تحدث الأمين العام للجامعة العربية عن واقع ملموس لمنظمة العرب و بيت العرب، حديث قد يزعج المسئولين ممن أثثوا كراسي القاعة بأجسادهم دون العقول كما تدل الصور الملتقطة خلسة من كاميرا التلفزيون المصري...تحدي الامين العام هو إقناع أعضاء المنظمة بضرورة التغيير و إثبات حسن النوايا و كسب ثقة الجماهير العربية في العاجل، مسئولية صعبة و قد تفشل مادام في عناصر مؤثرة تعمل لأجندة ذاتية و تخدم المصالح الغربية الكبرى بالأساس.
الربيع العربي الآن يقدم ظاهرا ثلاث قوى: حكومات تحاول مسايرة الواقع الشعبي و فرض ذاتها على أنها تجسيد لهذا الإنقلاب الشعبي: مصر و تونس و ليبيا، دول تعتبر نفسها راعية لهذا التغيير و متحمسة له كقطر مثلا أو أنها مسايرة له بتبني إجراءات ترضي شعوبها كالمغرب و الأردن، دول ممانعة و غير قابلة و غير راضية بل و غير معترفة بالربيع العربي كالسعودية و الجزائر و سوريا و اليمن مع الخصوصية الأخيرة لهذين البلدين كون نظاميهما في حالة صراع ضد رغبة جماهير بلديهما، و هماك قوة صامتة أو متفرجة و هي الدول الجانبية أو العراق الغير المتحمس أساسا للعمل العربي منذ الإحتلال الأمريكي.
خليط القوى هذا يصعب عمل الأمين العام نبيل العربي، إنها جامعة النقائض و النقائص، غير أن رياح التغيير و إن عصفت بغالب الأنظمة أو غيرت و صلحت من حال بعضها قد تكون عامل إيجاب لصالح الأمين العام و أي مسئول سيعقبه، الربيع العربي قد يولد تكتلا عربيا جديدا أقوى من ركائز التعثر الصامدة حاليا ضد أي تغيير، خاصة إن كان قلب هذا التكتل مصر ، لا ننسى أن قوى إقليمية أخرى ترغب في ميلاد قوة عربية مؤثرة مستقلة، و لنا في زيارة أوردغان للجامعة و حديثه من قلبها عن فلسطين و عن العلاقات الطيبة بين العرب و الأتراك و عن الأواصر المشتركة من حضارة و إيمان....دليل على ذلك.
السؤال الآني، بعد حديث العربي الصادق و تعريته لواقع الجامعة العربية، هل ستكون هذه الكلمة نقطة بداية لتغير أفضل؟ هل سيستطيع الأمين العام تحريك عجلة هذه المنظمة و تفعيل أجهزته و إحياء الرميم من هياكلها ا؟ هل سنرى دور جديد للجامعة و حضور في كافة القضايا العربية ؟ هل ستحرص الحكومات العربية على مساعدة الأمين العام و تتنازل أكثر من أجل عمل عربي مشترك يرضي الشعوب العربية؟ أم أنه حديث للتسويق الإعلامي و لتبرئة الذمة يحاكي أحاديث عمرو موسى الذي يأس من محاولة إحياء المنظمة في سابق الأيام.
التعليقات (0)