستوى: اثنان من السياسيين العراقيين الكبار ينفذان مخططا سياسيا إيرانيا
الجنرال أودييرنو: إيران لديها تأثير واضح على اللامي والجلبي... و"لدينا معلومات"!
اللامي والجلبي شاركا في اجتماعات بإيران مع شخص مقرب من قائد "قوة القدس" بالحرس الثوري
أوديرنو: الإيرانيون: ضالعون بشكل تام في التأثير على نتيجة الانتخابات
أوديرنو: اللامي ضالع منذ فترة في أنشطة "مشينة للغاية" في العراق!
التدخل الإيراني في العراق انتقل من الوسائل "القاتلة" إلى التدخل الناعم
أوديرنو: "ما زلنا نكتشف صواريخ إيرانية ومعدات أخرى مصنوعة في إيران"
مخاوف من أن اجتثاث البعث واجهة لعملية مخططة لإعادة هندسة الساحة السياسية بمنع السنة "من المنبع"
خبراء: "فزاعة" البعث لم تستخدم إلا بعد ميلاد تحالف علماني كبير هو "القائمة العراقية" بزعامة علاوي
صالح المطلك: إنهم يدفعوننا باتجاه المقاطعة.. ..وذقنا مرارتها.. ..ومتمسكون بالمشاركة
تحولت قضية تطبيق مبدأ "اجتثاث البعث" إلى كسارة جليد تستخدمها أطراف داخلية وخارجية لمنع السنة من المشاركة الفاعلة في الانتخابات في العراق وأصبح التحول الذي تم إنجازه منذ العام 2005 عندما شاركت نسبة كبيرة من السنة في العملية السياسية للمرة الأولى في مهب الريح. فمنذ إطاحة النظام العراقي عام 2003 والسنة يمثلون الرقم الغائب في العملية السياسية بامتناعهم شبه الجماعي عن المشاركة في العملية السياسية فضلا عن رفض الاعتراف مشروعية العملية السياسية كلها تحت الاحتلال.
اتهام أميركي خطير
وفي تصريحات هي الأولى من نوعها وجه مسئول أميركي رفيع المستوى اتهامات هي الأولى من نوعها للأطراف التي تخوض معركة استبعاد السنة من العملية السياسية. الاتهامات وجهها قائد القوات الأميركية في العراق معتبرا أن اثنين من السياسيين العراقيين الكبار ينفذان مخططا سياسيا إيرانيا.
الجنرال أودييرنو قال في "معهد الدراسات الحربية" بواشنطن إن "إيران لديها تأثير واضح" على علي اللامي رئيس هيئة المساءلة والعدالة التي حلت محل هيئة اجتثاث البعث أحمد الجلبي المشرف عليها، مضيفا أن لدى الإدارة الأميركية "معلومات مباشرة تفيد بذلك".
وقال الجنرال أودييرنو إن علي اللامي وأحمد الجلبي شاركا في عدة اجتماعات عقدت في إيران مع أحد المعاونين المقربين من قائد "قوة القدس" وهي وحدة في الحرس الثوري مكلفة القيام بعمليات سرية. وقال أوديرنوا متحدثا عن الإيرانيين: "نعتقد أنهم ضالعون بشكل تام في التأثير على نتيجة الانتخابات. وإمكانية قيامهم بذلك مصدر قلق".
والأخطر في كلام الجنرال أوديرنو أنه اتهم علي اللامي باتهامات خطيرة مستعيدا حقيقة أنه اعتقل عام 2008 بعدما اتهمته الاستخبارات الأميركية بالضلوع في أعمال عنف، وقال أوديرنو: "لم يكن لدينا سوى معلومات استخباراتية تربطه بهذا الهجوم، فاضطررنا إلى إطلاق سراحه مثلما فعلنا مع آخرين". .. .. وهو "ضالع منذ فترة من الوقت في أنشطة مشينة للغاية في العراق" و"من المخيب للأمل أن يعين شخص مثله على رأس هذه الهيئة".
وانطوى حديث الجنرال أوديرنو على تأكيد لاتهامات طالما تم نفيها بقوة من المسئوليين الأمنيين العراقيين الذين دأبوا توجيه الاتهام بالمسئولية عن كل حوادث العنف لتنظيم القاعدة وفلول حزب البعث، فحسب الجنرال الأميركي فإن التدخل الإيراني في العراق انتقل من الوسائل "القاتلة" إلى التدخل الناعم: السياسي والمالي. ولكنه في الوقت نفسه قال: "ما زلنا نكتشف صواريخ إيرانية ومعدات أخرى مصنوعة في إيران وأفرادا تدربوا في هذا البلد رغم أن هذه الأنشطة صبحت أقل
المصالحة والصحوات والشيعة
كانت الإدارة الأميركية سعت لحل مشكلة تطبيق مقررات البعث على نحو لا يتحول معه الاجتثاث إلى سلاح للانتقام، وطالبت إدارة بوش عدة مرات بإنجاز "مصالحة وطنية" عراقية تضمن استيعاب السنة حتى لو تضمنت رفع بعض القيود عن مشاركة بعض من انتموا لحزب البعث ممن لم يرتكبوا جرائم بحق الشعب العراقي، وهو ما رفضته بقوة القوى السياسية الشيعية وصولا إلى الجفوة وسوء التفاهم بين واشنطن وبغداد.
