مواضيع اليوم

العربية دارا للافتاء ومركز تدليك

جهاد الدهيني

2011-04-19 14:33:22

0

لم يخطر ببال عاقل أن مبارك أعلن التوبة، لأن أقل شروطها هي الخروج من المظلمة برد المال واسترضاء المظلوم، وهو طبعا إن نفذ الشرط الأول ـ مع استحالته ـ فكيف يرد الشهداء إلى ذويهم؟
الإعلام يصبح دارا للإفتاء، يصدر فتاوى إعلامية يغسل بها آثام الأنظمة غسلا مفبركا، فيغفر الذنوب، ويغيث المخلوع، من دون حتى أن يظفر باعترافه بالندم، كأحد أهم شروط التوبة... اربط الحزام أيها الشارع العربي، فالثورة المضادة تشد حيلها بالفتوى الإعلامية، ورجال الدين موضة قديمة والمخلوعون يلزمهم استجمام إعلامي بعد فترة خلع أصابتهم بالخمول، ولابد من المرور بفترة نقاهة إعلامية، فيا أيها المخاليع زوروا العربية تجدوا ما يسركم!

الانتفاضة الفلسطينية الثالثة والفيس بوك

تناولت الجزيرة في حصاد الأحد خبر مقاطعة أكثر من ربع مليون ناشط - وفي مصادر أخرى أكثر من 400 ألف - لموقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك)
كرسالة اعتراض من موقع الـ 600 مليون مستخدم ـ على إغلاق صفحة الانتفاضة الفلسطينية الثالثة في ذكرى النكبة الفلسطينية يوم 15-5 .. كان هدف الصفحة الداعية للمقاطعة، كما وضح تقرير عمر غانم، هو اللعب على وتر الدخل الإعلاني للموقع، وكما أراد مؤيدوه فهو بمثابة إنذار أول لإدارة الفيس بوك لحثهاعلى إعادة صفحة الانتفاضة الثالثة المحذوفة، فإن لم يلاقوا آذانا صاغية فإنهم سيلجأون لاستخدام حاجب إعلانات خلال تصفح الموقع..
لن تستغرب وأنت تستمع إلى حيثيات هذا التقرير لتدرك مدى فظاعة الحرب التي تُخاض على صفحات هذا الفيس بوك، فوزير المعلومات الاسرائيلي كان أول من شن حربه الضروس على الصفحة وتوالت الحروب بعد ذلك على صفحات من رحم صفحة الانتفاضة المحذوفة، هنا ساحة المعركة، والشارع العربي الثوري لم يعد مستهلكا أعمى للبضاعة الأمريكية، بل مروضا إليها ومسخرا تماما كما تسخر الدابة لمن يستخدمها، فخلال أقل من شهر تمكنت صفحة الانتفاضة من جذب أكثر من 350 ألف شخص، حتى تصاعدت الضغوط الاسرائيلية على إدارة الفيس بوك وقامت باستثنائها من الموقع بحجة قيامها بعمل تحريضي، ولم تكتف اسرائيل بهذا بل كعادتها كان لابد أن ترد الصاع بمليون دولار طالب بها رئيس مؤسسة يهودية أمريكية بدعوى تأخر الفيس بوك بإغلاق الصفحة! وما أول الحرب إلا قطرة مليون!
يعرض التقرير رد الإدارة التي قالت ان إبقاءها على الصفحة انطلاق من دعوة مشتركيها للتظاهر السلمي، فما أن لمست توجههم للعنف ـ الذي ينافي شروط الاستخدام ـ أغلقتها.. وتبقى الحرب دائرة على محورين: الأول: تكفير الذنب الذي تقوم به إدارة الفيس بوك تجاه اللوبي الصهيوني، بشن حرب الحذف، على المحور الثاني: المستخدمون العرب الذين سارعوا لإنشاء صفحة بديلة بعد ساعات من حذف الأولى، فأغلقت هي الآخرى، وقد اتجه أبطال الصمود العرب في حرب الحذف لإنشاء العديد من الصفحات البديلة، بحيث يصبح أسلوب الحذف غير ذي جدوى، كما أصر تقرير الجزيرة واختتم بتساؤل ضروري عن تعريف ما يقع ضمن دائرة حرية التعبيروما يقع خارجها؟ وفوق ذاك كله عمن لديه الحق أصلا في ذلك التعريف والمنع؟
يعثر التقرير على لعبة صناعة حرية التعبير، طالما أنها دائرة مغلقة، هي الفيس بوك، لكن الدرس يصل متأخرا لأن الوعي العربي يسبق كل التكهنات، إنهم أبطال الشوارع، بل مقاتلو الشوارع ضمن بلورة عربية واعية وذكية للمعنى المستلهم من أفلام هوليوود الاستعمارية، التي يسخرها العرب لمصلحة ثوراتهم، الآن تحرك فلسطين كل الشوارع العربية باتجاه الثورة، كأنها ضميرها المستتر تماما كما ذكر الدكتور مازن مصطفى في برنامجه رواق المعرفة الذي تبثه قناة الحوار الفلسطينية في لندن، الضمير المستتر يعلن عن نفسه والثورة هي الفاعل وليس المفعول به، وإعراب الجملة الثورية لا يحتاج أكثر من صفحة فيس بوك، خاصة بعد أن نجح في التصدي لمطوات السواحر في الثورة المصرية، فقلب السحر على الساحر، وقد أعلنها للمرة الأولى أنني دعوت الله وقتها أن يطيل في عمر مبارك حتى تتحقق إرادة الشارع المصري بخلعه قبل إرادة القدر بموته، مما يعزز الثقة، ويشحن العزيمة.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات