لا تختلف الشعوب العربية عن الانظمة السياسية التى تحكمها فالاثنان يسيران فى نفس الخط والاتجاه طالما ان طابع هذه الشعوب هو الاستبداد الذى يعتبر بمثابة جزء لا يتجزا من ثقافة الشعب العربى وشخصيته القومية منذ وجوده هذه الشخصية القومية تحمل الكثير من المفاهيم الجامدة التى لم تتغير مثل الاستبداد والجمود العقلى وانعدام ثقافة التهذيب مما جعل هؤلاء العرب ومنذ وجودهم عبارة عن قطيع همجى متخلف غير متحضر تسيطر عليه البداوة فالقبيلة هى الوحدة الاساسية فى تكوين شخصيته والبداوة والتاخر سمة يمتاز بها العرب دون غيرهم منذ فجر التاريخ اما مفاهيم الوحدة والدين والتاريخ المشترك فهى البلاء الكبير الذى اصاب هذه الشعوب المتخلفة نتيجة الحركة القومية المتطرفة اواخر القرن 19 ومثل هذه المفاهيم تعنى التمركز حول الذات وغيام مفاهيم التعددية والحوار والايمان بالخر ومعظم الدراسات الغربية ومنها دراسات المانية وفرنسية اهتمت بدراسة الشخصية القومية للشعوب العربية اكدت ان الانسان العربى مستبد بطبعه تماما وغير ديمقراطى ومتصلب فكريا لدرجة كبيرة ويرفض الاعتراف بوجود الاخرين المختلفين عنه يهتم بالماضى اضافة لغروره الشديد وانه الجنس السامى المقدس الذى لا يخطا ولا يقبل النقد وهذه النظرية تكرست فى الاذهان بسبب سيادة القبيلة وظهور الاسلام الذى زاد من التصلب والتخلف حيث ادعاءات الاحاديث النبوية والايات القرانية الى ان العرب هم افضل الشعوب وهذه الادعاءات التى ينادى بها الاسلام غير صحيحة وتدل على التصلب والتحجر المنطلق من الاسلام فالشعب العربى سلطوى ابوى مستبد وهكذا كان معظم حكامه بما فيهم الخلفاء المسلمين فلم يكن هناك انتخابات واختيار للحاكم بل كانت الخلافة المطلقة هى الوحدة السياسية مثلما كانت الاسرة والقبيلة والعائلة الممتدة هى الوحدة الاجتماعية الثابتة وبعد ظهور الاسلام لم تتغير الاوضاع كما يدعى التاريخ الاسلامى المزيف والمؤسطر بل ازداد الوضع سوءا وازداد الخلفاء والحكام فى استبدادهم بمبرر دينى هو طاعة الحاكم وعدم الخروج عن الجماعة حسب المعتقد الاسلامى المطلق وهناك من يدعى الديمقراطية فى الاسلام الذى يعد اساس الاستبداد حيث يتجاهل هؤلاء تماما نظام الحكم الفاشى انذاك... وهذه الادعاءات مجرد اسطرة وتزييف للتاريخ لان التاريخ العربى مزيف ودعائى فالاسلام صنع الاسس الاساسية للاستبداد المطلق منذ ظهوره ولذا فالمعارضة السياسية للنظام الدينى القائم انذاك تعد معارضة واعتراض على العقد الدينى السماوى الذى تم بين الرسول والله حسب النظرية الاسلامية وهذه المعارضة لا يمكن قبولها ايضا من جانب الشعب والخلفاء فالشعب العربى كان وما زال عبارة عن قطيع منساق وراء الشعارات اما الخلفاء المقدسين الراشدين فارتبطت اسماءهم ذاتها بالقداسة والمفاهيم الدينية الدعائية مثل الصديق,الرشيد،خليفة الله،نبى الله ،ولى الله وغيرها من مفاهيم الدعاية السياسية الاسلامية التى تحولت من كونها صفات لاشخاص عاديين الى صفات الهية تضفى على الحكام والخلفاء صفات التقديس والركوع لهم من جانب قطيع العرب المنساق وراءهم وهذا ما حدث بالفعل وبالتالى فالحديث عن تجربة ديمقراطية فى الاسلام اكبر خدعة واكذوبة يصورها لنا التاريخ والمؤرخون المسلمون وتدرس هذه الاكاذيب الان فى المدارس كحقيقة مطلقة غير قابلة للشك والجدل.