وبمجرد أن انفجرت أزمة استبعاد أكثر من خمسمائة مرشح من العرب السنة تطبيقا لمقررات الاجتثاث اقترح جو بايدن نائب الرئيس الأميركي السماح للجميع بالترشح وترك الحسم لصندوق الانتخابات مع تطبيق مقررات الاجتثاث بعد إعلان النتائج، وهو ما رفضه الشيعة أيضا. وقد كان مما ألقى بظلال قوية من الشك على عمل هيئة العدالة والإنصاف تغير أرقام المشمولين بالاستبعاد حيث أدى رد العفل الداخلي والخارجي إلى تقلص الأعداد بالقائمة!
وأثار الموقف المتشدد للقوى السياسية الشيعية، وبخاصة المعروفة بولائها لطهران، مخاوف جدية من أن تكون عملية تطبيق مقررات اجتثاث البعث قد تحولت إلى عملية مخططة لإعادة هندسة الساحة السياسية بمنع مشاركة القوى الفاعلة من السنة بسياسة "المنع من المنبع" من خلال حرمانهم من حق الترشيح.
ممنوعون لا ممتنعون
كانت أغلبية العرب السنة حتى عام 2005 تتحرك على وقع تصريحات الشيخ حارث الضاري الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق قبل أن يحتل الحزب الإسلامي العراقي الموقع الأكثر تأثيرا في توجهات السنة العرب حيث قرر الحزب المشاركة بالاستفتاء على الدستور العراقي رغم مقاطعة كثير من السنة. وكان الضاري وقتها يؤكد أن السنة: "تقف بوجه العملية السياسية برمتها". وقد كان هذا الانقسام في الشارع السني بداية تحول اكتما فيما بعد بتأسيس "الصحوات" التي تحولت إلى قوة سياسية عراقية سنية لا يستهان بها.
وقد تشكلت أولى مجالس الصحوات في العراق "كتائب الحمزة" برعاية الحزب الإسلامي العراقي في أواخر عام 2004 في مدينة القائم غرب العراق، ثم تشكلَّت قوة باسم "ذئاب الصحراء" أو "قوة ثوار الأنبار" نهاية عام 2005 التي قادها الشيخ أسامة الجدعان أحد شيوخ قبيلة الكرابلة، وبعد عودة الشيخ عبد الستار أبو ريشة من الأردن قاد تحالفاً عشائرياً سنياً لمواجهة "القاعدة" تحت اسم "مجلس صحوة الأنبار" لتصبح في عام 2007 قوة عسكرية ضاربة تعتبر أهم مؤشر على تحول السنة من التعاطف مع تنظيم القاعدة – أو دعمه – إلى محاربته. وامتدت الظاهرة إلى محافظات أخرى، مثل: ديالى، وصلاح الدين، ونينوى، وبغداد أخيراً التي تأسست بها صحوات بدأت في أبو غريب ثم انتقلت إلى الدورة، والعامرية، والسيدية، والخضراء، واليرموك، والمنصور، والجامعة، والغزالية، والأعظمية، والفضل، ومناطق حزام بغداد الشمالي والجنوبي والغربي. حتى قال جريجوري سميث مدير فرقة الاتصالات في الجيش الأمريكي: "إن مجالس الصحوة وصلت في العراق إلى 186مجلساً تعمل في 186 منطقة، من خلال ما يقارب 100 ألف عنصر مسلح".
عائدون بصناديق الانتخابات
وشكلت قضية ضم الصحوات للأجهزة الأمنية والجيش العراقي مؤشرا آخر على وجود ممانعة قوية لدى أطراف شيعية لأي وجود سني فاعل ومؤثر في أجهزة الدولة ولفترة طويلة ظلت حكومة المالكي تتلكأ في تنفيذ وعدها باستيعابهم، ويقدر عدد من تم استيعابهم منهم بحوالي 40 ألفا وحسب.
والآن وبعد مقاطعة غالبية الأحزاب السنية لانتخابات 2005، عاد بعضها ليشارك بقوة في انتخابات 2010 ليعوض غيابه ويثبت أن السنة قوة انتخابية كبيرة بدليل ما جري في انتخابات المحليات الأخيرة أوائل 2009 عندما عاد السنة للمشاركة في انتخابات بعض البلديات بقوة وفازوا فيها وسيطروا علي مجالسها التي كان يسيطر عليها أكراد أو شيعة سابقا بسبب الغياب السني.
ومن جانب آخر تأتي محاولات العرب السنة المشاركة بعد تبدل التحالفات السنية والشيعية القائمة، ونزوع الناخب السني للمشاركة عموما علي خلفية تصور أن غيابه في الانتخابات السابقة نتج عنه ضعف السنة سياسيا وأن المقاطعة هي من غيبت السنة عن مناصب الدولة المختلفة.
وهناك من يرى أن "فزاعة" البعث لم تستخدم إلا بعد ميلاد تحالف علماني كبير هو "الكتلة العراقية" التي ضمت طيفاً واسعاً من الشخصيات ذات الاتجاه العلماني تمثل مختلف الطوائف أبرزهم سنة العراق، وتسعي هذه "الكتلة العراقية" لمنافسة التحالفات الشيعية والكردية التي سيطرت على العملية السياسية خلالا السنوات الماضية في غياب السنة.
وفي وعي بمخاطر العودة إلى مربع "الامتناع" أكد صالح المطلك تمسك العرب السنة بالمشاركة في الانتخابات رغم استبعاده و144 آخرين منها. وقال المطلك: "إنهم يدفعوننا باتجاه المقاطعة، طبعا سيفرحون لها". وأضاف: "لقد ذقنا مرارة المقاطعة والحل ليس بالمقاطعة"!
التعليقات (0)