اما الغطرسة والغرور التاريخى الذى يمتاز به العرب دون غيرهم من الشعوب فهو نتاج منظومة ثقافية ودينية متخلفة تقلب الحقائق فالاحاديث النبوية فى السنة تصور الامة العربية على انها افضل الامم وارقى الشعوب على وجه الارض وهو مجرد تصور دينى وهمى وزائف تماما انتج شخصية عربية مغرورة ومتنرجسة بشدة دون انجاز حضارى وتاريخى يذكر لهم ومن ثم فالعرب عنصريون متعصبون ضد الاجناس والقوميات الاخرى التى اطلقوا عليها الموالى رغم دورها وانجازاتها المتميزة الا ان العرب كانوا ينظروا اليها نظرة دونية وانها شعوب من الدرجة الثانية مثل المماليك والاكراد والبربر والايوبيين وغيرهم رغم دورهم التاريخى الا ان التعصب العربى تجاههم ادى الى تهميشهم سياسيا واجتماعيا وقد ارتكب الطاغية النازى صدام حسين فى العراق مذابح ضد الاكراد ممن يسعوا الى الاستقلال السياسى والاقتصادى عن بلاد تعاملهم كدرجة ثالثة ومن حقهم تاسيس دولة بالعراق واقامة وطن قومى لهم هناك وهذا السيناريو يتكرر فى الكثير من البلاد العربية مثل الاضطهاد لاتباع الطائفة المرشدية فى سوريا وقيام رفعت الاسد باعتقال وسجن امامهم سلمان المرشد والسبب انها طائفة دينية تختلف عن الدين الرسمى والدين العلوى الذى تدين به اسرة الطاغية الاسد اضافة الى تهميش كثير من الاقليات والطوائف فى العالم العربى ومعاملتهم كاناس من الدرجة الثالثة مثل الغجر والنور والدروز والاكراد وذلك لا يمكن ان يحدث معهم فى المجتمع اليهودى فى اسرائيل الذى يحترم الاقليات والطوائف المغايرة وما زالت الثقافة العربية ثقافة عنصرية تماما ضد كل من يعلن الاختلاف دينيا واجتماعيا وثقافيا وسياسيا ايضا ولا يجد سوى النبذ والنفى والاضطهاد التام ..هذه الشعوب المتغطرسة الغبية هى التى صنعت واقرت الانظمة الاستبدادية الحاكمة لان هذه الشعوب تقدس حكامها بل وتهلل لها حيث تتغنى بانجازات وهمية مثل التغنى بالنظام الديكتاتورى الناصرى فى مصر والصدامى بالعراق وعن بطولات وهمية لعائلة الاسد فى سوريا او التهليل للنظام الليبى الذى تقوده اسرة القذافى الذى ينتهك حقوق الانسان اضافة للنظام البدوى المتعجرف والمتخلف بدول الخليج العربى التى غير النفط صورتها الاقتصادية تماما دون ان ينجح فى تغيير خريطتها الثقافية والفكرية والسياسية والعشائرية والقبلية الرجعية هذه الشعوب ترفض اساسا التغيير لانها محافظة ثقافيا ودينيا لا تعترف ابدا بالمغاير مهما كانت الظروف والاحوال ولابد من تفكيك شامل من جانب المثقفين التنويريين والطليعيين فى العالم العربى لمفاهيم تلك المنظومة الدينية والثقافية والاجتماعية والنقد الشامل لكافة المفاهيم السائدة ومنها الاسلام والثقافة والسياسة والمفاهيم التقليدية السائدة وذلك يحتاج الى جراة من جانب المثقفين لكن للاسف اصبح المثقفين العرب سلبيين للغاية يهللوا لشعوبهم ويتغنوا بالاساطير التاريخية والبطولات الوهمية ويسيروا فى نفس خط الثقافة الشعبوية المتخلفة الركونية التى تحن الى الماضى وتفتقد الى العقل النقدى الذى يميز بين الصواب والخطا السليم وغير السليم فهذه الثقافة تختلط فيها كافة المفاهيم وتعتمد فى بقائها وثباتها على الدعايات القرانية والسنة ومن العسير جدا احداث التغيير دون البدء بجوهر هذه الثقافة السائدة ونقطة ارتكازها وهى الاسلام.
التعليقات (0)